ترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الدولة المشارك في الاجتماع التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ29 بالرياض.
ضم الوفد.. سعادة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية وسعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية وسعادة عبدالله علي المزروعي مدير إدارة الشؤون العربية وسعادة علي مطر المناعي مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وناقش وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع عددا من المواضيع والقضايا المدرجة على جدول الأعمال وأبرزها القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي ومستجداته وتطورات الأزمات السورية والليبية واليمنية والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وتنعقد القمة العربية بدورتها الـ 29 في الدمام بالمملكة العربية السعودية الأحد المقبل على مستوى قادة الدول العربية.
وخلال الجلسة الافتتاحية التي عقدت برئاسته .. أكد معالي عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستتصدر بنود جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وذلك تعبيرا عن الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما نصت عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية .
وأعرب الجبير عن استنكار المملكة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل.. مشيدا في الوقت نفسه بالإجماع الدولي الرافض لذلك.. معتبرا أن الخطوة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ستعيق الجهود الدولية الرامية لتحقيق إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي.
وأكد أن الإرهاب والتطرف يشكل خطرا كبيرا على الدول العربية ويجب التعامل معه بحزم بما في ذلك مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابع تمويله وعدم توفير الملاذ الآمن لمن يرتبط به.
وشدد معاليه على أن السعودية لا تقبل ولا تتسامح مع الإرهاب والتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.. مشيرا إلى أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة مادامت إيران تتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية واحتضانها لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي.
وقال " إن إيران والإرهاب حليفان لايفترقان.. فهي تقف وراء إمداد ميليشات الحوثي التابعة لها في اليمن بالصواريخ الباليستية إيرانية الصنع التي تطلقها ميليشات الحوثي على المدن السعودية والتي بلغت 117 صاروخا أكدت بلا شك دموية أفكار مرجعياتها وتبنيها لكافة الأعمال الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار في اليمن الذي ندعم الجهود المبذولة بشأن من قبل الأمم المتحدة تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216 ووفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ".
وحمل ميليشيات الحوثي المسئولية الكاملة تجاه الأزمة الإنسانية التي عصفت باليمن.. مؤكدا أن المملكة قامت بواجبها نحو العمل الإنساني والإغاثي فيها حيث دعمت البرامج الإنسانية والتنموية والحكومية والبنك المركزي اليمني بمبلغ تجاوز 10 مليارات دولار.. فيما وصل عدد المشاريع التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن إلى 217 مشروعا بـ 925 مليون دولار.
وأكد وزير الخارجية السعودي مجددا دعم المملكة للشعب السوري.. داعيا للحفاظ على وحدتها وفقا لإعلان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.. مدينا بأشد العبارات استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية.. مطالبا المجتمع الدولي بمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
وحول الأوضاع في العراق.. قال إن إعادة إعماره فرصة لابد من استمرارها من أجل استمرار مساهمة العراق مع أشقائه بدعم مسيرة العمل العربي المشترك.. مشيرا إلى أن المملكة خصصت مبلغ 1.5 مليار دولار ودعم الصادرات السعودية له خلال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت مؤخرا.
وحول الوضع في ليبيا.. أعرب عن تطلعه إلى أن تسهم الجهود الليبية في احتواء الأزمة من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني وبذل الجهود الحثيثة للعمل بما جاء في اتفاق الصخيرات من أجل حل الأزمة الليبية حفاظا على أمنها ووحدة أراضيها.
وأكد على ضرورة توحيد الجهود سعيا لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية بما يخدم مصالح الدول الأعضاء ويعزز تعاونها لتنعم شعوبها بالأمن والرخاء والاستقرار.
من جهته.. حذر معالي أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني من أن الممارسات اللاشرعية التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستقوض حل الدولتين الذي أجمع العرب والعالم عليه سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم والشامل.. مؤكدا أن إسرائيل بذلك تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وقال - في كلمته - إن السلام خيارنا العربي الاستراتيجي وسنقوم بدورنا كاملا لتحقيقه.. منوها في هذا الإطار إلى مبادرة السلام العربية وضرورة إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967 معتبرا أن ذلك هو طريق السلام الوحيد.
وأكد أن القدس الشريف خط أحمر وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.. مضيفا " نريد القدس المقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة المسلمين والمسيحيين واليهود رمزا للسلام لا ساحة للقهر في ظل سلام دائم، على أساس حل الدولتين الذي يضمن دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية ".
وأكد الصفدي على ضرورة أن يستعيد العرب زمام المبادرة في جهود إنهاء المأساة السورية وأنه لا حل عسكريا للأزمة.. داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل لحل سياسي يكون للعرب التأثير فيه.
ودعا إلى ضرورة العمل على وقف القتال ودعم مسار جنيف للتوصل لحل سياسي على أساس القرار 2254 يحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها ويقبل به الشعب السوري الشقيق.
وحذر من خطورة الإرهاب.. قائلا "إن الإرهاب عدونا المشترك ونقيض ثقافتنا وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يمثلها ديننا الإسلامي الحنيف ".. مشيرا إلى أن الحرب المشتركة على الإرهاب حققت إنجازات مهمة في العام الماضي.
وأشاد بجهود العراق في القضاء على العصابات الداعشية حيث أنجز انتصارا للعرب جميعا كما تراجعت سيطرة الإرهابيين المكانية في سوريا لكن الحرب ما تزال مشتعلة أمنيا وفكريا وأن حسمها يتطلب شمولية في الطرح تقضي على الإرهاب حيث وجد وتعري ظلاميته وضلاله عبر جميع المنابر.
وأكد التزام الأردن بالمضي في هذه الحرب بشراكة كاملة مع الأشقاء العرب ومع المجتمع الدولي حماية الأمن العربي المشترك وقيم وحقوق الشعوب العربي في العيش بأمن واستقرار.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن على مدى رئاستها للقمة العربية استمرت في جهودها المستهدفة لتفعيل العمل العربي المشترك خدمة لمصالحنا المشتركة وسعيا دؤوبا لتجاوز أزماتنا.
ونوه إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يقود تحركات لا تتوقف وبالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب وبالعمل مع المجتمع الدولي لإنصاف الأشقاء الفلسطينيين وتلبية حقهم في الحرية والدولة.
ولفت إلى أن هذه الجهود والاتصالات مستمرة وتستهدف أيضا حلا سياسيا في سوريا ونهاية للأزمة في اليمن على أساس القرار 2216 ووفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وتوافقا وطنيا في ليبيا يضعها على طريق صلبة نحو مستقبل مستقر أفضل.
إلى ذلك .. أكد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن انحسار التأثير العربي في مجريات الأزمة السورية يتيح تدويلها بصورة لاتصب في مصلحة الشعب السوري.
وقال إنه في ظل ما تشهده الأزمة السورية من تطورات متسارعة ومؤسفة..
فإن انحسار التأثير العربي في مجريات أحداث هذه الأزمة يُتيح تدويلها بصورة لا تصب في مصلحة الشعب السوري.
وأضاف " لقد شهدنا مؤخراً عدداً من الاجتماعات التي تضم قوى دولية وإقليمية لتقرير مصير الوطن السوري بصورة أخشى أن تدفع بهذا البلد العربي إلى واقع تقسيم فعلي وتفتح المجال أمام تفتيته إلى كياناتٍ أصغر تهيمن عليها قوى خارجية وهو أمرٌ لا أتصور أن دولة عربية تقبل به ".
أرسل تعليقك