أشاد معالي الشيخ سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان بجهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات في حفظ وصون الموروث الشعبي وترسيخ ثوابت الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة. جاء ذلك في تصريح لمعاليه على هامش فعاليات الندوة التكريمية عن سيرة الشاعر الراحل محمد بن سلطان بن محمد الدرمكي التي نظمها نادي تراث الإمارات ممثلا في مركز زايد للدراسات والبحوث أمس بمركز القطارة للفنون في مدينة العين بحضور الشيخ حمد بن سلطان الدرمكي.
وأكد معالي الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان أهمية مثل هذه الندوات التي تخلد ذكرى الشعراء الرواد والمثقفين والأدباء ممن ساهموا في إثراء المشهد الإبداعي في الإمارات " .
وقال معاليه " يجب علينا أن نفي هؤلاء حقهم في عرض تجربتهم الشعرية والإنسانية والوطنية إلى الجيل الجديد وفي مقدمتهم الشاعر الكبير الدرمكي الذي كان واحدا من الشخصيات الوطنية البارزة التي أسهمت بإنجازات نوعية في مسيرة البناء والنهضة التي تشهدها دولة الإمارات الآن . وطالب معالي الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان القائمين على نادي تراث الإمارات بعقد مزيد من هذه الندوات وتكريم المبدعين الأحياء في كافة مجالات التعبير في احتفاليات تجعلهم على الدوام في الذاكرة.
وأكدت فاطمة مسعود المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث في كلمة النادي أن هذه الندوة - التي تتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2018 " عام زايد " تأتي تجسيدا لرؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في أهمية تسليط الضوء على الشخصيات الفكرية والوطنية والتي أسهمت بإخلاص في مسيرة النهضة التي تشهدها دولة الإمارات .
ولفتت المنصوري إلى أن من بين هذه الشخصيات البارزة الشاعر الكبير الراحل الدرمكي الذي كان نموذجا يحتذى في الإخلاص لوطنه وفي تجربته الشعرية الثرية بالقصائد في مختلف أبواب الشعر والتي شكلت ريادة غير مسبوقة في مجال الشعر الشعبي فكان لابد من تسليط الضوء على هذه الشخصية المهمة.
من جهته استعرض سالم بن عيد المهيري المتحدث الرئيسي في الندوة تجربة الراحل الشعرية باعتباره واحدا من أهم رواد الأغنية الشعبية في الإمارات وتحدث عن قصائده في مجال الشكاوى والمجاريات الشعرية مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والشاعرة عوشة بنت خليفة بن أحمد السويدي المعروفة بـ " فتاة العرب " وشعراء كثيرين.
ثم قرأ المهيري العديد من قصائده في الغزل العفيف على بحر " الونة " .. مستعرضا صفاته الإنسانية وقال " لقد كان رجلا متسامحا محبا للجميع لم يعرف أثناء عمله وكيلا لدائرة الزراعة والإنتاج الحيواني في العين أي شكل من أشكال المحاباة او المحسوبيات بل إن بيته كان مفتوحا للجميع وفي أي وقت .
وأشار خلال الندوة - التي قدمها وأدار حواراتها الإعلامي يوسف المعمري - إلى جملة من خصاله الحميدة مثل تمتعه بأخلاق رفيعة ودعمه للمواهب الشعرية والغنائية الناشئة وتفانيه في خدمة وطنه حتى رحيله .
من جهته لفت الإعلامي عبد الرحمن رفيع إلى المعارض التي كانت تقام في أنحاء العالم بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " لنقل صورة مشرقة عن الإمارات وإبراز نهضة وإنجازات الدولة .. مشيرا في هذا الصددر إلى أن الشاعر الدرمكي كان واجهة هذه المعارض مساهما في برامجها بتقديم تجربته الشعرية التي تعكس تطور المشهد الثقافي المتنامي في الدولة أمام الرأي العام العالمي".
وفي شهادته عن الشاعر الراحل الدرمكي " 1940 – 1998 " أكد الفنان الإماراتي خالد بن محمد أنه كان قدوة تحتذى وبخاصة في صياغة نمط القصيدة المرتجلة .. وقال " لقد امتازت قصائده بالسلاسة وسهولة التعبير لهذا تلقفها الفنانون الملحنون وحفظتها ذاكرة الشعب وكان بالنسبة لي أبا روحيا " .
من جانبه وفي شهادة له قال محمد سعيد الرميثي عنه " إن قصائده رغم ما مر عليها من زمن ما زالت في ذاكرة الناس نظرا لما تتمتع به من جزالة اللفظ وجمال المفردة والصورة الفنية المحكمة وروح التلقائية .. مطالبا المؤسسات بعقد المزيد من هذه الندوات التي توثق لتجربة جيل الريادة من الشعراء الشعبيين ".
وتحدث المصور الصحفي الخاص للشيوخ فلاح الكبيسي عن تجربته الشخصية مع الشاعر الراحل .. وقال " حينما كنا نرافقه في جولاته كمشرف على المعارض الزراعية التي تمثل الإمارات في الخارج نلمح مدى إصراره على إنجاحها وتقديمها للعالم بصورة حضارية فقد كان مخلصا وفيا لوطنه مجتهدا في جعل الإمارات في المقدمة ".
وفي السياق وجهت أسرة الشاعر الراحل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لتوجيهاته السديدة بعقد هذه الندوة التي قدمت الوالد إلى الناس بصورة مشرقة وإبراز تجربته الشعرية في الديوان الذي أصدره نادي تراث الامارات وحمل اسمه حيث أن هذا الديوان الذي يحمل بصماته القوية ما زال يلقى الطلب والاهتمام في منطقة الخليج.
وقالت أسرة الشاعر الراحل " لقد كان والدنا من أكثر المقربين للمغفور له الشيخ زايد " طيب الله ثراه " بحكم عمله في دائرة الزراعة والإنتاج الحيواني منذ تأسيسها في العين مطلع السبعينيات وحتى تقاعده عام 1993 لكنه ظل ملازما للشيخ زايد في مجالات نظم الشعر ورحلات القنص بالصقور وغيرها وإذا كنا نستذكر تجربته الشعرية اليوم من خلال هذه الندوة الجليلة فإننا نستذكر أيضا سيرته العطرة وإنجازاته في خدمة وطنه الإمارات".
وقام معالي الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان عقب ختام الندوة بتكريم أسرة الشاعر الراحل الدرمكي والمتحدثين في الندوة وعدد من الأفراد والشخصيات وممثلي المؤسسات التي أسهمت في إنجاح هذه الاحتفالية الثقافية .
أرسل تعليقك