واشنطن ـ صوت الإمارات
بات الطريق مفتوحاً أمام رشيدة طليب، لتصبح أول امرأة مسلمة من أصول عربية تدخل مجلس النواب الأمريكي، لتحقق بذلك إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، عقب فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية ميشيجان. وفازت طليب، وهي ابنة لمهاجرين فلسطينيين، أمس الأول الثلاثاء، في انتخابات الحزب، استعداداً لانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفي هذه الانتخابات، تفوقت العضو السابقة في المجلس التشريعي لولاية ميتشيجان، على 5 منافسين آخرين، لشغل منصب نائب عن الولاية أصبح شاغراً العام الماضي، بعد استقالة المخضرم، جون كونيرز، إثر مزاعم بالتحرش الجنسي. وكتبت طليب في تغريدة على «تويتر» عقب إعلان فوزها: «شكراً جزيلاً لكم لأنكم جعلتم هذه اللحظة الرائعة ممكنة»، وقالت وسائل إعلام أمريكية، أمس الأربعاء، إن فرصة فوز طليب (42 عاماً) كبيرة للغاية إن لم تكن مضمونة، ذلك أنها ستخوض الانتخابات في منطقة تعتبر معقلاً تاريخياً للحزب الديمقراطي، وتصوّت له دوماً، كما أنه لا يوجد حتى الآن منافسون أقوياء من الحزب الجمهوري.
وتكتسب ميتشيجان أهمية كبيرة، لكونها تحتضن جالية مسلمة وعربية كبيرة، وسبق لطليب أن فازت في عام 2008 بانتخابات المجلس التشريعي المحلي في ميشيجان، واستطاعت خلال عملها التشريعي أن تحقق إنجازات مهمة، مثل رفع الحد الأدنى للأجور في الولاية إلى 15 دولاراً في الساعة الواحدة، وتحسين مستوى خدمة الرعاية الصحية، وفق ما نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وتعد طليب، وهي الابنة الأكبر بين 14 ابناً للعائلة، واحدة من المرشحين المسلمين الذين يتنافسون في الانتخابات المقررة في 7 نوفمبر 2018، إلى جانب كونها ضمن عدد غير مسبوق من المرشحات النساء اللاتي يتنافسن بعد وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة. وقالت في تصريحات صحفية أبدت فيها ثقة كبيرة بفوزها في انتخابات الكونجرس: «البعض يعتقدون أنه كلام مبتذل، لكني أريد أن أغيّر العالم».
وتسعى طليب التي ولدت وترعرعت في ديترويت بميشيجان، لتمثيل الدائرة الانتخابية 13 في الولاية بعد أن شغلت مقعداً في كونجرس الولاية ما بين عامي 2008 و2014 وكانت في حينها أول مسلمة تصل إلى المنصب.
وقالت لإذاعة «صوت أمريكا» خلال جولة لها في أحد الأحياء لتعريف السكان بنفسها وبرنامجها، إن «الناس لا يزالون غير قادرين على نطق اسمي لكنهم يتذكرون أنني أتيت إلى منزلهم». وتعد المنطقة التي تسعى لتمثيلها وأغلبية سكانها من أصول إفريقية، من أفقر الدوائر في ميشيجان والولايات المتحدة، فيما لا يشكل انتماؤها الديني أو عرقها موضوع نقاش عندما تلتقي ناخبين، كما تقول.
وتقول إن طرقها أبواب منازل الناخبين بشكل مباشر هدفه الاستماع إلى مشاكلهم، مشيرة إلى أن عدداً من المواطنين الذين تلتقيهم يدركون أنها على وشك صناعة التاريخ من جديد. وأوضحت في هذا الإطار «أقول لهم إنني أول امرأة مسلمة تم انتخابها في المؤسسة التشريعية لمشيجين، وإذا فزت في هذه الانتخابات فسأكون الأولى على الإطلاق في الكونجرس».
وطليب هي واحدة من بين أكثر من 90 أمريكياً مسلماً كثير منهم ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، يخوضون انتخابات الكونجرس في 2018، في تطور أطلقت عليه صحيفة واشنطن بوست اسم «الموجة الزرقاء المسلمة». والأزرق هو لون الحزب الديمقراطي.
وأكدت طليب وهي عاملة اجتماعية سابقة، في مقابلة مع شبكة CBS أن الأمريكيين المسلمين الذين ترشحوا للانتخابات المقبلة «موهوبون بشكل لا يصدق، وهم جيراننا الملهمون الذين شاءت الصدف أن يكونوا مسلمين».
أرسل تعليقك