بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، عُقدت أمس أعمال الملتقى الوطني الأول حول أهداف التنمية المستدامة، الذي جاء بعنوان: «أهداف التنمية المستدامة: التميز في التنفيذ» ونظمته اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة والهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء.
وشارك فيه أكثر من 200 مسؤول وخبير حول أهداف التنمية المستدامة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والأكاديمي والهيئات العالمية والمجتمع المدني، إذ تم مناقشة وعرض مجموعة من المواضيع الاستراتيجية المتعلقة بجهود الجهات الحكومية ومبادراتها في سبيل تحقيق الغايات المتعلقة بها.
مسيرة التنمية
وافتتحت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ورئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، الفعالية بكلمة أشادت فيها بجهود وتكاتف الجهات الحكومية المختلفة في الدولة في تحقيق أهداف التنمية.
وقالت معاليها: «نحن نعتبر عمل اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة امتداداً طبيعياً لمسيرة التنمية التي أطلقها الآباء المؤسسون للدولة منذ إعلان الاتحاد. فلدى القيادة الرشيدة خطة تنمية اقتصادية واجتماعية وطنية واضحة المعالم والأهداف، ورؤية الدولة للعام 2071 هي عبارة عن تجسيد لرؤية قادتنا لمستقبل الإمارات وأبنائها. ولهذا يجب أن يكون هناك ترابط وثيق بين رؤيتنا الوطنية وأهداف التنمية المستدامة».
الإعلام والتنمية المستدامة
وخلال الملتقى، ألقت منى غانم المرّي، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين والمديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، كلمة أكدت فيها أن علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بمفهوم التنمية المستدامة تعود إلى ما قبل ظهور هذا المسمى وتداوله على نطاق عالمي واسع، ضمن نهج تطويري متكامل ومستدام أخذ في النضوج عبر السنوات وصولاً إلى رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية التي تتطابق في جوانب عديدة منها مع أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وقالت إن الإعلام يحظى باهتمام قيادتنا الرشيدة التي ترى فيه جسراً مهماً يربط المجتمع بالتطورات من حوله ويطلع أفراده على إنجازات الوطن ويشركهم في استمرارها واستدامتها، وسيظل شريكاً في بناء دولة الإمارات ومسيرتها التنموية الحافلة، ما يضع مسؤولية كبيرة على مؤسساتنا الإعلامية في اتجاه تطوير قدراتها بالاستثمار في المستقبل.
ونوّهت منى المرّي بدور الإعلام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بتعزيز الوعي المجتمعي وحشد الطاقات الإيجابية لتحقيقها، في حين أشارت إلى أثر الإعلام الرقمي في تشكيل واقع جديد يحتم علينا تحديد أفضل سبل التعامل معه والوصول إلى التوظيف الأمثل لأدواته في الوقت الذي تتمتع به الإمارات بمكانة متميزة كأكثر دول المنطقة اتصالاً بشعوب العالم وانفتاحاً على ثقافاتهم.
وبما للإعلام من دور رئيس في ذلك لاسيما مع تنامي أثر الإعلام المجتمعي الجديد.
أجندة عمل متكاملة
وشملت أجندة أعمال ملتقى أهداف التنمية المستدامة ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول حول الحوكمة والشراكة العالمية والعلاقات الدولية، والثاني حول التواصل والمشاركة، أما المحور الثالث فدار حول البيانات والمتابعة والتقرير والتقييم.
واستضاف الملتقى عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين وأهم الخبراء العالميين في مجال أهداف التنمية المستدامة، حيث ألقى يعقوب الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي كلمة تناولت فيها أهمية أهداف التنمية المستدامة للمجتمع العالمي ودولة الإمارات.
ثم تبعها عرض تقديمي من مريم الحمادي مساعدة المدير العام للأداء والتميز الحكومي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء والمستقبل، كان بعنوان «نظرة عامة على الإطار العالمي للتنمية المستدامة ومواءمتها مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات».
كما تحدث خلال الملتقى نجيب العلي، المدير التنفيذي لمكتب اكسبو 2020، حول دور القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر ممارسات ومبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات.
وسلط طارق الجناحي، نائب المدير التنفيذي في مركز دبي للإحصاء الضوء على النظام الإحصائي الوطني لدولة الإمارات وخطة الإمارات لأهداف التنمية المستدامة.
تجارب
وشمل البرنامج عرضاً لتجارب عدد من المؤسسات الحكومية في مجال تصميم وإطلاق المبادرات لدعم أهداف التنمية المستدامة. حيث عرضت علياء حربي، مديرة إدارة الإحصاءات والبحوث في وزارة الصحة ووقاية المجتمع تجربة الوزارة من خلال عرض تقديمي تحت عنوان: «الاتصال والتنسيق لتنفيذ الهدف الثالث (الصحة) من أهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات».
كما قدمت أمل الكوس، الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وزارة التربية والتعليم تجربة الوزارة في عرض بعنوان «المنهجية القائمة على البيانات لتنفيذ الهدف الرابع (التعليم) من أهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات».
جلسة حوارية
وكان للهيئات العالمية والقطاع الخاص حضور ملحوظ في برنامج الملتقى، حيث ألقى الدكتور كونراد بيسندورفر، المدير العام لإحصاء النمسا رئيس لجنة الإحصاء والسياسات الإحصائية في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وعضو المجلس الاستشاري للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، كلمة تناول بها موضوع رصد وتوثيق أهداف التنمية المستدامة وعلاقتها بين البيانات والسياسات من منظور الأمم المتحدة.
كما قدّم غويدو شميدت-تروب المدير التنفيذي لشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، عرضاً تناول فيه مقارنات بين الدول لتقييم التقدم المحرز في تطبيق أهداف التنمية المستدامة، كما سلط الضوء على مؤشر أهداف التنمية المستدامة وكيف يمكن تسخيره كأداة لتوجيه الجهود التحسينية للسياسات.
وعرض عبدالواحد بنداوا، المدير الإقليمي لشركة غوغل في الشرق الأوسط وأفريقيا تجربة شركته والدور الذي يمكن أن يؤديه القطاع الخاص في عملية دعم التنمية الاقتصادية ومبادرات أهداف التنمية المستدامة، كما عرض كاميل كونتنت، مدير تطوير الأعمال في شركة ESRI المتخصصة بنظم المعلومات الجغرافية حول استخدام نظام المعلومات الجغرافية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واختتمت أعمال الملتقى بجلسة حوارية خاصة استضافت القائمين على رصد وإصدار تقرير التنافسية الخاص بالأهداف العالمية شملت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء وشبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وحملت الجلسة عنوان «تأملات في الطريق إلى الأمام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات».
وفي الختام، وجه عبدالله ناصر لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة والجهة المنظمة للملتقى الشكر للحضور لمشاركتهم في إنجاح الفعالية .
وقال: «بعد النجاح الطيب الذي حققه الملتقى، وبتوجيهات من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، سيتم تنظيم هذا الملتقى بشكل سنوي بغية المحافظة على عملية نشر الوعي وتسليط الضوء ورصد وتوثيق أهم الإنجازات التي يحققها أعضاء اللجنة وشركاؤنا الإقليميون والعالميون».
أرسل تعليقك