القاهرة ـ وكالات
افتتح في مؤسسة الأهرام، مركز الأهرام للفنون، أحدث مشروعات مؤسسة "الأهرام" الثقافية، والذي يضم في باكورة معارضه أكثر من 100 قطعة فنية ما بين لوحات ومنحوتات وجداريات نادرة تم اختيارها بعناية من بين المقتنيات الفنية لمؤسسة الأهرام، والتي تزيد علي 850 قطعة فنية بدأ اقتناؤها منذ ستينيات القرن الماضي بمبادرة من الأستاذ محمد حسنين هيكل، وظلت منتشرة عبر جدران وردهات المؤسسة حتي افتتاح المركز اليوم.
افتتح الأستاذ محمد حسنين هيكل المعرض، الذي يضعك ولأول مرة في لقاء مع مجموعة فنية نادرة لفناني مصريين، مثل محمود سعيد وسعيد خطاب وجاذبية سري وحلمي التوني وجورج بهجوري، وراغب عياد وصلاح طاهر وفؤاد كامل ورمسيس يونان وسيف وانلي وتحية حليم وغيرهم، وتعود بعض المقتنيات إلي أربعينيات القرن الماضي، وتعد أكثر المعروضات قيمة مادية لوحة "ذات العيون العسلية" للفنان محمود سعيد.
حضر الافتتاح د. عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق والذي رعى فكرة المعرض أثناء توليه المنصب، وممدوح الولي رئيس مجلس إدارة الأهرام الحالي وسيلفيا النقادي، أمين عام مركز الأهرام للفنون، والكاتب مكرم محمد أحمد ووزير الثقافة السابق شاكر عبد الحميد، ود. مصطفي الفقي وعدد من سفراء الدول الأجانب ورموز الفن التشكيلي وأبرزهم الفنان جورج بهجوري.
وألقي الأستاذ هيكل، كلمة في افتتاح المركز قال فيها إنه لطالما فكر في مؤسسة الأهرام كمنبر تنويري وحضاري وليس فقط مجرد جريدة، وعبر عن تقديره للكاتب كمال الملاخ الذي قام علي تنفيذ الفكرة وقام بجمع عدد كبير من الأعمال الفنية للمؤسسة.
وأضاف هيكل: "أود أن أعيد الفضل إلي أهله، أنا كنت صاحب الفكرة، ولكن الأستاذ كمال الملاخ هو الذي قام علي التنفيذ وساعدنا في اكتشاف قطع فنية هائلة، وهناك كثيرون أضافوا إليه".
وسرد هيكل معاركه مع الاتحاد الاشتراكي الذي اعترض علي الأموال التي تنفقها المؤسسة في شراء تلك الأصول الفنية وكيف وقف ضد محاولات وقف سياسة الاقتناء حين قال للاتحاد الاشتراكي: "إذا أردنا منكم مالاً فمن حقكم أن تحاسبونا ولكننا لم نكلف الدولة مليماً واحداً".
واختتم هيكل، الذي وصفه د.عبد المنعم سعيد بمؤسس الأهرام الحديثة، كلمته بالقول إنه كان يفضل أن يكون زائراً فقط لا متكلماً، إذ أن جيل الأجداد أصبح عليه أن يبتعد ويترك المجال للأجيال الجديدة.
وعبر الأستاذ عن قلقه من خروج مجموعة مقتنيات الأهرام للعرض في أماكن خارجه وخارج مصر، وقال إن من يرد أن يرى شيئاً فعليه أن يتكلف عناء رؤيته.
وقال ممدوح الولي رئيس مجلس إدارة الأهرام إن المركز سيشكل نقلة جمالية لمؤسسة الأهرام، سيلمسها العاملون بالمؤسسة في كل قطاعاتها، وعبر عن أمله في أن يصبح المركز منبر إشعاع فنيا لكل قرى ومدن مصر، وألا يقتصر دوره علي مقره بالمؤسسة فقط.
فيما قال د. عبد المنعم سعيد "فقط في المؤسسات العريقة، يمكنك أن تشعل شمعة وسط الظلمات التي يلعنها الجميع، فقط في المؤسسات العريقة يمكن أن تتأكد قيم الفن الرفيعة في زمن راج فيه القبح. في المؤسسات العريقة يمكن أن تقيم مركزأ للفنون ومنارات للتنوير والبهجة الإنسانية في أيام صار فيها التنوير كفراً والبهجة الإنسانية ذنباً ومعصية".
وعبر سعيد عن تقديره للدور الذي لعبه الأستاذ هيكل في جعل الفن جزءاً لا يتجزأ من الأهرام الحديثة ليصبح جزءاً من سبيكة وتكوين الصحيفة التي كانت ولازالت ديواناً للحياة المعاصرة.
وقالت الكاتبة الصحفية سيلفيا النقادي، رئيس تحرير مجلة البيت، وأمين عام مركز الأهرام للفنون، والتي قامت علي فكرة إقامة المركز منذ أربع سنوات وحتي افتتاح المركز اليوم، إن المركز يتيح للمتلقين لقاءاً حميماً مع أبرز علامات الفن التشكيلي المصري تحت سقف واحد، وأنها ظلت مصرة رغم كل الصعوبات والظروف علي أن تجمع تلك المجموعة الفنية النادرة التي استقرت لسنوات علي جدران وردهات المؤسسة وفي غرف كبار محرريها، تحت سقف واحد، بعد أن يعاد ترميمها وصيانتها لتظهر بأبهي شكل.
واختتم حفل الافتتاح الذي أقيم بقاعة نجيب محفوظ بمبني الأهرام الحديث بالجلاء بعرض فيلم وثائقي عن مقتنيات الأهرام الفنية مدته 15 دقيقة، ثم انتقل الحضور لافتتاح المعرض بالدور الأرضي بنفس المبني، حيث قام الأستاذ هيكل بقص الشريط وأخذ جولة في المعرض توقف فيها أمام عدد من اللوحات التي كان جزءاً من عملية اقتنائها.
أرسل تعليقك