دبي- صوت الامارات
تسعى المتطوعة الإماراتية (ليلى محمد بارويس) إلى الاستعانة بمهاراتها في الفنون والأعمال اليدوية لنشر ثقافة إعادة التدوير بين صفوف المنتسبات لمركز حور في جمعية النهضة النسائية.
وهذه الثقافة التي انتشرت بشكل واسع ليس فقط على مستوى الهيئات والمؤسسات المعنية بالبيئة، وإنما بات الأفراد أيضًا يطبقونها في أسلوب حياتهم، من خلال تحويل المواد الفائضة عن الحاجة وغير القابلة إلى الاستهلاك مجددًا، إلى قطع فنية ومنتجات ذات فائدة تُحقّق وظيفة مختلفة وتستخدم بطريقة أخرى، أكثر إبداعًا وابتكارًا.
وتؤكد بارويس أنَّ عملية إعادة التدوير من الفنون الساحرة التي باتت تذهل الكثيرين؛ نظراً للمُحصّلة النهائية للعمل أو المنتج الذي يظهر بطريقة رائعة ومختلفة، مشيرةً إلى أنَّ العديد من الدول انتهجت هذا العمل، الذي تحول إلى سلوك فردي يقوم به مختلف فئات المجتمع، فمحاولة التفكير في جعل خامات غير ذي فائدة إلى أخرى، لها قيمتها ودورها، سواء كان تزينيًا جماليًا، أو وظيفيًا، تؤدي بلا شك إلى التقليص من حجم النفايات، والاستهلاك الآدمي، وتجعل البيئة المحيطة صحية أكثر.
نشر ثقافة التدوير
وتضيف بارويس: «من خلال عملي كمتطوعة في مركز حور أقدّم بعض الورش والأعمال الفنية للطالبات، فوجهت جلّ اهتمامي لنشر ثقافة التدوير بين صفوف الأطفال وإكسابهم مهارة النظر بطريقة إبداعية إلى أيّة قطعة من حولهم، من خلال تحفيزهم على طرح أفكار متجددة، وخلق منتج جديد باستخدام خامات في متناول أيديهم».
وتشير إلى أنها شرعت في تقديم بعض ورش إعادة التدوير، والتي خصّصتها في المقام الأول للفئات العمرية الصغيرة من الطالبات، حيث وجدت أنَّ هذه الفئة لديها قابلية أكبر في التعلم، ولمست فيها الرغبة، والحيوية والنشاط أثناء قيامهن بالعمل.
وتوضّح: "وجدتهنّ حريصات على إتمام القطعة التي بين أيديهنّ، ومتحفزات لكل جديد، وهذا الأمر يجعلني دائمًا أقف على الأفكار البسيطة التي يمكن أنّ تخلق فيهنّ الرغبة في التميز وإظهار العمل بشكل مختلف".
وتلفت بارويس إلى أهمية تشجيع الخروج من تحت مظلة التقليد وانتهاج طريق مختلف وأكثر تميز، وهذا ما يجعل المرء في قمة الهرم.
وتؤكد أنه يمكن للطالبة أنّ تستفيد من عملية التدوير في عمل بعض المشروعات المدرسية، من خامات متوفرة يمكن أنّ يبتكر الكثير من المنتجات وبوسائل بسيطة غير مكلفة، فلابد من نشر ثقافة التدوير، التي أصبحت من مقومات بعض الدول المتحضرة، وهناك الكثير من الأسر استطاعت تربية أفرادها على التنمية في مجال إعادة التدوير، مما ساهم في عملية الحدّ من الاستهلاك، وغرس ثقافة الإنتاج والابتكار.
أفكار فريدة للهدايا
من أعمال فن التدوير التي شَرعت في تنفيذها، تعليم المنتسبات كيفية تحويل علب الهدايا إلى تحفة بديعة يمكن أنَّ تحفظ فيها الأغراض أو حتى إهداؤها إلى الأصدقاء، وأيضًا عمل حامل الأقلام باستخدام علب المياه الفارغة وتزينها لتكون قطعة فنية بديعة، وصنع حاملات المناديل، باستخدام أعواد خشب الآيس كريم؛ حيث يتم رصها إلى جانب بعضها البعض وعمل منصّة لها، وتلوينها باللون المفضل للطالبة.
وتشير إلى أنها تحرص على تعليم الطالبات الاعتماد على أنفسهنّ في عمل الأنشطة المدرسية، دون أنَّ يثقلنّ كاهل أسرهنّ في تنفيذ المشروع في إحدى المكتبات وغيرها، مؤكدة ضرورة أنّ تلعب المدرسة دورًا في تطبيق فكرة التدوير ووضع منهج ثابت أسبوعي ينشر هذه الثقافة بين الطلبة وتشجيعهم على الابتكار من خلال مسابقة تنافسية، تكون كبداية لهم لدخول منظومة فن التدوير وممارسته بطريقة إيجابية.
أرسل تعليقك