دبي -صوت الإمارات
في الحياة تحديات كثيرة وأحلام غزيرة، ينشدها ذوو العزيمة والإصرار، ينافسون فيها ذواتهم قبل أقرانهم، تلك ببساطة وصفة النجاح لمن يريد.
لؤي سعيد النقبي، واحد ممن يملؤون الحياة نجاحا، حارب إعاقته وانتصر بسلاح العلم والدراسة، وانطلق إلى آفاق أبعد في التميز الرياضي، إلى أن وصل إلى حلم خوض انتخابات المجلس الوطني التي كانت إحدى المحطات التي يعتز بها كثيرا.
بأسلوب هادئ رصين يعكس شخصية مميزة، يتحدث عن محطات نجاحاته، بعد أن أخذ نفسا عميقا وكأنه يتهيأ للملمة ذكريات مبعثرة، تحدث عن إعاقته البصرية التي لازمته منذ الطفولة، ولم تثنه عن الدراسة، ليمضي مثابراً ومعاهداً نفسه على إكمالها، رغم ما يقابله من تحديات، إلى أن وصل المرحلة الجامعية، فاختار تاريخ الآداب، متنقلاً بين بيروت والإسكندرية، ليحصل على الشهادة الجامعية، ويتجه بعدها للعمل في إحدى الجهات الحكومية.
إلى جانب الدراسة، لم يغفل النقبي عن الاهتمام بعالم ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما بعد انتسابه إلى جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً في الشارقة، والتي أضحت عالمه الخاص الذي تعرف من خلاله إلى أوضاع أقرانه، ومشاكلهم وهمومهم، ليُرشّح بعد عامين لعضوية مجلس إدارة الجمعية، ورئيساً للجنة الرياضية، ذلك النشاط الذي اهتم به كثيراً وطوره، حتى كون منتخب كرة الهدف في الدولة، ومن خلاله شارك في كثير من البطولات، الخليجية والعربية والآسيوية، وحصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
تلك النجاحات الرياضية المتميزة، جعلته مرشحا وبقوة ليحصل على عضوية اتحاد رياضة المعاقين في الإمارات، عن فئة المكفوفين، وعضوية نادي خورفكان، ورئيساً للجنة الرياضية فيها.
يوما بعد يوم، أصبحت نجاحاته وخطوات الواثقة إلى الأمام، مخزون خبرته الذي دفعه للبحث عن مجال جديد يتميز فيه، ويكون منبراً له ولأقرانه، فجاءت تجربة خوضه انتخابات المجلس الوطني العام 2011 التي جعلته أول كفيف على مستوى دول الخليج العربي، يخوض الانتخابات البرلمانية، تحت شعار "بكم أبصر ولكم أعمل"، ورغم نجاحه فيها، إلا أن مشاركته كانت مثار إعجاب الكثيرين، ما جعله يتهيأ لإعادة التجربة مستقبلاً، ليس بحثاً عن منصب لنفسه، إنما ليقول: نحن هنا حتى لو لم نستطع الوصول إلى المجلس الوطني الاتحادي.
وأوضح لؤي النقبي أن منصب وزير لوزارة تختص فقط بشؤون المعاقين، يظل من أهم طموحاته، فهو يرى من واقع خبراته وتجاربه، أن أفضل السبل لحل مشاكل المعاقين الكثيرة، إنشاء وزارة تختص باحتياجاتهم، وتسهل على ذويهم الذين يجدون صعوبات كثيرة في معرفة أي الاتجاهات يسلكونها، للوصول بأبنائهم إلى بر الأمان، ملمحاً إلى أن من شأن هذه الوزارة أن تفعل قانون المعاقين الصادر عام 2006، ليكون نصير هذه الفئة المهمة في المجتمع الإماراتي.
ساعده حبه للقراءة، في الكتابة وأصبح متمرساً في إمساك القلم، يتحدث من خلال كلماته، عن عالمه الكبير "مواطن إماراتي"، وعالمه الصغير "معاق"؛ أخذ على عاتقه إيصال أحلامهم إلى المسؤولين، بكتابات ومقالات أسبوعية، في الصحف المحلية، وعبر مدونته التي يتابعها الكثيرون، وحالياً يستعد لإصدار أول كتاب له بعنوان "مبصرون ولكن"، يتحدث فيه عن فئة ضعيفي البصر، ومعاناتهم المجتمعية، وكونهم معاقين بصرياً أم لا.
أرسل تعليقك