أكد الرئيس جيمس ميشيل رئيس جمهورية سيشل ان العلاقات التاريخية مع دولة الامارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله أسهمت في دعم واستقرار وتطور سيشل في شتى المجالات.
وقال في حديث خاص لوكالة انباء الامارات وام أن أبوظبي قدمت منحا مالية مباشرة بقيمة 52.3 مليون دولار خلال السنوات العشر الماضية لحل الازمة الاقتصادية التي تواجهها سيشل وذلك بناء على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واضاف انه بفضل هذا الدعم والتعاون فان بلادنا مقبلة على مرحلة جديدة من التطور والازهار خاصة في قطاع البني التحتية والخدمات والاسكان والطاقة وتطوير مصادر مياه الشرب والكهرباء.
وكشف النقاب عن مفاوضات تجري حاليا مع شركة مطارات ابوظبي " اداك " لبناء مطار دولي جديد في العاصمة فكتوريا بجوار المطار الحالي " لا بوينت لارو " بجزيرة " ماهي" الجزيرة الكبرى في سيشل.
وقال " اننا بصدد التوصل الى اتفاق قريبا بشأن تشييد هذا المشروع الاقتصادي والسياحي العملاق وفقا لاسس استثمارية بهدف رفع القدرة التشغيلية لاستقبال المزيد من الطائرات واستقبال ملايين الزوار سنويا".
واشار إلى أن الاتحاد للطيران وشركة طيران سيشل تقومان في الوقت الحالي بتسيير 14 رحلة اسبوعيا من ابوظبي الى مطار سيشل كما تقوم طيران الامارات بتسيير 14 رحلة اسبوعيا من دبي الى سيشل .
وأكد أنه بفضل الدعم اللامحدود للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان فان سيشل تشهد اليوم اوضاعا اقتصادية واجتماعية اكثر استقرارا من ذي قبل كما ان تدفق الاستثمارات الاماراتية في المشروعات السياحية الكبرى في جزر سيشل يخلق المزيد من الفرص لتوفير الوظائف للمواطنين ويسهم في الانتعاش الاقتصادي والسياحي في البلاد.
وكشف رئيس جمهورية سيشل النقاب عن قيام بلاده بالتنقيب عن النفط بالتعاون مع شركات كبرى من استراليا واليابان واخرى من امريكا اللاتينية .. واعلن ان هذه الشركات وقعت اتفاقيات للبدء في استشكاف النفط وباشرت باعمال الحفر في جزر الارخبيل الواقع في المحيط الهندي.
واوضح ان الولايات المتحدة الامريكية بحثت مع بلاده مؤخرا امكانية تقديم مساعدة فنية في مجالات التدريب والتنظيم والادارة لقطاع النفط في ضوء امكانياته وما يواجهه من تحديات.
واعرب عن امله بتعاون بلاده مع شركة مبادلة للنفط في ابوظبي للاستثمار في القطاع النفطي ..مشيرا الى انه اذا ما حققت سيشل اي كشف نفطي فسوف تبدأ مرحلة اخرى من تطورها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي .
وقال ان دراسات زلزالية في المياه الاقليمية لسيشل تشير الى قرب قيام الشركات الاجنبية بدء الحفر والاستشكاف في مساحة تقدر بحوالي 18 الف كيلومتر من الخطوط علي سواحل جزر الارخبيل.. وتوقع ان يصبح النفط مصدرا كبيرا للدخل لسيشل اذ اكدت الدراسات الزلزالية الحديثة وجود احتياطيات من النفط والغاز.
وحول الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها بلاده قال الرئيس جيميس ميشيل " ان اقتصادنا يتحسن في ظل تطبيق الاصلاحات التي بدأناها مع البنك الدولي عام 2009 حيث يمر الان في حالة من التحسن والتعافي كما اننا نسعى الي تنويع الموارد وخلق روح جديدة للابتكار باقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب وخريجي الجامعات وتطوير قطاعات السياحة والصيد البحري باعتبارهما العمود الفقري لاقتصاد البلاد " واضاف ان الدور الهام الذي تلعبه الامارات اليوم في سيشل سيكتب لبلادنا عهدا جديدا من الاستقرار في شتى المجالات مؤكدا ان مبادرات رئيس الدولة حفظه الله تجسدت في انشاء المساكن والمدراس والطرق وتقنية المعلومات ورياض الاطفال والمستشفيات والعيادات الطبية كما ان مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتدشين مشروعات الطاقة المتجددة في سيشل وضعت البلاد على اعتاب عهد جديد للحصول علي الطاقة النظيفة من الشمس والرياح على مدار العام.
واشاد بمواقف دولة الامارات لدعم جهود سيشل في تطوير البنى التحتية وبرامج الاصلاح الاقتصادي وتحسين ظروف المعيشة للسكان من خلال انشاء مساكن جديدة وبناء محطات لتحلية المياه وتوليد الكهرباء وبناء طرق وجسور لتحسين شبكة المواصلات.. ودعا القطاع الخاص ورجال الاعمال من الامارات للاستفادة من الحوافز المقدمه لهم للاستثمار في قطاعات الاسكان والتعليم والطرق والسياحة والبني التحتية وقطاع الطاقة المتجددة والمياه والكهرباء وبناء مارينا حديثة لليخوت والقوارب.
وقال أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" دشنت مؤخرًا محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في سيشل بطاقة 6 ميجاواط والتي تعد أول مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة على نطاق المرافق الخدمية في الجمهورية وتسهم المحطة في تأمين أكثر من 8 بالمائة من إجمالي احتياجات جزيرة "ماهي" التي يقطنها ما يزيد على 90 بالمائة من سكان جمهورية سيشل وتعد أكبر جزرها إذ تزود 2100 منزل بالكهرباء.
واضاف ان محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح تمثل خطوة مهمة ضمن جهود سيشل لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في توليد 15بالمائة من إجمالي احتياجاتها من الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 .. وتم تمويل المشروع من خلال منحة بقيمة 25 مليون دولار - 92 مليون درهم - قدمها صندوق أبوظبي للتنمية المملوك من قبل حكومة أبوظبي والذي يسعى إلى دعم الدول النامية وتحسين مستويات المعيشة فيها.. وقامت " مصدر" بتسليم ملكية المشروع لحكومة سيشل التي تتولى أيضا مهمة تشغيله وصيانته.
وذكر رئيس سيشل ان ابوظبي باعتبارها عاصمة الطاقة المتجددة في العالم سوف تستضيف قمة الاقتصاد الازرق " بلو ايكونومي " في يناير 2016 علي هامش قمة الطاقة وذلك بالتعاون مع حكومة سيشل للتركيز علي الافاق الجديدة لاقتصاديات الطاقة المتجددة في دول المحيط الهندي والباسيفيك للمرحلة المقبلة .. واشاد بدعم شركة مصدر لتنظيم واقامة قمة الاقتصاد الازرق في ابوظبي لوضع حلول مستدامة للطاقة المتجددة.
واشار الى ان مساعدة الامارات للعديد من الدول الاسيوية الواقعة على المحيط الهندي والباسيفيك في ايجاد مصادر من الطاقة المتجددة يعبر عن رؤية حكيمة تسعى الى نشر وتوفير امن الطاقة للدول الفقيرة.
واكد ان استراتيجية دولة الامارات في هذا المجال مهمة جدا لانها ستعطي الامل لدول الباسيفيك في الحصول على موارد جديدة للطاقة من الشمس والرياح والتغلب على النقص الحاد في الطاقة لعدم توفر مصادر للنفط والغاز وبسبب ضآلة الموارد المالية لاستيراد المحروقات من الخارج.
وقال ان دبلوماسية الطاقة المتجددة لدولة الامارات تكرس الامن والاستقرار في دول المحيط الهندي والباسيفيك وتحد من عمليات التهريب والاتجار بالبشر والقرصنة البحرية والتطرف الديني والعرقي.
وتابع " ان امن المحيط الهندي هو جزء لايتجزأ من اهتمام قيادة دولة الامارات لتكريس السلام والاستقرار في تلك المنطقة كما ان كلنا شركاء مع الامارات في هذه المهمة العظيمة ".
وذكر ان الدور الحالي والمستقبلي للامارات يرتكز على ان امن المحيط الهندي هو جزء من امن منطقة الخليج ولذلك فان الجميع يعترف الان بهذا الدور في ظل تراجع عمليات القرصنة البحرية والهجرة غير المشروعة .. واكد ان عودة الامن والاستقرار الى اليمن والصومال ضروري لضمان بناء امن حقيقي في المحيط الهندي.
كما اكد ان هذا الدور الدبلوماسي والتنموي النشط لدولة الامارات في تلك الدول الصغيرة والفقيرة جعلها دولة محورية هامة في المنطقة ووسط الاسرة الدولية.
وشدد على اهمية قيام دولة الامارات ببناء مقر قيادة حرس السواحل والقاعدة البحرية العسكرية في سيشل والتي تعد شهادة لعلاقات الصداقة القوية بين البلدين .. مؤكدا ان هذه القاعدة تعتبر من احدث القواعد البحرية في المنطقة والتي سوف تحسن قدرات سيشل على الرد على التهديدات البحرية وستكون قادرة على الصمود في بيئة سريعة التغير.
واوضح الرئيس جيمس ميشيل رئيس جمهورية سيشل ان دولة الامارات تقدم المزيد من الدعم لجمهورية سيشل في محاربة القرصنة البحرية ومنع تهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة.
أرسل تعليقك