افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة مساء أمس بينالي الإمارات الأول للفنون والذي تنظمه الوزارة بفندق هيلي ريحان روتانا بمدينة العين ويستمر حتى السادس عشر من إبريل الجاري بمشاركة أكثر من 60 فنانا تشكيليا من أكثر من 32 دولة عربية وأجنبية .
وقال معاليه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن ما نلمسه من مكانة رائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات الثقافة والفنون إنما هي نتاج الغرس الطيب والمثمر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كما أنها انعكاس صادق لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ونتيجة جهود رائدة ومتواصلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة موضحا أنهم جميعا يؤكدون لنا أن الإنجاز الفني والأدبي المرموق لأبناء الإمارات والذي يرتبط بمسيرة الفنون والآداب حول العالم كفاعل فيها ومتفاعل معها هو نبراس ساطع لحاضرنا الزاخر ومستقبلنا المشرق حيث تشرق البيئة الإماراتية بآلاف المواهب الفذة والابتكارات الرائعة والإبداعات التي يشهد لها العالم أجمع .
وأشار إلى أن مهمة بينالي الإمارات الأول للفنون تتماشى مع أهداف دولة الإمارات التي لديها قناعة تامة بأن السلام العالمي والوئام بين الشعوب يعتمدان على حوار وتفاهم متعدد الثقافات ولذلك لدى القيادة الرشيدة بالدولة إلتزام عميق بتشجيع الفنون والحفاظ على التراث والقيم الثقافية لبلادنا .
وأكد معاليه أن تنظيم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لبينالي الإمارات الأول بمدينة العين يأتي تجسيدا لروح الإمارات الصادقة وانعكاسا لما تمثله فنون الإمارات من رافد مهم يستدعي الماضي ويدعم الحاضر ويثري المستقبل مؤكدا أن الدورة القادمة من البينالي سوف تعقد في عام 2018 وأنه مستمر في الأعوام القادمة .
وقال إن "الفنون التشكيلية هي باعث حقيقي لتجسيد ملامح الوطن والمواطن فثقافتنا كسائر ثقافات العالم تتمثل بشكل كبير بالمنحوتات والشعر وفن العمارة والموسيقى والحلي والمجوهرات والرسم والطباعة والقصص والمسرحيات والأفلام والصور والمزيد من أساسيات السعادة البشرية والحضارة نفسها. فنحن ندرك ذاتنا حينما نتعرف على الأعمال الفنية المعاصرة ونستكشف ونفهم تراثنا الفني كما إننا ننفتح على فنون الثقافات الأخرى فنصقل ونزيد من تقديرنا لثقافتنا ونوسع مداركنا بالاحترام والتفاهم" .. منوها بمثالين على ذلك أولهما الأوركسترا الإماراتية السمفونية للناشئة وأوركسترا الشباب الأوروبية اللتين تعزفان مقطوعات موسيقية تعبر عن ثقافات متعددة مما يؤكد مهارة وموهبة الموسيقيين المشاركين .. فيما المثال الآخر على التميز الفني هو معرض الفنون التشكيلية وفنون الفيديو والصور .
وأضاف أن بينالي الإمارات الأول للفنون الذي انطلق تحت شعار" حلم الأرض" يعبر عن سعي واضح لإثراء مسيرة الوطن ورمزا أمينا للتواصل بين الأجيال والثقافات كما يعبر عن أصالة المجتمع الإماراتي وعراقته وعبقرية أبنائه وبناته مؤكدا أن إقامة البينالي بمدينة العين يأتي تكريسا لمكانتها المتنامية كمركز للثقافة والفنون والمعرفة لما تتمتع به من تراث وتاريخ طويل وفنون أصيلة .. وقال إن الإمارات تزخر بفنانين واعدين وقادرين على إنجاز رائع للأعمال الفنية مؤكدا أن البينالي قيمة فنية راقية بما يحمله من قيم ومبدعين تمثل حدثا كبيرا يستحق الاستمرار .
وأشاد معاليه بما قدمته فرقة الاوركسترا السمفونية الاماراتية للناشئة بالتعاون مع الاوركسترا السنفونية الأوروبية من أعمال رائعة تعد إضافة حقيقية إلى ما يحمله البينالي من قيم فنية راقية تستحق المتابعة والمشاركة من جانب محبي الفنون الجميلة داعيا كافة فئات المجتمع إلى زيارة موقع البينالي للاستمتاع بفنون أكثر من 32 دولة عربية وأجنبية في مكان واحد .
وأثنى على الجهود الطيبة التي يقدمها الفنانون العالميون المشاركون في البينالي لتقديم إبداعاتهم على مدى أيام الفعالية معربا عن أمله في أن يكون هذا الحدث الثقافي الكبير إضافة حقيقية إلى المشهد الثقافي والفني بالدولة وأن يحفر مكانه على الأجندة الدولية للفنون البصرية .
رافق معالي الشيخ نهيان سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وعدد من القيادات الثقافية والمحلية .
من جانبهم أشاد الفنانون المشاركون في بينالي الإمارات الأول للفنون برعاية ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لكافة أنشطة وفعاليات البينالي واهتمام معاليه بالتواصل مع كافة الفنانين العرب والأجانب والإماراتيين مؤكدين أن ذلك الدعم يمثل حافزا كبيرا لهم لتقديم أعمال تليق ببينالي الإمارات الذي يعتبر تتويجا للحركة الفنية النشطة التي تدعمها الدولة في كافة قطاعاتها .
كما نوه الفنانون المشاركون في البينالي بما تملكه الإمارات من إمكانات ضخمة واهتمام كبير من قيادتها وحكومتها ونخبتها بالفنون والآداب وهو ما يوفر مناخ رائعا للإبداع والابتكار كما يمكن أن تجد كافة المواهب مكانا مناسبا لها في هذه البيئة الثقافية معربين عن تقديرهم لدور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تنظيم هذا الحدث الفني الكبير مؤكدين أن الإمارات تمتلك من المواهب الفذة ما يؤهلها لتتبوأ مكانة بارزة بين عواصم الثقافة في العالم أجمع .
أرسل تعليقك