ظاهرة الودِع عادة سودانية قديمة تعتمد على التنجيم
آخر تحديث 20:40:07 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يعتقد فيها كثيرون من أصحاب الحظ القليل في التعليم

ظاهرة "الودِع" عادة سودانية قديمة تعتمد على "التنجيم"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ظاهرة "الودِع" عادة سودانية قديمة تعتمد على "التنجيم"

ظاهرة "الودِع" عادة سودانية
الخرطوم ـ محمد إبراهيم

ظاهرة "الودِع"- بكسر "الدال"- من المظاهر الاجتماعية المُتمددة في المجتمع السوداني خاصة في الأرياف القصية، ويعتقد فيها الكثير من الناس ويعولون عليها في معرفة مصائرهم وما تخبئه لهم الأيام، وهي لا تعدو سوي أن تكون ضرب من ضروب التنجيم وقراءة الكف، وقد اشتهرت نساء عدة بممارسة "الودِع" ولديهن زبائن كثر من النساء والرجال، وهذه الممارسة لم تقتصر على النساء فقد بل حتى الرجال بات بعضهم يمارسها بإيهام الناس بأن لديهم القدرة على قراءة الطالع ومعرفة المستقبل المجهول.

ويري الباحث الاجتماعي النزير إبراهيم في حديثة لـ" صوت الامارات " أن ظاهرة الودِع من المظاهر الاجتماعية القديمة في السودان وتمارس في أغلب البيوت في جلسات القهوة المحصورة من جميع الأسرة وغالبًا من تكون "الوداعية" الجدة أو الأم وأحيانًا يتم عمل دعوة "وداعية" مشهورة من الحي لقراءة الطالع لأفراد الأسرة الحاضرين لجلسة "الودِع" فإن عيون "الودِع" تقرأ حظوظ الحاضرين أكثر من الغائبين، وأوضح أن الودِع هو في حذ ذاته نوع من "المحار" يستخرج من البحر ويؤخذ منه سبعة قطع متفاوته الأحجام، وأشار إلى أن كثير من الناس يعتقدون في طالعها خاصة النساء فيما يعتبرها البعض مجرد جلسات للونسة، وقال إن من يؤمنون بحظوظها الذين لديهم حظ قليل من التعليم ولكن هذا لا ينفي أن عدد من المتعلمين وحتي خريجي الجامعات يمارسون هذه العادة إذا كانت من باب المُعتقد أو حتى من باب الترفيه.

وقالت طالبة جامعية تدرس في إحدى الكليات المرموقة "ن.ع.م" إنها لاحظت تغيرًا في المعاملة من قبل خطيبها دون أسباب واضحة وأنه أصبح كثير الاعتذار والمماطلة في عمل خطوات إيجابية لإتمام الزواج مما جعلها تلجأ إلى ستات الودِع بعد إلحاح صديقتها على الخطوة، وقالت لـ" صوت الامارات " إنها لاتؤمن بصورة كبيرة بـ"الودِع" ولكنها من باب التجربة أقدمت على هذه الخطوة، واوضحت أنها دفعت مبلغًا من المال لـ "الوداعية" يسمي بـ "البياض" لقراءة طالعها، وقالت إن "ست الودِع" فاجأتها أن خطيبها له علاقة عاطفية مع أخرى وقامت بوصفها لها وصفًا تامًا وأنه يلتقي بها في مكان معين له.

ولإلقاء الضوء أكثر حول هذا الموضوع استجوبت "صوت الامارات " "ست الودِع" الحاجة نفيسة المحبوب بعد محاولات عديدة وبررت الخطوه بأنها لاتُريد أن تغضب "الخدام" بحسب زعمها وأوضحت أنهم "خدام من الجن" وأوضحت لنا أن نعاودها بعد يومين وستتحدث لنا حال أخذت الإذن.

وعند عودتنا قالت الحاجة نفيسه إنها ستتكلم بشكل محدود بحسب الأوامر التي تلقتها من "خدامها" وأوضحت لنا أن "الودِع" علم وفن ولديه مقدرات فائقة على تحديد المآلات واستكشاف الصعوبات وأيضًا اختيار أنجع الطرق للوصول إلى الغايات وكشفت الحاجة نفيسة أن أشهر زبائنها تنفيذيون ودستوريون ووزراء من الوزن الثقيل وضباط برتب رفيعة إضافة إلى مجموعة من الأطباء والمهندسين وأبانت أن أكثر المواسم إقبالًا عليها أيام كشف التنقلات والتعديلات الوزارية والاعفاءات وقد اعتذرت في المواصلة في الحديث بسبب ورود إشارات خاصة بها قبل أن تغلق الخط.

من جانب آخر اعتبر الدكتور علي بلدو استشاري الأمراض النفسية والعصبية أن هذه الممارسات ما هي إلا خزعبلات تندرج في إطار الدجل والشعوذة وتمتد دائمًا إلى الشخصيات المضطربة وغير السوية والموسوسة والهستيرية والأشخاص الذين يعانون من عدم الكفاءة النفسية وفقدان الثقة في النفس وعدم القدرة على مجابهة الحياة بكافة أطوارها. ويرى بلدو أن كل المشتغلين في هذه المهنة بحاجة إلى معالجة نفسية وإعادة تأهيل نفسي ودعم اجتماعي لتتعافى مما أسماه مرض الودِع.

ووصف الشيخ بشرى الذي ينتمي إلى التيارات السلفية أن الودِع وما يندرج في إطاره يعتبر رجمًا بالغيب حيث لا يعلم الغيب إلا الله فكل المشتغلين في هذه التجارة يعتبرون من الآثمة قلوبهم الذين وضعوا في ضرب من ضروب الكفر إعمالًا بقول "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- فمن تعلق بتميمة لا أتم الله له ومن أتى كاهنًا أوعرافًا فقد كفر بما أنزل على محمد. ونصح الشيخ بشرى ستات الودِع بضرورة التوبة والأوبة إلى الله والتحلل من أموال الودِع باعتبارها من أموال السحت وأكل أموال الناس بالباطل وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.

 
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الودِع عادة سودانية قديمة تعتمد على التنجيم ظاهرة الودِع عادة سودانية قديمة تعتمد على التنجيم



GMT 20:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 19 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 03:20 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الأحد 15 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 22:44 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 14 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 04:13 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الأحد 08 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 22:53 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 07 كانون الأول / ديسمبر 2024

GMT 05:55 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 03 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 01:44 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الأثنين 02 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 00:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

توقعات الأبراج اليوم الأحد 01 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
 صوت الإمارات - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صفوت يتصدر اللاعبين العرب في التصنيف العالمي للتنس

GMT 02:57 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سجناء دواعش لدى "قسد" يكشفون طرق عمل الخلايا النائمة

GMT 01:44 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تألقي بأجمل الاكسسوارات الفاخرة والمميزة لشتاء 2019

GMT 12:39 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

مقتل 3 أشخاص في غرق قارب في الفلبين

GMT 16:50 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

AZZARO WANTED العطر المناسب للرجال الأكثر جاذبية

GMT 20:41 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

"الإسكان" تنتهي من وضع ملاحظاتها لصيغة العقد المتوازن

GMT 21:24 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عايشين سوا معرض مبادرة أهل الشام لدعم النساء

GMT 13:15 2012 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رايتشل وايز ترتدي ثوب شبيه بالستائر

GMT 16:46 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير سويسرول القهوة الحلو اللذيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates