تحت رعاية رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تنطلق اليوم الأحد فعاليات مؤتمر الطاقة العربي العاشر (الطاقة والتعاون العربي) الذي تنظمه وزارة الطاقة ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (الأوابك) .
والجامعة العربية في فندق ياس فايسروي بجزيرة ياس في أبوظبي لمدة 3 أيام بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء النفط والطاقة والكهرباء في الدول العربية. ويبحث المؤتمر عدداً من الموضوعات على رأسها تحديات الإنتاج والاستهلاك والاستثمارات وتقلبات الأسواق.
وأكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية عباس علي النقي المصدرة للبترول (الأوابك) أمس السبت أهمية انعقاد المؤتمر في أبوظبي بسبب الأهمية الكبرى التي تحتلها أبوظبي حالياً في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم.
إضافة إلى ريادتها في قطاع الطاقة المتجددة حيث تحتضن المقر الأساسي للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة، كما أطلقت مبادرات عالمية كبيرة في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح النقي أن المؤتمر يعود إلى أبوظبي بعد نحو 35 عاماً من انعقاد دورته الأولى، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرص على استضافة أبوظبي لأول دورات هذا المؤتمر الذي كان يعد حلماً كبيراً في عام 1979.
وأكد أن الوزراء العرب ومنظمة الأوابك حرصوا على انعقاد الدورة الحالية للمؤتمر في أبوظبي تأكيداً لدعمهم للاستراتيجية الناجحة التي تنفذها الإمارة في التنويع الاقتصادي لدخلها الوطني.
إضافة للطفرات الاقتصادية والعمرانية والحضارية الكبرى التي حققتها الإمارة خلال الخمسة والثلاثين سنة الماضية. وقال "إن أبوظبي تعد اليوم لاعباً دولياً مؤثراً في مجالات الطاقة وبخاصة النفط والغاز والطاقة المتجددة، وأهميتها تتزايد يوماً بعد الآخر".
ونوه إلى أن الوزراء المشاركين في المؤتمر لن يقتصروا على وزراء النفط والغاز والطاقة والكهرباء في بلدان منظمة الأوابك البالغ عددهم أحد عشر وزيراً، بل سيضم المؤتمر جميع وزراء الطاقة والكهرباء في الدول العربية.
وأوضح أن المؤتمر في دورته العاشرة ينعقد تحت شعار الطاقة والتعاون العربي ويحضره الرؤساء التنفيذيون لشركات البترول والخبراء العرب والمختصين بقطاع الطاقة العربي.
ونوه إلى أن المؤتمر لن يخصص أيا من جلساته العامة أو الفنية لمناقشة تطورات أسعار النفط، موضحا أن أسعار النفط باعتبارها قضية الساعة ستطغى على مناقشات جلسات المؤتمر خاصة الجلسة الأولى للمؤتمر اليوم الاحد .
والتي تعقب الجلسة الافتتاحية ويترأسها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي في المملكة العربية السعودية ويشارك فيها المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الدكتورة ماريا فان درهوفن و الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عبد الله سالم البدريوالأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغازالدكتور حسن عادلي .
وأشار إلى أن المؤتمر سيبحث أوضاع الطاقة من جوانبها العديدة ذات الصلة بالتطورات الراهنة في أسواق النفط والغاز الطبيعي وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي، والاستثمارات اللازمة لتطوير قطاع الطاقة في الدول العربية، وقضايا الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة.
كما سيناقش المؤتمر عبر جلساته المتنوعة التطورات العالمية في أسعار النفط والغاز وطرق وأدوات الاستكشافات الجديدة والتغيرات المناخية وأثرها على المنطقة، ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بمصادر الطاقة العربية والعالمية، واستهلاك الطاقة في الدول العربية وإمكانيات ترشيده، والربط الكهربائي بين الدول العربية.
ونوه إلى أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق أهداف عدة تشمل إيجاد إطار مؤسسي للأفكار والتصورات العربية حول قضايا النفط والطاقة لبلورة رؤى متوائمة بشأنها، وتنسيق العلاقات بين المؤسسات العربية العاملة في النشاطات المرتبطة بالطاقة والتنمية، وربط سياسات الطاقة بقضايا التنمية، ودراسة الاحتياجات العربية من الطاقة حاضراً ومستقبلاً ووسائل تلبيتها.
إضافة إلى التعرف على الإمكانيات العربية المتوفرة والجهود المبذولة لتطوير مصادر الطاقة، والتنسيق بين هذه الجهود. وأشار عباس النقي إلى أن وزير الطاقة في الدولة المهندس سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، سيتولى رئاسة المؤتمر..
موضحاً تنوع الجهات والمؤسسات الراعية والمشرفة على المؤتمر، وهي منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين.
ونوه النقي إلى أن الدول العربية المشاركة في المؤتمر ستقدم أوراق عمل حول أوضاع الطاقة فيها وتطورها التاريخي وآفاقها المستقبلية، كما تتخلل أعمال المؤتمر ثلاث حلقات نقاشية حول التطورات الراهنة في أسواق النفط والغاز الطبيعي وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربي، والاستثمارات اللازمة لتطوير قطاع الطاقة في الدول العربية، والطاقة والبيئة والتنمية المستدامة.
وحول تقييمه لمشاريع الشراكة التي أنشأتها المنظمة عبر شركات متخصصة أوضح عباس النقي أن منظمة الأوابك أسست بالتعاون مع الدول العربية 7 مشاريع مشتركة، تشمل الشركة العربية البحرية لنقل البترول، الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن، الشركة العربية للخدمات البترولية، الشركة العربية للحفر الآبار، الشركة العربية لجس الآبار، الشركة العربية للاستكشافات الجيوفيزيائية، الشركة العربية للكيماويات والمنظفات، الشركة العربية للاستثمارات البترولية، مشيراً إلى استمرارية هذه الشركات، كما تحقق نجاحات كبيرة وعوائد ضخمة.
وأكد "هذه الشركات من أنجح مشاريع الشراكة العربية على الإطلاق ولها مجالس إدارات ذات كفاءة عالية وجمعيات عمومية وتحقق أرباحاً سنوية كبيرة تزيد على 10% بل هناك شركات تحقق أضعاف هذه النسبة خاصة شركات الاستثمارات البترولية والحفر وإصلاح السفن وخدمات البترول، وبشكل عام فإن جميع الشركات تنمو بشكل جيد والمجال مفتوح لمشاريع جديدة".
كما أجاب عن سؤال حول رؤيته لمستقبل استثمارات الدول العربية في النفط والغاز، مؤكداً أن جميع الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط قررت خلال العامين الماضي والجاري زيادة استثماراتها في قطاع النفط والغاز لتلبية الطلب العالمي، وأكدت استمرارها في هذه الاستثمارات دون تأخير.
وأشار إلى أن غالبية مشاريع النفط والغاز الجديدة توقفت في البلدان العربية عقب الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم عام 2008، موضحاً أن الاستثمارات العربية تراجعت بشكل واضح ، لكن عادت الاستثمارات حالياً بقوة إلى سابق عهدها قبل الأزمة المالية مرة أخرى، وقال "الاستثمارات العربية في قطاع الطاقة" .
وخاصة النفط والغاز والطاقة المتجددة لن تتأثر حالياً بتراجع أسعار النفط، حيث إن البلدان المنتجة مصرة على مواصلة استثماراتها، وأزمة الأسعار حالياً ستمر». كما تطرق لمشاريع الربط الكهربائي الخليجي والعربي، مشيراً إلى أن المؤتمر عبر جلساته الفنية المتخصصة سيناقش هذه القضية باستفاضة كبيرة.
مشيراً إلى أن المنظمة استقطبت نخبة من أفضل الخبراء والمسؤولين العرب لمناقشة هذه القضية وغيرها من القضايا المهمة والراهنة في قطاع النفط والطاقة والغاز والطاقة المتجددة..
وأن المنظمة تعد تقارير بنتائج كل هذه الجلسات والنقاشات وتقديمها للجامعة العربية للاستفادة بها.
وتوجه في ختام تصريحاته بالشكر الجزيل لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي لاستضافة المؤتمر، مشيراً إلى أن حكومة أبوظبي وفرت تسهيلات استثنائية وكبيرة لانعقاد المؤتمر على أرضها.
أرسل تعليقك