واشنطن - رولا عيسى
يعتقد العلماء أن الزهرة التي عاشت تحت الماء بدون بتلات منذ أكثر من 125 مليون عام ربما تكون أقدم زهرة، حيث كانت الزهرة المائية "Montsechia vidalii" من الزهور الوفيرة في بحيرات المياه العذبة والتي تسمى "المناطق الجبلية" الآن وسط وشمال إسبانيا.
وعاشت تلك الزهرة في العصر الطباشيري عند وجود الديناصورات التي سارت على الأرض وربما تكون أكلت تلك الزهرة المائية.
واكتشفت حفريات النبات المائي منذ أكثر من 100 عام في مناطق الحجر الجيري، إلا أن أهميتها ظهرت مؤخرًا بعدما نظر العلماء إلى الأمر بنظرة أحدث، حيث يؤرخ الخبراء لهذه الأعشاب المائية من 125 إلى 130 مليون عام، وعلى الرغم من مظهرها إلا أنها كانت من النباتات المزهرة أو كاسية البذور، وهناك نبات مائي آخر اكتشف في الصين يسمى "أركافركتس سينينسيس" وكان يعتقد بأنها أقدم زهرة وجدت بعد " Montsechia".
وأفاد البروفيسور ديفيد ديلشير من جامعة أنديانا: "يثير هذا الاكتشاف تساؤلات عن التاريخ التطوري للنباتات المزهرة في وقت مبكر، فضلًا عن دور هذه النباتات في تطور النباتات الأخرى والحياة الحيوانية، أما لقب الزهرة الأولى فإنه أسطورة مثل أسطورة الإنسان الأول، ولكن من خلال هذا التحليل الجديد فنحن نعلم أن زهرة Montsechia ليست معاصرة ولكنها ربما تكون أكثر قدمًا من أركافركتس".
واستند البحث على تحليل أكثر من ألف من حفريات Montsechia، حيث تم تحليل جذع النبات وأوراقه والمكونة من الحجر الأحفوري من خلال إضافة حامض الهيدروكلوريك قطرة قطرة ومن ثم يتم فحصها تحت المجهر.
وأضاف البروفيسور ديلشير: "لا تمتلك زهرة Montsechia أجزاء واضحة من الزهرة مثل البتلات أو هياكل إنتاج الرحيق لاجتذاب الحشرات، وتعيش الزهرة دورة حياتها الكاملة تحت الماء".
وتشبه الزهرة المائية من حيث المظهر زهرة "شمبلان" الحديثة التي تعرف بـ "النباتات الزهقرنية"، وهي نبتة مائية لونها أخضر داكن وتعتبر بأوراقها الخشنة من الإضافات الشائعة لأحواض السمك وأحواض الزينة.
ويأمل البروفيسور ديلشير وزملاؤه في فهم المزيد عن أنواع النباتات المرتبطة بـ "Montsechia" و"شمبلان" والغوص بشكل أعمق في تفرعات النباتات كاسيات البذور الأخر.
وأبرز البروفيسور: "ما زال هناك الكثير مما يمكن اكتشافه عن كيفية نمو النباتات التي تحمل البذور إلى هذا المظهر الهائل والجميل والمتنوع من الزهور، والتي تنتشر حاليًا في كل البيئات على الأرض".
أرسل تعليقك