دبي - صوت الإمارات
تعتمد بلدية دبي حاليًا التصاميم النهائية لتوسعة محطة الصرف الصحي في جبل علي بكلفة كلية تصل إلى مليار ونصف المليار درهم، وبطاقة استيعابية تصل إلى 375 ألف متر مكعب يوميًا، وتوسعات في محطة ورسان للصرف الصحي بكلفة كلية تصل إلى 148 مليون درهم، بدأ العمل بها في تموز/يوليو الماضي، وتنتهي في آب/أغسطس من العام المقبل.
وأعلم مدير إدارة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في البلدية المهندس رضا سلمان إن التوسعات التي سيتم تنفيذها في محطة جبل علي تأتي لثلاثة أهداف أساسية، أبرزها: استيعاب التدفق الزائد الناتج عن مناطق إكسبو المزمع تنفيذها، ومواكبة المشروعات التوسعية القادمة في الإمارة، وتحويل نسبة من الحمل عن محطة ورسان إلى جبل علي، كونها باتت تعمل فوق طاقتها التصميمية بنحو 27%.
وأشار سلمان إلى أن المتعارف عليه بين عامة الناس أن مياه الصرف الصحي يتم الاستفادة منها في زيادة الرقعة الخضراء في الإمارة، عن طريق ري المزروعات على جوانب الطرق في الإمارة، إلا أن هذه واحدة فقط من بين 23 فائدة إجمالية تعمل بها المحطة فعليا ولا يعرف عنها إلا عدد قليل من المستهلكين وأصحاب الشركات والمزارع، والمصانع، ما يتوجب التعريف اكثر بعمل المحطة، لتعم الاستفادة على شرائح اكبر في المجتمع، وليعي الجميع الدور الحقيقي والحيوي لتلك المحطات البعيدة كل البعد عن قلب الإمارة، التي تسهم بشكل مباشر في إبقاء قلبها حياً نظيفاً جميلاً ومزداناً في كل الفصول وعلى صعد عدة.
وأوضح سلمان أن المياه المعالجة من الصرف الصحي تستخدم لتقليل الضغط على الموارد المائية وعمليات التحلية أو حفر الآبار الجوفية، فيتم استخدامها للزارعة في كل الحدائق العامة الكبرى والحدائق السكنية وحدائق الأحياء، وفي المنتزهات والمناطق الطبيعية وأماكن الترفيه والاستجمام وتخضير المدينة بشكل كامل لا في الشوارع والميادين فقط، ويتم استخدامها أيضاً في تبريد وترطيب المدينة وخفض درجة الحرارة في المناطق الحرارية، التي تكون بالقرب من المصانع أو الأماكن غير المزروعة عن طريق مدها بتلك المياه لزراعتها وتقليل الحرارة عنها بواقع 4 درجات على الأقل، واستخدامها لتثبيت التربة على الطرق غير المعبدة، التي تتطاير فيها الأغبرة، وفي مواقع البناء، ولمنع انجراف التربة في الأماكن المفتوحة يتم رش تلك المناطق كافة بالمياه المعالجة من محطات الصرف الصحي.
وأضاف سلمان: يتم استخدام المياه المعالجة في دعم جهود التنوع البيولوجي، توجد لدينا أشجار وزهور مختلفة وطيور متنوعة يتم الحفاظ على تنوعها البيولوجي عن طريق توفير البنية الأساسية لها من زراعة نباتات مختلفة، وأيضاً في دعم جهود الحفاظ على المحميات الطبيعية التي تتطلب أن يتوفر بها مخلوقات صغيرة وديدان وعناكب وزواحف في المياه لتتغذى عليها ، ولا يمكن توفير تلك الأنواع من المياه إلا بالمياه المعالجة، التي تكون بتركيز محدد يناسب تلك المخلوقات الدقيقة، وفي وقاية المياه السطحية والجوفية من ارتفاع نسبة الملوحة، خاصة أن معظم الأماكن المزروعة في الإمارة والمشاريع التطويرية التي تتضمن مساحات مزروعة شاسعة كلها تقع على الساحل وبالتالي فهي معرضة للتملح، إلا أن سقايتها بالمياه المعالجة من محطات الصرف الصحي يعمل على نزول هذه المياه إلى المناطق الجوفية وتساهم في تقليل تلك الملوحة أو عدم ظهورها.
و تسهم محطات الصرف الصحي في البنية التحتية لأنظمة شبكات إطفاء الحريق حيث توفر البلدية 227 فوهة مياه لإطفاء الحرائق موزعة على مختلف أنحاء الإمارة في حال احتاج الدفاع المدني لإطفاء أي حريق وعدم الاعتماد فقط على الخزانات التي يملكونها، مشيراً إلى أن تلك الفوهات تظل في كامل كفاءتها طوال العام حتى في فصول الصيف إذ تعطى الأولوية في توفير المياه من قبل المحطة كونها الأكثر أهمية، وتسهم محطات الصرف في ما نسبته 35% من مد شبكة إطفاء الحرائق بالمياه.
وأشارسلمان أن البلدية تجري حاليًا مفاوضات مع جهات خاصة لإنتاج غاز الميثان، الذي من الممكن أن ينتج عنه (الغاز الطبيعي المضغوط) والمستخدم عالميًا في تشغيل السيارات وحافلات النقل الجماعي في دول مثل أميركا والهند، أو إنتاج طاقة كهربائية، مؤكداً أنه تم بالفعل توقيع عقود مع جهات استثمارية محلية وهي في طور أخذ العينات للأغراض التصميمية والتشغيلية، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع واحدة من شركات الطاقة الكبرى في الدولة.
وبيّن أن 32% من المنتج من غاز الميثان حالياً يتم استخدامه في التجفيف الحراري داخليا بالنسبة للسماد العضوي، و 68 % المتبقية يتم التفاوض عليها مع جهات عدة، حيث يبلغ الإنتاج الشهري للغاز في محطة جبل علي 700 ألف متر مكعب.
كما تتمكن العديد من المنشآت الصناعية في الإمارة من استخدام مياه الصرف الصحي في وحدات التبريد المركزية إذ تعتمد في آلية التبريد على المياه بشكل أساسي ويتوقع مستقبلاً زيادة الطلب على المياه المعالجة لهذا الجانب بالتحديد كونه يوفر مبالغ كبيرة على تلك المؤسسات، واستخدام المياه لإنتاج السماد إذ يتم في محطات المعالجة التابعة للبلدية إنتاج السماد من المخلفات الصلبة للمياه، وبلغ إجمالي كية السماد المنتج خلال العام الماضي 6 ملايين و862 ألف طن، تم بيع ما يقارب 5 ملايين و619 ألف طن منها، وتستفيد منه أيضاً المزارع الخاصة.
وكذلك تتم الاستفادة منه في إنتاج الأعلاف، وتنتج المحطات ما يقارب 240 طن سنوياً من الاعلاف، وفي استزراع بساط الحشيش الأخضر الذي يستخدم فيم ا بعد سجاداً أخضر للحدائق والملاعب والشوارع وغيرها، وتتم سنوياً زراعة 18 ألف متر مربع منها. وتحدث سلمان عن المزارع الخاصة التي كانت تعتمد في السابق على حفر الآبار، التي بقي العديد منها بلا ماء نتيجة جفاف تلك الآبار، باتت الآن تعتمد بشكل أساسي على المياه المعالجة، حيث يتم توفيرها لمزارعهم بمبالغ تغطي التكلفة فقط لكنها تمكنهم من إبقاء مزارعهم خضراء لا تتأثر بعوامل الطقس أو توفر الأمطار ومدى توفر المياه الجوفية.
توفر محطات الصرف الصحي سنويًا فرص هامة للعمل والبحوث العلمية والدراسة أيضاً، وتضم خلال العام الجاري 6 طلاب من 6 جامعات مختلفة حول العالم، من مصر، وكندا، وألمانيا، والمغرب، وجامعتين محليتين، إضافة إلى توفيرها لفرص بحث علمي وتطوير للشركات العالمية خاصة تلك التي ترغب في تحديث معداتها فتقوم بإجراء التجارب والبحوث في المحطات في الإمارة، وبذلك تتمكن المحطة من اعتماد تلك الأجهزة الحديثة قبل اعتمادها في أي مكان آخر في العالم.
تعالج محطة جبل علي حالياً ما يقارب 300 ألف كيلو متر مكعب يوميًا معالجة ثلاثية بمعنى أن الأولى ميكانيكية والثانية بيولوجية وهي الأساسية حيث في بعض الدول يكتفون بالمعالجة الثنائية، ثم رمي المياه الناتجة في البحر، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة هي مرحلة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية لقتل الحمض النووي للبكتيريا كي لا تعوق التكاثر مع طول الخطوط من المحطة إلى المدينة ولا ينتج عنها أي نوع من الميكروبات.
أرسل تعليقك