أكد عدد كبير من الأهالي أنه فور رؤية الحشرات في المنزل يلجأ سكانه إلى واحدة من طريقتين ضارتين للمكافحة، الأولى استخدام المبيدات الحشرية مجهولة المصدر والمكونات التي ربما تحتوي على مواد عالية السمّية غير صالحة للاستخدام، والثانية استدعاء شركات غير معتمدة لمكافحة الحشرات، وتستخدم مبيدات محظورة يتسبب تركيزها الشديد في وفاة الرضع، وكبار السن، والمرضى وحتى الأصحاء داخل المنزل.
بل ربما يتجاوز تأثيرها المميت ذلك ليصل إلى حد تهديد حياة الجيران إذا ما تسلل عبر منافذ التهوية، ما يؤكد أن بعض المبيدات الحشرية تحولت إلى سم قاتل يتسلل عبر الهواء.
وكشفت الأجهزة الشرطية عن أنَّ هناك نوعين من المبيدات الحشرية يتم استخدامهما رغم أنهما محظوران وممنوع تداولهما داخل الدولة، وقد تسببا في الكثير من حالات التسمم التي تم التحقيق فيها، مشيرين إلى أن خطورة تلك المواد مرتبطة بقدرتها على الانتقال عبر المسامات والمنافذ والفتحات ومن شقة سكنية إلى أخرى وبالتالي التأثير على عدد كبير من الأشخاص.
ودعت الشرطة الأهالي، إلى ضرورة الإبلاغ عن هذه المبيدات مجهولة المصدر أو التي تحتوي على مواد سامة في حال التعرض لها لاتخاذ الجهات المعنية الإجراءات كافة ضد الشركات التي تستخدمها وتضييق الخناق عليها إلى أن تختفي نهائيا من الأسواق.
وأشارت البلديات إلى أنَّ حملات المتابعة والتفتيش مستمرة على شركات المبيدات الحشرية، ويتم منع الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات من استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته، منوهة أنها تضع ضوابط واشتراطات صارمة على الشركات العاملة في مجال مكافحة الحشرات وتصب جميعها في إطار الحفاظ على أمن وسلامة الجميع.
وأكد مدير المختبر الجنائي في القيادة العامة لشرطة الشارقة العقيد عبد القادر العامري، أن هناك نوعين خطيرين من المبيدات الحشرية، الأول "فوسفيد الألمنيوم" وهو الأخطر على الإطلاق، والثاني "كلوربايرتوس" وهما محظوران وممنوع تداولهما على مستوى الدولة، وقد سببا حالات الوفاة التي حدثت من جراء المبيدات على مستوى الشارقة.
وأشار إلى أنّ المادة الأولى "فوسفيد الألمنيوم" تتحول إلى غاز في حالة تعرضها للرطوبة، ويسهل ذلك انتقالها عبر المسامات والمنافذ والفتحات من مكان إلى آخر ومن شقة سكنية إلى أخرى وعبر منافذ التهوية أيضا، وبالتالي إصابة المحيطين بالمستخدم للمبيدات، موضحا أن المشرع في الدولة حرم هذه المادة نهائيا، ووصف المادة الثانية بالمحظورة.
وكشف مدير المختبر الجنائي في شرطة الشارقة، أنّ هناك 7 حالات وفاة تسمم بالمبيدات الحشرية الخطيرة في آخر 6 سنوات ومعظمهم من الأطفال، بالإضافة إلى عدد من الإصابات التي تم علاجها، مشيرا إلى أن هذا الغاز ينتقل في الطبقات السفلى من المنزل، لذا فإن الأطفال هم أكثر عرضة له من الكبار.
وناشد العامري، الجهات كافة الخدمية التي تعني بمراقبة الأسواق، تضييق الخناق على الاستخدام العشوائي لبيع هذه المنتجات المسممة، وعدم ترسيبها في الأسواق، حيث إن هناك بدائل آمنة لدى البلديات في الدولة وبالمجان.
وأوضح مدير إدارة الخدمات البيئية في بلدية مدينة الشارقة بالإنابة، المهندس جعفر علي جعفر أنّ حملات فرق البلدية في المتابعة والتفتيش على كافة شركات المبيدات الحشرية العاملة في الإمارة مستمرة، ويتم منع الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات من استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته.
وأضاف إن حوادث التسمم بالمبيدات الخطرة، كمبيد الفوستوكسين الذي يعتبر عالي السمية تقع بســبب سوء استخدامها من قبل أشخاص غير مختصين وغير مرخصين في مجال مكافحة الحشرات أو قيام الأفراد باستخدام المبيدات على صعيد شخصي دون الدراية التامة بمخاطر وسمية المبيدات المستخدمة بحيث يتم شراء هذه المبيدات من باعة متجولين.
وبيّن أنّه يتم تكثيف الجهود بين مختلف الجهات "البلديات والجهات الشرطية، ووسائل الإعلام في نشر الوعي حول خطورة استخدام المبيدات الحشرية على صعيد شخصي أو اللجوء لخدمات الأشخاص غير المؤهلين، عن طريق الحملات التوعوية بمختلف الأشكال مثل نشر عبارات توعية على الفواتير في مختلف الجهات، وتوزيع الملصقات التحذيرية، والمحاضرات، وورش العمل.
وأوضح أنّه من الضوابط التي تنظم عمل الشركات المتخصصة بمكافحة الحشرات فيما يتعلق بمنع استخدام المواد المحظورة، أي أنّه يتم اختبار الشخص المسؤول عن تنظيم العمل في الشركة لدى بلدية مدينة الشارقة، للتأكد من أهليته في التعامل الصحيح مع المبيدات، وبعد اعتماد المهندس أو الفني القادر على التعامل مع المبيدات يتم إصدار تصريح يسمح للشركة بمزاولة نشاط المكافحة بجميع أنواعها ما عدا تصريح التبخير والتدخين.
أرسل تعليقك