أبوظبي – صوت الإمارات
أفاد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، بأن أشهر الصيف تبدأ في يوم 21 يونيو المقبل، حيث تكون في هذا اليوم الشمس عمودية تمامًا على مدار السرطان، الذي يقع شمال خط الاستواء الفلكي بمقدار 23.5 درجة، وهو أقصى ارتفاع تصله الشمس شمال خط الاستواء خلال العام، وفي هذا اليوم يبدأ فصل الصيف فلكيًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأوضح المركز، أن الوضع السائد في هذا الفصل هو امتداد منخفض الهند الموسمي، الذي يلعب دورًا مهمًا في رفع درجات الحرارة في المنطقة ودولة الإمارات، خصوصًا في المناطق الجنوبية، ويمد المنطقة بكتل هوائية رطبة وحارة، نتيجة لاندفاعها من الجنوب الشرقي والشرق، حيث يعتبر المحيط الهندي المصدر الفعّال لتزويد المنطقة بكتل هوائية رطبة، ونتيجة لاعتراض سلاسل الجبال الشرقية لهذه الكتل الهوائية الرطبة، حيث إن سلسلة الجبال الممتدة من الشمال الشرقي من الدولة باتجاه الجنوب الشرقي بمحاذاة الساحل الشرقي تلعب دورًا أساسيًا في تكوّن السحب الركامية الصيفية التي تصاحبها عادة أمطار مختلفة الشدة، وقد تكون مصحوبة بالرعد أحيانًا على تلك المناطق خلال فترة النهار.
وأشار إلى أنه من الملاحظ أن المرتفع الشبه استوائي في الطبقة العلوية للغلاف الجوي يسيطر على منطقة الخليج لفترة طويلة في هذا الفصل، لكن عندما يتراجع المرتفع الشبه استوائي إلى الغرب والشمال يفسح المجال لتقدم امتداد منخفض جوي من الجنوب الشرقي، مصحوبًا برياح شرقية إلى جنوبية شرقية في الطبقات العليا، وينتج حركة وتذبذبًا لحزام الالتقاء الاستوائي إلى الشمال، تكوّن السحب الركامية خصوصًا على المناطق الجنوبية والغربية ويصاحبها سقوط أمطار، إذ إن أعلى كمية أمطار سجلت في الدولة في فصل الصيف كانت 100.4 ملليميتر في منطقة حميم، التي تقع جنوب الدولة في أغسطس 2013.
وذكر إن هذا الفصل أيضًا تتأثر الدولة فيه بامتداد المنخفضات الجوية السطحية الحرارية، التي تتمركز فوق شبه الجزيرة العربية، والتي يلعب دورًا مهمًا في رفع درجات الحرارة، حيث تصل درجة الحرارة العظمى في بعض المناطق إلى 50 درجة مئوية، خصوصًا في المناطق الجنوبية الغربية والغربية والرياح السائدة المصاحبة لهذا الوضع عادة تكون جنوبية شرقية وجنوبية غربية جافة وشديدة الحرارة، لافتًا إلى أن أعلى درجة حرارة عظمى في الدولة بلغت 52.0 درجة مئوية في الياسات، التي تقع أقصى غرب الدولة يونيو سنة 2010، وأقل درجة حرارة صغرى 14.1 درجة مئوية في ركنة، وهي تقع في شرق الدولة يونيو سنة 2004.
وتابع أن الدولة تتأثر في أغلب أيام هذا الفصل بدورة نسيم البر والبحر المتتالية خلال أشهر الصيف، تهب رياح شمالية غربية في فترتي الظهيرة والمساء، وتؤدي إلى ارتفاع نسب الرطوبة، وتزداد معها كمية بخار الماء في الهواء نسبيًا، وتبين السجلات المناخية خلال 29 سنة سابقة أن الدولة تشهد ندرة في تشكل الضباب خصوصًا خلال يوليو وأغسطس، حيث وجد أن النسبة المئوية لتشكل الضباب خلال يونيو يصل إلى 4.4% من أيام هذا الشهر، وتصل إلى 1.9% لكل من يوليو وأغسطس، ذلك نتيجة لاستمرار وجود المرتفع الجوي الشبه مداري في طبقات الجو العليا من الغلاف الجوي، بالإضافة إلى توافر العوامل الأخرى المساعدة، كهدوء الرياح السطحية وتوافر الليالي الصافية من السحب.
وفي بعض الأحيان تنشط الرياح الجنوبية الجافة المصاحبة للمنخفض الحراري الممتد من الغرب، والتي تعمل على إثارة الغبار والأتربة، وتدني مدى الرؤية الأفقية خصوصًا على المناطق الداخلية، وهذه الرياح تسمى محليًا بـ"الشمال"، وتحمل الغبار والأتربة من شمال الخليج العربي، وتعمل على إثارة الغبار والأتربة، حيث تؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية التي تصل إلى أقل من 50 مترًا أحيانًا، وأعلى سرعة رياح سجلت في الدولة في فصل الصيف كانت 130 كم/ساعة في محطة ضدنا في شهر يوليو سنة 2007.
أرسل تعليقك