الفجيـرة - صوت الامارات
يعاني مزارعون مواطنون في إمارة الفجيرة أضرار أشجار الداماس التي يزرعها بعض الأشخاص الذين يحملون جنسيات دول آسيوية في مزارعهم المجاورة لمزارع المواطنين، موضحين أن شجرة الداماس ضارة بالبيئة، إذ تسبب ملوحة التربة الزراعية، وتمتص جذورها كميات كبيرة من المياه الجوفية، وتمنع وصول المياه إلى المحاصيل الزراعية والأشجار المجاورة لها؛ ما يتلف المزروعات، ويكلف المزارعين مبالغ مالية باهظة لعلاج التلفيات، لافتين إلى أن شجر الداماس يستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية من دون داعٍ.
وأكدت وزارة التغير المناخي والبيئة حظر استيراد وإنتاج وتداول بذور وعقل وشتلات أشجار الداماس، لأضرارها على البيئة والبنية التحتية، وذلك وفق القرار الوزاري رقم (699) لسنة 2014 بشأن تنظيم زراعة الداماس.
وذكرت صاحبة مزرعة في الفجيرة، المواطنة مريم الحمودي، أن شجرة الداماس تشكل خطراً على المحاصيل الزراعية، إذ إنها تنمو بشكل سريع وتتصف جذورها بالطول والعمق، وتمتد إلى باطن الأرض طولاً وعرضاً، وتعمل على امتصاص المياه في التربة، مشيرةً إلى أن بعض الأشخاص الذين يحملون جنسيات دول آسيوية يزرعون هذه الشجرة في مزارعهم بهدف منع الغبار من الدخول إلى مزارعهم، على الرغم من توجيهات بلدية الفجيرة ووزارة التغير المناخي والبيئة بمنع زراعة هذه الأشجار بسبب الاضرار التي تسببها للبيئة.
وأضافت أن امتداد جذور شجرة الداماس يسهم في زيادة ملوحة التربة، إذ تمتص كميات كبيرة من المياه الموجودة في جوف الأرض، ما يفاقم مشكلة شح المياه التي تعانيها المنطقة الشرقية، كون هذه الشجرة تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية.
وطالبت الحمودي الجهات المعنية بفرض غرامة على كل من يزرع مثل هذه الشجرة التي تعوق ممارسة الزراعة في المنطقة، وتكلف المزارعين أموالاً اضافية من أجل الحصول على المياه العذبة غير المالحة.
وأيدها الرأي المواطن محمد سعيد، قائلاً: "مضار شجرة الداماس أكثر من فوائدها؛ إذ نعاني نحن مزارعي المنطقة الشرقية، خصوصاً أصحاب المزارع القريبة من مزارع تربية الدواجن وغيرها التي تزرع شجر الداماس في محيطها".
وأضاف أن هذه المزارع تزرع شجرة الداماس بأعداد كبيرة جداً على أسوارها كمصدات لمنع الغبار والرياح من دخول المزارع، إلا أن جذور هذه الشجرة تصل إلى المزارع القريبة؛ ما يؤدي إلى تحطيم الأنابيب الخاصة بشبكة الري ويضطر المزارعين إلى القيام بقص جذور شجرة الداماس التي تدخل مزارعهم، لافتاً إلى أن هذا الإجراء مجرد حل مؤقت؛ إذ إن هذه الأشجار لها جذور عميقة في الأرض تعمل على سحب أغلبية المياه وتسبب الملوحة في المياه الجوفية.
وذكر المزارع عبدالله الظنحاني، أن تواجد شجرة الداماس بكثرة في المنازل القريبة من مزرعته كبده مبالغ أخرى إضافية؛ إذ إن جذور هذه الأشجار تمتد إلى مزرعته بشكل عشوائي وتؤدي إلى تكسير أنابيب المياه المخصصة لري المحاصيل الزراعية، مشيراً إلى أن جذور هذه الأشجار الممتدة داخل مزرعته انتشرت بشكل كبير وشوهت المظهر العام للمزرعة، موضحاً أنه حتى الجذور السطحية لهذه الشجرة تؤثر بشكل سلبي في أنابيب المياه وفي مجاري الصرف، الأمر الذي يدفع ثمنه بعض المزارعين؛ إذ يتكبدون مبالغ كبيرة من أجل تقطيع الجذور بشكل متكرر من دون فائدة.
وأضاف أن هذه الشجرة تقلل من إنتاج التمور؛ إذ تقضي جذورها على النخل المصدر الأساسي للتمر، مشيراً إلى أن النخلة لها مكانة خاصة عند كل مزارع ولا يستطيع الاستغناء عنها.
وأكدت رئيس قسم التنمية الزراعية، المهندسة فاطمة الكلباني أن زراعة شجرة الداماس في الحدائق المنزلية والمزارع وبالقرب من الأرصفة قد تسبب خطراً على المباني والمرافق، إذ إن جذور هذه الشجرة تميل إلى النمو الأفقي الكثيف، ولا تتعمق كثيراً في نموها الوتدي بحثاً عن المياه، ما يسبب اختراق شبكات المياه والصرف الصحي، وتنمو داخلها، فينتج عنها تعطل انسياب المياه، مشيرةً إلى أنه نتيجة لانتشار جذورها وتمددها بشكل أفقي على مساحات واسعة، فإنه ليس من المناسب زراعة نباتات أخرى بالقرب منها.
وأوضحت: "سمح القرار الوزاري رقم 699 بتداول وزراعة بذور وعقل وشتلات أشجار تحددها السلطات المحلية المختصة"، مشيرة إلى أن استيراد بذور وعقل وشتلات أشجار الداماس غير مسموح به.
أرسل تعليقك