يأخذ «مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية» الزوار في رحلة عبر الزمن، ليغوصوا في أحافير الماضي العريق عبر الاكتشافات الأثرية التي أظهرتها عمليات التنقيب، كاشفة عن خفايا تاريخ المنطقة، التي باتت وجهة سياحية أثرية وبيئية، يحرص السياح القادمون إلى الإمارة والقاطنون فيها على زيارتها ضمن جولات خاصة ينظمها «مركز مليحة للآثار».
إلى جانب المكتشفات الأثرية التي تتميز بها مليحة، فإنها تشكل وجهة رائدة لعشاق الطبيعة، حيث تحتضن مجموعةً من النباتات والحيوانات النادرة التي لا يمكن العثور عليها بسهولة في أي مكان آخر في المنطقة، خصوصاً مع وجود فريق من الخبراء والمتخصصين في المشروع، يشرفون على حماية الحياة النباتية والحيوانية.
ثاريندو ك.و.أ، أحد متخصصي الحياة البرية في مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، قال: «المشاهد الصحراوية في منطقة مليحة ساحرة، وعلى الرغم من مناخها شديد القسوة، إلا أن الحيوانات والنباتات التي تعيش فيها استطاعت التكيف والتأقلم مع صيفها الحار وشتائها البارد، فوق الكثبان الرملية والهضاب الصخرية في المنطقة».
وأوضح أن منطقة مليحة تنبض بالحياة الحيوانية والنباتية بأشكالها وأحجامها المختلفة، حيث تأقلمت مجموعة كبيرة من الثدييات، والزواحف، والحشرات، والصباريات، مع المناخ الصحراوي، واتخذت من المنطقة موطناً لها عبر آلاف السنين.
وأضاف ثاريندو «مع شح مصادر المياه، تأقلمت النباتات الصحراوية مع الجفاف، لاستثمار ما يتوافر من مياه لضمان بقائها، فأشجار السنط (الأكاسيا) مثلاً قلصت حجم أوراقها للحد من فقدان الماء، وطورت أشواكاً كبيرةً للحماية من رعي المواشي لأوراقها، فيما تغلبت شجرة الغاف، رمز الشجرة الوطنية في دولة الإمارات، على الظروف المناخية الجافة بضرب جذورها عميقاً للوصول إلى طبقات المياه الجوفية، وتنتشر زهرة الربيع العربية الجميلة، ونبتة (الفشار) بكثرة، ما يدفع الزائر لتصحيح النظرة السائدة عن جرد الصحراء القاحلة، وعن احتضانها للحياة الطبيعية النباتية والحيوانية على حد سواء».
وفي ما يتعلق بالحياة الحيوانية في المنطقة تابع ثاريندو: «تعيش الحيوانات والحشرات تحت الأرض أو في الجحور والصدوع والشقوق هرباً من حرارة الشمس، وتخرج ليلاً حين تعتدل درجات الحرارة، وتتجنب بعض أنواع الزواحف كالسقنقور (سمكة الصحراء) وأفعى الصحراء، الشمس بشكل كامل، من خلال العيش تحت الرمل معظم حياتها، والسباحة عبر الرمال للتنقل والبحث عن الطعام».
ووفقاً للمتخصص بالحياة البرية ثاريندو، «تنشط أنواع مختلفة من الخنافس والدبابير، كخنافس الجوهرة ودبابير الوقواق الذهبية، حيث يمكن سماع أصوات طنينها أثناء مزاولتها لأنشطتها المختلفة، أما الثدييات كالحمر البرية والجمال فتعيش في بيئتها الطبيعية وتتنقل بحرية من مكان لآخر، في حين يصعب رؤية الثعلب العربي الأحمر، لحذره ومهارته في التخفي، ولأنه يفضل الخروج ليلاً».
وقال: «يمكن لزوار المنطقة تعلم الكثير عن هذه النباتات والحيوانات، وعن تاريخ المنطقة في مركز مليحة للآثار، إذ تلبي الحزم المختلفة التي نوفرها احتياجات عشاق الحياة البرية، سواء من خلال ورش العمل التي تتناول الحياة النباتية والحيوانية، أو جولات الحياة الطبيعية في الصباح الباكر مع المخيم الليلي، ويسعدنا استقبال الزوار من كل الفئات العمرية، وتخصيص أحد الخبراء من فريق العمل التعليمي، لتثقيفهم حول هذه المنطقة التي تشكل جزءاً بارزاً من الطبيعة الصحراوية في دولة الإمارات».
ويوفر المركز عدداً من باقات المغامرة، إلى جانب الجولات الأثرية والسياحية والترفيهية، التي تسمح للزوار باستكشاف القلاع والحصون والمدافن والمقابر، وغيرها من الأبنية التي شيدها سكان المنطقة عبر الحقب التاريخية المختلفة، بالإضافة إلى زيارة المناطق الطبيعية القريبة مثل صخرة الأحفور، ووادي الكهوف، وصخرة الجمل.
وتتيح المعارض، والعروض التفاعلية، والمعروضات الأثرية، للزوار السفر عبر الزمن لاستكشاف المنطقة وحال دولة الإمارات العربية المتحدة قبل آلاف السنين، فضلاً عن الحزم الرياضية، وأنشطة تسلق الكثبان الرملية، التي تراعي الطبيعة الفريدة للمنطقة، حيث يتألف فريق الأدلة من علماء الآثار، وخبراء التاريخ والحياة البرية ذوي الخبرة
قــــد يهمــــــــــــــك أيضـــا:-
الجرس يعود إلى دير مار مارون- العاصي بعد ألف عام
إقامة أول معرض فني تفاعلي للكلاب في العالم
أرسل تعليقك