أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس، عن إنجاز تحميل الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى في براكة، وبهذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات، أصبحت الأولى في العالم العربي كأول دولة قادرة على تشغيل محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، فيما انضمت إلى مجموعة محدودة العدد من الدول حول العالم والتي نجحت في تطوير منظومة معرفية وبنية تحتية تمكنها من استخدام الطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي بشكل آمن وموثوق.
وتحقق هذا الإنجاز، بعد استكمال تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى وفق أعلى معايير السلامة والجودة، والتي بدأت بعد صدور رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في فبراير الماضي.
قال المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "نمتلك فريق عمل تم تأهيله وتدريبه لعدة سنوات للوصول لهذا المستوى اليوم لتحقيق هدفنا الذي نسعى له وهو توفير كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات، واليوم نفخر جميعًا بانضمام دولة الإمارات لمجموعة الدول المنتجة للطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، بعد أن استوفت جميع الشروط الدولية بدايةً من تطوير السياسات والبرامج والاستثمار في الكوادر البشرية، ومن خلال امتلاكها لبنية تحتية متقدمة أهلتها لأن تنضم لقطاع الطاقة النووية".
وأضاف الحمادي: "يتضاعف حجم المسؤولية على عاتقنا اليوم، حيث نواصل العمل بأمان خلال المرحلة القادمة للوصول لعملية إنتاج الكهرباء بشكل كامل في المحطة الأولى في براكة".
فريق مدرب
وتمت عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى بأيدي فريق مدرب على أعلى مستوى يشكل الإماراتيون منه 90%، جميعهم حاصلون على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمشغلي مفاعلات نووية، حيث قام هذا الفريق بإتمام عملية تحميل 241 من حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى.
العنصر المواطن
وقال الحمادي: "أسهمت محطات براكة للطاقة النووية في تطوير القدرات والكفاءات البشرية في الدولة، من خلال الاستثمار في العنصر المواطن وتأهيله وتدريبه لقيادة قطاع الطاقة النووية، وخير دليل على ذلك هو قيادة هذا الفريق الإماراتي لعملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى في براكة".
ومع اكتمال عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الـ33 على مستوى العالم، التي تقوم بإدارة وتشغيل محطات للطاقة النووية السلمية.
كما أصبحت المحطة الأولى في براكة جاهزة للانتقال إلى المرحلة التالية، حيث يبدأ مشغلو المفاعل في شركة نواة للطاقة الذراع التشغيلية لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) في عملية اختبار أنظمة المحطة وصولًا إلى التشغيل الكامل وإنتاج الكهرباء بشكل تجاري، لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات لعقود قادمة.
السلامة والأمن والشفافية
ومنذ تأسيسها عام 2009، عملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفقًا للمعايير المذكورة في وثيقة "سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتطوير برنامج للطاقة النووية السلمية" والتي صدرت في عام 2008، والتي تضمنت الالتزام بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والشفافية والحد من الانتشار النووي.
255 عملية مراجعة
وخلال جميع مراحل تطوير البرنامج، حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على الوفاء التام بهذه الالتزامات، الأمر الذي جعل البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذجًا يُحتذى به من قبل كافة مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم.
وحتى الآن أجرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية 255 عملية مراجعة وتقييم للتأكد من التزام محطات براكة وفرق العمل بأعلى معايير السلامة والجودة، كما أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين أكثر من 40 عملية تقييم ومراجعة، للتأكد من اتباع محطات براكة لأفضل الممارسات الدولية في قطاع الطاقة النووية.
وبدأت شركة نواة للطاقة بتحميل الوقود النووي في المحطة الأولى، بعد حصولها على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في 17 فبراير الماضي، بالإضافة إلى إتمام الاختبارات اللازمة التي أكدت أن المحطة وفرق العمل والبرامج والسياسات والإجراءات التزمت بمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، كما أنها أوفت بمتطلبات المراجعات المستقلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
العمليات الإنشائية
يذكر أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعمل على إتمام المرحلة الأخيرة من العمليات الإنشائية للمحطات الثلاث المتبقية في براكة.
وتجاوزت نسبة الإنجاز الكلي في المحطات الأربع 93%، ووصلت نسبة الإنجاز في المحطة الرابعة إلى أكثر من 83% والمحطة الثالثة إلى ما يزيد عن 91% والثانية إلى أكثر من 95%.
وتنتج المحطات الأربع عند تشغيلها قرابة 25% من الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات، بقدرة إنتاجية تعادل 5600 ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنويًا.
"الاتحادية للرقابة النووية": تحميل الوقود تم بأمان
قامت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، بالإشراف على عملية تحميل حزم الوقود النووي في الوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية، للتأكد من التزامها بالمتطلبات الرقابية، وخلصت الأنشطة التفتيشية التي قامت بها الهيئة، إلى أن عملية تحميل حزم الوقود النووي قد اكتملت بأمان.
تعتزم الهيئة، القيام بعمليات تفتيشية على مدار الساعة، من خلال مفتشيها المقيمين في محطة براكة، فضلًا عن إرسال مفتشين آخرين لضمان إتمام الاختبارات المختلفة، وفقًا للمتطلبات الرقابية في أعقاب اكتمال تحميل الوقود النووي، حسب بيان أمس.
تعمل الهيئة في الوقت ذاته، مع بعثة الضمانات التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تزور حاليًا محطة براكة للطاقة النووية، من أجل التأكد على التزام دولة الإمارات بحظر الانتشار النووي.
وبعد استكمال مرحلة الاستعدادات للتشغيل، تتولى الهيئة الدور الرقابي خلال فترة التشغيل التجاري للوحدة الأولى، لضمان سلامة تشغيل المفاعل، في إطار مهمتها في حماية المجتمع والعاملين والبيئة
قــــــد يهمــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــا:
بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة
مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من النفايات في رأس الخيمة
أرسل تعليقك