دراسة علمية تُوضِّح خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار
آخر تحديث 16:41:44 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تُشجِّع على تطوُّر البكتيريا الفائقة المقاومة لها

دراسة علمية تُوضِّح خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - دراسة علمية تُوضِّح خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار

نفايات الأدوية
واشنطن-صوت الامارات

 

تتلوّث مياه الأنهار حول العالم ببقايا ونفايات الأدوية الموصوفة طبيا والأخرى التي تسوّق في الصيدليات والمتاجر، وهو ما يشكل تهديدا رئيسيا لحياة الإنسان بسبب تدهور جودة مياه الشرب وازدياد سمّيتها، وفقا إلى دراسة علمية جديدة.

وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد ديلفت للتعليم المائي في هولندا وقدمت أمام مؤتمر لاتحاد علم الجيولوجيا الأوروبي في فيينا عاصمة النمسا الأربعاء، أن استمرار هذا التسرب قد يزيد من تركيز المواد الصيدلانية بنحو الثلثين قبل حلول منتصف القرن الحالي.

وقال فرانسيسكو بريغولي الباحث في المعهد الذي أشرف على الدراسة إن "جزءا كبيرا من الأحواض والمنظومات النهرية مهدد بسبب ازدياد تركيز نفايات المواد الصيدلانية"، وطور مع زملائه في فريق دولي طريقة لرصد "المناطق الساخنة للتلوث الدوائي".

كان العلماء عثروا على عدد كبير من الأدوية الملوثة للمياه في الوسط المحيط، من الأدوية المسكنة للألم، المضادات الحيوية، الأدوية المضادة للتخثر، الهرمونات، أدوية الأمراض العقلية، والأدوية المضادة للهستامين. ورصدت مستويات عالية من تركيز بقايا الأدوية في المياه، وهو الأمر الذي يهدد الأحياء والنباتات القريبة. وعلى سبيل المثال فإن بقايا أدوية علاج اختلال الغدد الصماء في المياه أدت إلى تحفيز حدوث تغيرات في جنس السمك والأحياء البرمائية.

ووظف بريغولي "دكلوفيناك" وهو مادة دوائية فعالة تدخل في تركيب العديد من مسكنات الآلام الشائعة، كوسيلة للدراسة، إذ أخذ يقيس تركيزه بهدف وضع تقديرات على وجود وانتشار الأدوية الأخرى في مياه الأنهار. ويعتبر هذا المركب الدوائي عاملا مهددا للبيئة وفق تقارير الوكالات البيئية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ووجدت الدراسة أن أكثر من 10 آلاف كيلومتر من مجاري الأنهار حول العالم تحتوي على تركيز من هذا الدواء يزيد على التركيز المسموح به أوروبياً وهو 100 نانوغرام لكل ليتر (النانوغرام هو 1 من المليار من الغرام). وقال الباحثون إن "تسرب دكلوفيناك مماثل لتسرب آلاف الأدوية والمواد الصيدلانية وكذلك المواد الموجهة للعناية الشخصية".

ويصل استهلاك "دكلوفيناك" إلى 2400 طن سنويا في العالم، تطرح منه مئات الأطنان مع فضلات الناس المتناولين لأدويته. ولا تقوم معدات الترشيح والتنقية إلا بإزالة 7 في المائة منه، بينما تمتص المنظومات البيئية الطبيعية نحو 20 في المائة منه، وتتسرب النسبة الكبرى المتبقية نحو المحيطات.

ووضع الباحثون نموذجا رقميا بهدف رسم التوقعات بشأن مستويات التلوث بالمواد الصيدلية اعتماداً على كثافة عدد السكان ومنظومات تنقية مياه الصرف ومبيعات الأدوية، وقارنوا بين النتائج الكومبيوترية وبين البيانات التي استخلصت من قياسات أجريت في 1400 موقع للتلوث بـ"دكلوفيناك" حول العالم.

وقال بريغولي إن المقارنة كانت جيدة رغم محدودية الدراسة بمنظومات الأنهار في أميركا الشمالية وأوروبا. وأضاف أن الوقائع تشير إلى نتائج مماثلة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية التي لا يعالج فيها في المتوسط إلا ربع مياه التصريف ولا تنقى منها أغلب المواد الصيدلانية.

وحذر علماء آخرون في المؤتمر من أن انتشار وتوسع عمليات بناء منشآت تنقية مياه التصريف في المناطق الحضرية، أدى إلى ازدياد تلوث مياه الأنهار، لأن أغلب المواد المتسربة لم تتم معالجتها بشكل مناسب، وقالت مارينا ستوراكال الباحثة في جامعة واغننغن الهولندية إن "مياه التصريف شكلت مصدراً للتلوث في 50 في المائة من الأنهار في العالم عام 2000، وفي عام 2010 أصبحت مياه التصريف مصدراً للتلوث في كل أنهار العالم تقريباً".

ووفقا لأحدث تقرير بيئي صدر نهاية العام الماضي عن منظمة الأمم المتحدة فإن النفايات الصيدلانية مثل بقايا المضادات الحيوية، تشجع على تطور البكتيريا الفائقة المقاومة لها. وتتسرب 70 - 80 في المائة من بقايا هذه المضادات التي يتناولها الإنسان وقطعان الماشية، وهو ما يقابل آلاف الأطنان - إلى الوسط المحيط.​

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة علمية تُوضِّح خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار دراسة علمية تُوضِّح خطورة تأثير نفايات الأدوية على الأنهار



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية

GMT 02:08 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

اختاري عطرك بحسب شخصيتك

GMT 10:38 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بقيمة 200 مليون جنيه

GMT 23:49 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تتويج السوري عمر خريبين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2017

GMT 11:51 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يشيد بجهود شما المزروعي في دعم الشباب

GMT 03:12 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

كعكات الموز والشوفان الصحية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates