الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا

الفيضان المدمر في أحد الوديان الهندية النائية بالهملايا
نيودلهي - صوت الإمارات

 قبل وقت طويل من الفيضان المدمر الذي ضرب أحد الوديان الهندية النائية بالهملايا، في وقت سابق من الشهر الجاري، كان كوندان سينج رانا يعلم أن أعمال البناء في هذه المنطقة الحساسة تتسبب ذات يوم بكارثة.وقال رانا في قريته المطلة على مجمع محطة الطاقة الكهرومائية التي دمرها ما يعتقد أنه انهيار جليدي في 7 فبراير "الأنهار والجبال والأشجار مثل آلهتنا وأي تدنيس يطالها ستكون له عواقب".وأضاف هذا المزارع البالغ من العمر 43 عاما "نهر ريشي جانجا وجبالنا شوّههما الجشع البشري بشكل لا يمكن إصلاحه وكل ذلك غضب من الله".قد لا يشارك العلماء إيمانه بالعقاب الإلهي، لكنهم اتفقوا على أن اللوم في هذه الكارثة الأخيرة التي أودت بحياة 60 شخصا وتركت 150 آخرين في عداد المفقودين، يُلقى إلى حد كبير على النشاط البشري.

فقد تسبب النشاط البشري بتقلص الأنهار الجليدية في جبال الهملايا، وهي واحدة من بين أكثر المناطق تضررا بظاهرة تغير المناخ.وأبدى الخبراء اعتقادهم أن الكارثة الأخيرة نتجت عن انهيار كتلة جليدية يزيد طولها عن كيلومتر ونصف كيلومتر ويبلغ عرضها 300 متر وقد جرفت خلالها انهيارها جزءا من الصخور التي كانت متصلة بها.وأدى ذلك إلى سد نهر صغير في أعالي الجبال إلى أن اندفعت المياه بسرعة وضغط هائلين.وتسبب هذا الطوفان الذي حمل معه المياه والصخور بجرف منازل وطرق وجسور بالإضافة إلى حوالى 200 شخص لم يعثر على الكثير منهم بعد أسبوعين تقريبا من الحادث.ورأى ه.سي. ناينوال، أحد علماء الأنهار الجليدية، إن الكارثة الأخيرة "هي أحد تداعيات ظاهرة تغير المناخ وهي بمثابة تحذير لما قد يحصل في المستقبل".

في جبال الهملايا الهندية، ينحسر حوالي 10 آلاف نهر جليدي بمعدل 30 إلى 60 مترا كل عقد.ويمكن أن تشكل المياه الناتجة عن ذوبان الأنهر بحيرات جليدية قد تنفجر بعد ذلك ضفافها بشكل خطر ومدمر.لكن ذوبان الجليد ليس السبب الوحيد الذي يجعل المنطقة عرضة للخطر، بل ثمة عنصر آخر يتمثل في عمليات التفجير بالديناميت التي تستخدم في أعمال التنموية في كل وديان أوتاراخند.وبعض تلك العمليات مرتبطة بإنشاء طرق جديدة من أجل تعزيز الحدود المتنازع عليها مع الصين بعد الاشتباك العام الماضي الذي أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا.ويضاف ذلك إلى بناء طريق سريع بطول 800 كيلومتر لربط أربعة مواقع دينية، وهو مشروع يريد تنفيذه رئيس الوزراء الهندوسي ناريندرا مودي بشدة.

لكن المشكلة الأكبر هي بناء محطات للطاقة الكهرومائية عبر الشبكة الواسعة لأنهار الهملايا، وهي جزء من حملة الهند لتعزيز الطاقة المتجددة وفقا لالتزاماتها في اتفاق باريس للمناخ.وأكثر من 75 من هذه المحطات هي قيد التشغيل في أوتاراخند ويتم التخطيط لعشرات المحطات الأخرى، يعتقد الخبراء أن العديد منها لا تأخذ في الاعتبار الأخطار المحتملة.ولاحظ الخبراء إن هذه المشاريع تزيد من احتمال حدوث فيضانات مدمرة أخرى، فيما ترفع أيضا خطر الانهيارات الأرضية.وكانت الأخطار جليّة في العام 2013 عندما دمّر فيضان منطقة في أوتاراخند وأودى بحياة 6000 شخص.وعقب ذلك الحادث، عينت المحكمة العليا في الهند لجنة علمية أوصت بعدم إنشاء المزيد من محطات الطاقة الكهرومائية في المنطقة، وهي نصيحة تجاهلتها الحكومات المتعاقبة.

وأكد سكان محليون في هذه المنطقة التي شهدت حملة شهيرة في السبعينات لحماية الأشجار، أنهم لم يروا أيا من الفوائد الاقتصادية الموعودة للتنمية وأن مخاوفهم لم تلق آذانا صاغية.في عام 2019، أطلقوا حملة وقدموا التماسات إلى المحكمة بشأن التعدين غير القانوني للرمال وإلقاء الوحل في نهر ريشي جانجا الذي قالوا إنه يزيد خطر حدوث انهيارات أرضية وفيضانات.لكن إزالة الغابات مستمرة من أجل إنشاء مشاريع للبنية التحتية وتعدين الرمال وأعمال استخراج الحجارة.وقال سوريندر سينج (55 عاما): "كنا نثق في الحكومة ونعتقد أنها تعمل من أجل تحسين نمط حياتنا لكن الأمر ليس كذلك".وأضاف: "لكننا الآن سنقاتل بكل قوتنا ضد أي طريق أو سد يهدد حياتنا وجبالنا".

قد يهمك ايضا

الأفاعي تغزو البيوت بعد انحسار الفيضان في ولاية "كيرالا" الهندية

مقتل6 عمال مناجم وإنقاذ 5 حاصرتهم مياه الفيضان بمنجم للفحم فى الصين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا الفيضانات في الهند تسلط الضوء على الأخطار المحيطة بالهملايا



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"

GMT 06:09 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

جونز يعتبر هولي هولم الأعظم في رياضة الملاكمة للسيدات

GMT 07:34 2016 الأحد ,18 أيلول / سبتمبر

تعرف على سر التصاق حرف S بهواتف آيفون

GMT 04:41 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتداء الكمامات اختيارياً علي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates