كانبرا - ريتا مهنا
التقط باحثون في أستراليا شريط فيديو مصورًا للمرة الأولى لظاهرة تبيض الشعاب المرجانية، حيث يتم تطرد الطحالب والتحول إلى اللون الأبيض. وتطورت الشعاب المرجانية والطحالب التي تعيش عليها لتشكيل علاقة مفيدة للطرفين، وإذا لم تتم إعادة استعمار الشعاب سريعًا بعد هذه الأحداث والتي حدثت غالبا نتيجة ارتفاع درجة حرارة البحر، يمكن للشعاب أن تموت. ونجح باحثون من جامعة "كوينزلاند للتكنولوجيا" في الحصول على لقطات بديعة باستخدام المجهر وكاميرا رقمية و"تابلت"، ووضع الباحثون الشعاب المرجانية Heliofungia actiniformis داخل حوض سعت 10 ليترات ثم تم تسخين الماء، وتبين أن الشعاب تستخدم نوعا من التضخم النابض لإزالة الطحالب وطردها. وتقول بريت لويس من كلية العلوم والهندسة جامعة "كوينزلاند للتكنولوجيا" إن "المثير للاهتمام حقا هو قدرة الشعاب على التخلص بسرعة وعنف من الطحالب التي تعيش عليها، وبدأت الشعاب طرد الطحالب خلال أول ساعتين من رفع درجة حرارة الماء".
وأظهرت دراسات سابقة أن هذا النوع من الشعاب المرجانية يمثل حاجزًا مرجانيًا عظيمًا مقاومًا نسبيا للتبييض مقارنة بالأنواع الأخرى من الشعاب. وأضافت لويس " تشير ملاحظتنا إلى الطرد السريع للطحالب عند الإجهاد الحراري وهو ما يتيح الفرصة للشعاب للبقاء عند ارتفاع درجة حرارة الماء بشكل غير طبيعي".
ورفع الباحثون حرارة حوض المياة من 78.8 درجة "فهرنهايت" إلى ما يقرب من 90 خلال 12 ساعة وتركوها هكذا لمدة 8 أيام، وكشفت هذه الدراسة ضوءًا جديدًا على عملية تبييض الشعاب المرجانية. وأوضحت الدكتورة نوثدروفت من فريق العمل" استخدمت شعاب H. actiniformis التضخيم النابض لطرد الطحالب على مر الزمن حيث تقوم بتضخيم أجسادها لما يصل إلى 340% عن حجمها الطبيعي فجأة وبقوة لإخراج الطحالب من فتحاتها في فترة تتراوح من 4-8 أيام من التجارب. وتوفر الشعاب الحماية وتعد مساحة سطحية لعملية التمثيل الضوئي، في حين أن السكريات الزائدة المتولدة من الطحالب تزيد معظم الاحتياجات الغذائية اليومية للشعاب المرجانية"، ومع طرد الطحالب فإنها تفقد الصبغة وتتحول إلى اللون الأبيض أو الشفاف، وتستطيع بعضها العودة إلى وضعها الطبيعي واستعادة الطحالب ولونها في الظروف الطبيعية. وتابعت نوثدروف " إذا أزيلت الطحالب من الشعاب المضيفة ولم يتم استعمارها بسرعة يمكن للشعب أن تموت، وتعد أحداث تبييض الشعاب المرجانية مصدرًا للقلق للعملاء على مستوى العالم، مع أحداث التبييض الأخيرة على الحاجز المرجاني العظيم والتي سلطت الضوء على تهديد درجات حرارة المياة المرتفعة لصحة النظم الإيكولوجية للشعاب".
أرسل تعليقك