أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، استمرار دولة الإمارات في تعزيز جهودها الرامية إلى نشر حلول الطاقة النظيفة على الصعيد العالمي، لافتاً إلى زيادة المساعدات الإنمائية التي تقدمها الإمارات في مجال الطاقة المتجددة لنحو 900 مليون دولار (3,31 مليار درهم).
وذكر إن عام 2016 شهد الانتهاء من تدشين11 مشروعاً للطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادئ بقدرة تبلغ نحو 6.5 ميجاوات، كما تم انتهاء العمل في برنامج الطاقة المتجددة بمصر، والذي وفّر أكثر من 30 ميجاوات من الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أهمية المبادرة المشتركة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والتي يقدم صندوق أبوظبي للتنمية من خلالها 350 مليون دولار من القروض الميسرة لمشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.
وذكر الزيودي، خلال كلمته باجتماع الجمعية العمومية السابعة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، الذي بدأت فعاليته بأبوظبي السبت بمشاركة أكثر من 150 دولة، "نسعى في الإمارات، لمواصلة تحقيق نمونا المستدام، وتحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون وفق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، إذ يشكل الاعتماد المتزايد على الطاقة المتجددة والمستدامة ركيزة أساسية في تحقيق إسهاماتنا المقررة على الصعيد الوطني وخطتنا الوطنية للتغير المناخي، التي تجسد أهداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاق باريس للمناخ".
وأوضح أن عام 2016 كان حافلاً بالإنجازات في دولة الإمارات بفضل رؤية القيادة الرشيدة، حيث تم رفع هدف الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة من 24٪ إلى 27٪ بحلول 2021، بل ستعمل دولة الإمارات على رفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 50% بحلول 2050 من خلال تبني مخرجات استراتيجية الطاقة 2050، والتي ستضع دولة الإمارات في مصاف العالم المتقدم، معتمدة في ذلك على مصادر متجددة ونظيفة للطاقة لتكون خطوة هامة أخرى نحو مرحلة ما بعد النفط، كما ستعمل على خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وأضاف: نجحنا في تحقيق رقمين قياسيين عالميين في أسعار الطاقة الشمسية، أولهما في دبي بقيمة 2.99 سنتاً لكل كيلوواط ساعة، وثانيهما في أبوظبي، التي تلقت عطاءً بسعر منخفض قياسي جديد من خلال تحالف بقيادة شركة مصدر وصل إلى 2.42 سنتاً لكل كيلوواط ساعة، وهو أمر سيساهم دون شك في تعزيز نشر الطاقة المتجددة على نطاق عالمي أوسع.
وذكر الزيودي إن الطاقة المتجددة تفرض اليوم نفسها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية، نتيجة لما تشهده من تطورات مهمة، سواءً على صعيد التقنيات، أو انخفاض التكاليف، أو اتساع أفاق الاستثمار، حيث وصل حجم الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة إلى 300 مليار دولار تقريباً في عام 2015، بزيادة قدرها 5 أضعاف عما كان عليه في عام 2004، كما شهدت الطاقة المتجددة أعلى معدل نمو في قدرتها الإنتاجية، متفوقةً في ذلك على معدلات نمو مصادر الطاقة التقليدية.
وأضاف: يدفعنا هذا النجاح إلى التأكيد على ضرورة مواصلة العمل، من خلال "آيرينا"، على تعزيز الشراكات القائمة، وإيجاد شراكات جديدة بين الأوساط الحكومية والخاصة والأكاديمية للمحافظة على الزخم الذي تحظى به الطاقة المتجددة، وتسهيل جهود التمويل، وتسريع وتيرة انتشارها، وتعزيز مساهمتها في بلوغ أهداف التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي.
وتابع أن النمو المستمر والمرتفع في قطاع الطاقة المتجددة يؤكد أهمية عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي أصبحت صوتاً عالمياً مسموعاً للطاقة المتجددة في المحافل الدولية، بفضل أنشطتها ومنتجاتها المعرفية ذات القيمة العالية.
وقدم الزيودي التهاني إلى معالي ماريو جيدو نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي في الجمهوريّة الإيطاليّة بمناسبة تسلّمه رئاسة أعمال الجمعية العامة لهذا العام.
وتضطلع الجمعية العمومية بعملية صنع القرار في الوكالة، وهي توفر منصة مهمة للمجتمع الدولي لتطوير أجندة عمل قطاع الطاقة المتجددة العالمي، واتخاذ خطوات ملموسة لتسريع وتيرة التحول المنشود في هذا القطاع، وتلافي انبعاث الكربون في مزيج الطاقة العالمي.
وذكر عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، خلال كلمته بالاجتماع السبت: نشهد اليوم تحولاً غير مسبوق في نظام الطاقة العالمي، فقد ساهم انخفاض التكاليف
وتسارع وتيرة الابتكار في حفز عجلة الاستثمار لتدخل بذلك حلول الطاقة المتجددة في صلب مزيج الطاقة اليوم، وبات الأمر يتعدى حدود الدراسة والبحث إلى كيفية تسريع هذا التغيير لتمكين العالم من الحصول على طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون في المستقبل.
وركزت الجمعية على التوجه الاستراتيجي الممنهج الذي تتبعه الوكالة لمساعدة الدول على تسريع وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة، وبالتالي تحقيق الأهداف المناخية، ودعم القطاع الاقتصادي، وتعزيز أمن الطاقة وفرص الوصول إليها.
وشهدت الجمعية عقد جلستي نقاش على مستوى الوزراء، تتناول موضوع الابتكار في قطاع الطاقة، وسبل حفز انتشار الطاقة المتجددة لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة،
ويضاف إلى ذلك نقاشات معمقة حول تسريع وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة في القطاع الخاص وتقليص البصمة الكربونية لقطاع الطاقة من خلال الابتكار.
وشهد الاجتماع أيضاً إطلاق تقرير إعادة النظر في فرص الطاقة المتجددة والذي استعرض التغييرات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة في العديد من البلدان.
وأضاف أمين أن سرعة وحجم التحول في قطاع الطاقة يستلزم تعزيز التعاون الدولي عبر اتخاذ إجراءاتٍ ومبادراتٍ ملموسة لمواجهة التغيرات والتحديات المقبلة، وهنا تبرز أهمية الجمعية العمومية كنقطة التقاءٍ لهذا التعاون. وفي هذا السياق، ستتناول على مدار اليومين القادمين مجموعة من القضايا المركزية لعملية التحول التي يشهدها قطاع الطاقة".
وتعتبر "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" بمثابة مركز عالمي للتعاون في مجال الطاقة المتجددة وتبادل المعلومات بين أعضائها الذين يبلغ عددهم 150 عضواً (149 دولةً إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، وتسعى أكثر من 27 دولة إضافية للانضمام إلى الوكالة، حيث تلعب دوراً فاعلاً في نشاطاتها.
وذكر مجدي راضي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الاقتصادية للصحفيين، إن اجتماع ايرينا هذا العام يكتسب أهمية خاصة في ظل زيادة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في ظل تقلبات أسعار النفط، لافتا إلى زيادة التعاون بين الإمارات ومصر خلال الفترة الحالية في مجال الطاقة المتجددة.
أرسل تعليقك