بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تتطلب التوربينات البحرية اللازمة للعملية مهارات هندسية مذهلة

بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة

بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة
لندن – صوت الإمارات

تتطلب إقامة التوربينات البحرية الضخمة لتوليد الطاقة من الرياح مهارات هندسية استثنائية، لكن الطاقة التي تنتجها تعد نظيفة ورخيصة أيضا. وتستثمر المملكة المتحدة البريطانية أموالا طائلة في توليد الكهرباء من الرياح، وقد غدت الآن رائدة في هذا المجال، بحسب تقرير نشرته الـ"بي بي سي". ويقول التقرير إنه لا يوجد شيء على مرمى البصر يبرز مدى ضخامة هذه الآلات الشامخة التي بدت السماء الزرقاء من خلفها ملبدة بالغيوم. ويروي صحافي الـ"بي بي سي" قائلا: "وعلى بعد أربعة أميال من شاطئ ليفربول، أخذ القارب الذي كنا على متنه يعلو ويهبط مع أمواج البحر العالية. كنا في زيارة للمرحلة الثانية من حقل (بيربو بانك) لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، لنرى أطول توربينات في العالم، والتي تمثل أعجوبة هندسية في حد ذاتها".

ويضيف، أنه عندما تصل إحدى أذرع التوربين - المكون من ثلاث أذرع طويلة - إلى أعلى نقطة له، يبلغ الارتفاع الكلي لهذا البناء العملاق نحو 195 مترا، أي نحو ضعف ارتفاع ساعة بيغ بن البريطانية. ويفوق قطر الأذرع الثلاث للتوربين قطر عجلة "لندن آي" (أو عين لندن) الشهيرة. وعندما تقطع هذه الأذرع الهواء، تسمع لها حفيفا هادئا. ورغم أن أول مزرعة بحرية للرياح أقيمت في الدنمارك، فإن بريطانيا تحتل الآن مركز الريادة في هذا المجال؛ إذ تمتلك المملكة المتحدة أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، وتسمى "لندن أراي"، وهي عبارة عن مساحة شاسعة تحوي 175 توربينا عند مصب نهر التايمز.

وتوفر التوربينات البحرية في بريطانيا ما يصل إلى 5.2 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يعادل تقريبا الطاقة الكهربائية التي توفرها مزارع الرياح البحرية في سائر البلدان الأوروبية مجتمعة، وتفوق الطاقة الإنتاجية لهذه التوربينات ثلثي الطاقة الإنتاجية لقارة أوروبا. أما خارج أوروبا، فلا يتعدى إجمالي إنتاج العالم من الكهرباء المولدة من مزارع الرياح البحرية القليل من الغيغاوات. ويقول العاملون في مجال مزارع الرياح إن الاستفادة من طاقة الرياح الساحلية لتوفير الكهرباء بأسعار أقل بكثير من أي وقت مضى يجب أن تكون محل اهتمام كبير.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، ذكر المنتدى الاقتصادي العالمي، أن كلفة إنتاج توربينات الرياح انخفضت بما يزيد على 30 في المائة في السنوات الثلاث الأخيرة، وانخفض متوسط سعر الكهرباء المولدة من حقول طاقة الرياح ليصل إلى 50 جنيها إسترلينيا لكل ميغاواط في الساعة على مستوى العالم، من دون دعم حكومي، وهو ما يعادل نصف كلفة استخدام الفحم تقريبا.

ورغم ما تتطلبه مزارع الرياح البحرية من تصميمات هندسية معقدة وبنى قوية، فإن الطاقة التي تنتجها لا تزال أقل ثمنا من الطاقة المولدة من المفاعلات النووية لكل ميغاواط في الساعة.
ولهذا؛ تستثمر ألمانيا والدنمارك وهولندا وغيرها من الدول في طاقة الرياح، وبدأت دول أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية تبدي اهتماما ملحوظا أيضا بطاقة الرياح. يجسد حقل "بربو بانك" مدى سرعة تطور الحقول البحرية لتوليد الكهرباء من الرياح. فبينما كانت مزرعة الرياح الأولى التي أقيمت منذ عشر سنوات فقط تضم 25 توربينا، يولد كل منها 3.6 ميغاواط من الكهرباء، بطاقة تكفي لتوفير الكهرباء لنحو 80 ألف منزل، فإن المرحلة الثانية من حقل "بربو بانك" تضم 32 توربينا، يولد كل منها ثمانية ميغاواط من الكهرباء، بطاقة إنتاجية تفوق بثلاثة أضعاف تقريبا طاقة مزرعة الرياح القديمة.

ويقول بينغ سايكز، نائب الرئيس ورئيس قسم إدارة الأصول في مؤسسة "دونغ" الدنماركية للطاقة، التي تولت بناء المرحلة الثانية من حقل "بربو بانك": "شهدت مزارع الرياح تطورا كبيرا. وأرى أن هذا يعكس مدى التطور التكنولوجي على مدار الأعوام العشرة الماضية". ويضيف أن الدورة الواحدة لهذه الأذرع العملاقة للتوربينات كفيلة بتوفير الطاقة لمنزل عادي في بريطانيا لمدة 29 ساعة. وقد يصل عدد دورات تلك الأذرع إلى نحو 30 دورة في الدقيقة، عند أعلى سرعة لها.

لكن هناك حدودا لقوة الرياح التي تستطيع الأجزاء الدوارة من التوربينات أن تحولها لكهرباء، فإذا دارت بسرعة تتجاوز الحدّ الأقصى، قد تلحق تلك الحركة أضرارا بالتوربين. لهذا؛ فإن تلك الأذرع مصممة لتثبت في مكانها في وضع الإقفال إذا اشتدت العواصف.
تحتاج هذه التوربينات إلى عمليات صيانة دورية بعد البناء. لكن نظرا لبعدها عن الشاطئ، فإن هذه الصيانة ليست بالأمر اليسير.  وفي ليفربول، تتابع صيانة هذه التوربينات، التي تقع في عرض البحر بحقل "بربو بانك"، فرق من الفنيين الذين يعملون بنظام الدوريات.

ويروي جاستن موناغان، المشرف على فرق الصيانة أنه: "لا تختلف عمليات صيانة هذه التروبينات عن صيانة السيارات، فعندما تتعطل، تذهب بنفسك لتتحرى سبب العطل". وإذا كانت المشكلة ناتجة من عطل الترس الكهربائي، أو الأنظمة الهيدروليكية، أو الأجزاء المتحركة، يقوم موناغان وفريقه بإصلاح هذه الأجزاء أو استبدالها. ويوجد بداخل كل توربين بعض الطعام والشراب المعلب؛ تحسبا للتغيرات الجوية التي قد تجبر العامل الفني على البقاء بداخلها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة بريطانيا تملك أكبر مزرعة رياح في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة



GMT 15:19 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اختفاء جزيرة يابانية قرب الحدود الروسية

GMT 14:16 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ولادة "زونكي" نادر جدا في إنجلترا بعد أعوام من المحاولات

GMT 13:59 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون يطورون سفينة تهدف إلى تنظيف المحيطات من النفايات

GMT 19:40 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التوصُّل إلى نظام غذائي خيالي يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates