واشنطن ـ رولا عيسى
كشف تقرير جديد أصدره، يوم الاثنين، الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أنَّ عدد مواقع التراث العالمي الطبيعية التي تضررت بفعل الاحترار العالمي والمعرضة لأخطار أكثر قد تضاعفت تقريبًا إلى 62 موقعًا في السنوات الثلاث الماضية. ويُدمر تغير المناخ الكثير من أعظم عجائب العالم الطبيعية، بداية من متنزه إيفرغلاديس الوطني في الولايات المتحدة إلى الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.
وكان من بين الأماكن المعرضة لمخاطر بفعل التغير المناخي المناطق الخلابة بداية من جزر غالاباغوس إلى وسط الأمازون ومواقع أقل شهرة ولكنها حيوية وفريدة من نوعها على حد سواء، مثل الكهوف الكارستية في المجر وسلوفاكيا ومحمية الفرشات الملكية في المكسيك.
كما تتأثر الشعاب المرجانية على نحو خاص بارتفاع درجات حرارة المحيطات، بداية من سيشيل إلى بليز، حيث يوجد أكبر موقع للشعاب المرجانية في نصف الكرة الشمالي. وقد تسببت ارتفاع درجات الحرار العالمية أيضًا إلى انحسار الأنهار الجليدية الجبلية بسرعة، بداية من كليمنغارو في تنزانيا إلى جبال روكي في كندا وجبال الألب السويسرية، والتي تعد أكبر سلسلة جليدية في جبال الألب.
ومن بين النظم البيئية الأخرى التي تضررت، هي الأراضي الرطبة، مثل إيفرغلاديس، حيث يرتفع مستوى سطح البحر مع ارتفاع درجة حرارة المحيط والمياه المالحة. وفى غابة سانداربانس منغروف على دلتا نهر الغانج وبراهمابوترا وميغنا في خليج البنغال، وقد تم بالفعل غمر جزيرتين فيما تقع أثني عشر جزيرة أخرى لنفس المخاطر.
ويُؤثر ارتفاع أعداد حرائق الغابات في تضرر حدائق "فينبوس" في منطقة كيب في جنوب أفريقيا. وفى أمكان أخرى، يتسبب الاحترار في ذوبان الجليد فى موقع تشينغهاى هوه شيل الذي يعتبر من مواقع التراث والذى يبلغ ارتفاعه 4500 متر في هضبة تشينغهاى التبتية. وتتعرض أستراليا بصفة خاصة حيث لديها 10 مواقع للتراث الطبيعي لأخطار الضرر الناجم عن تغير المناخ حيث يصنف باعتباره خطر مرتفع أو مرتفع جدا.
وقد صدر التقرير الجديد للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة فى قمة المناخ التى عقدتها الأمم المتحدة فى بون بألمانيا حيث تعمل دول العالم لوضع اتفاقية باريس المهمة لعام 2015 موضع التنفيذ. وقال انجر اندرسن مدير عام الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "إن حماية مواقع التراث العالمي مسؤولية دولية لنفس الحكومات التي وقعت على اتفاقية باريس. وهذا التقرير يرسل لهم رسالة واضحة بأن التغير المناخي يعمل بسرعة. وهذا يؤكد الحاجة إلى التزامات وإجراءات وطنية طموحة لتنفيذ اتفاق باريس".
ويعتبر تغير المناخ واحدًا من مجموعة من العوامل التي تسببت في تضرر ثلث مواقع التراث الطبيعي في العالم البالغ عددها 241 موقعا، وتعتبر "الأنواع الغريبة الغازية" سواء من النباتات أو الحيوانات هي التهديد الأكبر أمام هذه الأماكن الطبيعية. وبعد ذلك يأتي الاحترار العالمي، تليه السياحة غير المستدامة، تليها مشاكل أخرى مثل الصيد غير المشروع والبناء.
ويتضمن التقرير بعض قصص النجاح التي تبين أن تدمير المواقع الأكثر أهمية في الطبيعة يمكن معالجته. ففي حديقة كوموي الوطنية في ساحل العاج، على سبيل المثال، تعافى سكان الحديثة من الفيلة وقردة الشمبانزي بفضل إدارة أفضل ودعم دولي بعد انتهاء الصراعات.
أرسل تعليقك