الظفرة ـ صوت الإمارات
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس عن إنجاز جديد في المشروع النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة في موقع براكة بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، يتمثل في اجتياز المحطة النووية الثانية اختبار التوازن المائي البارد بكفاءة ونجاح، ما يعد خطوة مهمة ضمن الاستعدادات للعمليات التشغيلية.
وأوضحت المؤسسة والتي نظمت جولة إعلامية لممثلي وسائل الإعلام لموقع براكة أن هذا الانجاز تحقق بعد حوالي عام كامل على اجتياز المحطة النووية الأولى لذات الاختبار، ما يعكس التزام المؤسسة بتطبيق أعلى المعايير العالمية في السلامة والجودة خلال إنشاء المحطات الأربع للطاقة النووية السلمية، إذ تتمثل مهمة الاختبار في التحقق من أن كافة عناصر نظام التبريد وأنظمة الضغط العالي في المفاعل تلبي معايير السلامة والجودة التي وضعتها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ويُعد الاختبار خطوة هامة نحو تحضير المحطة النووية الثانية للمرحلة التشغيلية، حيث سبقه عملية تنظيف كاملة لأنابيب أنظمة توريد البخار النووي.
وبهذه المناسبة قال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إن "اجتياز المحطة النووية الثانية لاختبار التوازن المائي البارد يعد إنجازاً جديداً ضمن مشروع براكة للطاقة النووية السلمية، كونه جاء نتيجة للتعاون الوثيق بين كافة الجهات العاملة على تطوير المشروع الذي يعتبر أكبر موقع إنشاء محطات طاقة نووية في العالم، من خلال الاستفادة من المعارف المكتسبة من الاختبارات والأعمال الإنشائية التي أجريت في المحطات السابقة، لضمان الالتزام بتطبيق أعلى معايير الكفاءة والجودة والسلامة".
وأوضح الحمادي أنه "مع إنهاء اختبار التوازن المائي البارد في المحطة الثانية بنجاح، تقترب المؤسسة من تحقيق أهدافها في تعزيز أمن الطاقة في الدولة وتوفير الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية المستدامة التي تكاد تنعدم فيها الانبعاثات الكربونية"، متوجهاً بالشكر إلى فريق الخبراء الإماراتيين والدوليين لجهودهم المبذولة من أجل تحقيق هذا الانجاز، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن تعاون المؤسسة الوثيق مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، المقاول الرئيسي للمشروع وشريكها في الائتلاف المشترك، أسهم في مواصلة تحقيق المزيد من الانجازات خلال مراحل تطوير مشروع محطات براكة.
وختم الحمادي بالقول "البرنامج النووي السلمي الإماراتي هو استثمار في مستقبل الطاقة بالدولة، ويعد محرّكاً للنمو الاقتصادي بما يتماشى مع خطة أبو ظبي 2030"، مضيفا أن "قطاع الطاقة النووية يضمن ازدهار مستقبل الدولة من خلال توفير طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة وفرص عمل مجزية في الصناعات الموازية الأخرى".
ويذكر أن عملية تنظيف أنظمة البخار النووي جرت باستخدام مياه منزوعة المعادن قبل بدء الأعمال الخاصة لربط حاوية المفاعل بمضخات التبريد. وفور الانتهاء من عملية الربط، بدأت المؤسسة باتخاذ الخطوات اللازمة لبدء اختبار التوازن المائي البارد، الذي تستخدم فيه المياه المعالجة لملء الدائرة الرئيسية، ومن ثم تعمل مضخات التبريد بالمفاعل على ضخ هذه المياه لضمان الحفاظ على درجة حرارة آمنة ومناسبة أثناء العمليات التشغيلية.
ويشار إلى أن عملية فحص دقيق للتحقق من كفاءة جميع العناصر وأنظمة الأنابيب وفق تصميمها الأساسي، جرت من قبل فريق مختص ضم خبراء من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو"، والشركة الكورية للطاقة المائية والنووية "كي اتش ان بي"، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إلى جانب فريق مهندسين من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة ضم مدققي السلامة والجودة. وجرى الإعلان عن اجتياز المحطة الثانية للاختبار بعد مراجعة كافة البيانات التي تم جمعها بعد عملية الفحص والتدقيق من قبل المدققين.
أرسل تعليقك