شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي في الشيخ زويد المصرية زرعها الإنجليز أثناء الاحتلال
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

باتت أيقونة للمدينة التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط

شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي في "الشيخ زويد" المصرية زرعها الإنجليز أثناء الاحتلال

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي في "الشيخ زويد" المصرية زرعها الإنجليز أثناء الاحتلال

شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي
القاهرة ـ سعيد فرماوي

مع مرور السنين تصبح المباني والأشجار المعمرة جزءاً من الذكريات التي يُحتفى بها ويصعب سقوطها بالتقادم، وفي مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، تستحوذ شجرة «كينيا» عتيقة، زرعها الإنجليز في أثناء احتلالهم لمصر في بدايات القرن الماضي، على درجة كبيرة من اهتمام سكان مدينة الشيخ زويد حالياً، وباتت أيقونة ومعلماً رئيسياً من معالم المدينة التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط في محافظة شمال سيناء (شمال شرقي القاهرة).

مروان أبو فردة، محامٍ من سكان مدينة الشيخ زويد، يروي لـ«الشرق الأوسط» تاريخ الشجرة قائلاً: إنّ «شجرة الكينيا الحالية كانت ضمن مجموعة أشجار غرسها الإنجليز في أثناء احتلالهم لمصر بجوار خط السكك الحديدية الممتد من قناة السويس حتى الشام مروراً بساحل شمال سيناء». مضيفاً أنّ «هذه الشجرة كانت واحدة من الأشجار العملاقة التي كان يتم رصدها من مسافات بعيدة، ومع مرور الوقت تراجعت أعداد تلك الأشجار، ورغبة الأهالي في قطع أغصانها بغرض التدفئة والطهي، حتى بقيت منها جميعاً شجرة وحيدة باتت أيقونة للمدينة تذكّرهم بالعهود السابقة، وسط شارع السوق المارّ في قلب مدينة الشيخ زويد».
وتعاني مدينة الشيخ زويد من وقوع أعمال إرهابية ترتكبها تنظيمات متطرفة منذ عام 2011 حتى الآن، ما اضطر عدداً كبيراً من الأهالي إلى ترك منازلهم والسكن في مدن أخرى.

ويشير مصطفى القيم، أحد سكان مدينة الشيخ زويد، إلى أنّه «عندما كان العمل يجري من قِبل مجلس مدينة الشيخ زويد لإعادة رصف شارع السوق الذي تقع شجرة الكينيا في نهايته من جهة الغرب، حاولت السلطات المحلية إزالتها، إلا أن الأهالي تصدوا لتلك المحاولة أو الاقتراب منها وأصروا على أن تبقى ويكون حولها ميدان، وبقيت الشجرة في مكانها وظلت صامدة مع أهالي مدينة الشيخ زويد وشاهدة على الأحداث كافة التي مرت وتوالت عليها، وعلامة التقاء للوافدين والمسافرين من وإلى الشيخ زويد.

ويلحظ زائر مدينة الشيخ زويد أنّ هذه الشجرة الاستثنائية باتت مهمة في حياة سكان المدينة بعدما اتخذ سائقو سيارات الأجرة من موقعها مكاناً ثابتاً لتجمعهم، كما طُليت جذوعها بألوان علم مصر الثلاثة، ويرى الأهالي أنّ شجرة الكينيا أصبحت رمزاً لمدينتهم، بفضل عمرها الطويل.
محمد الحمايدة، رجل سبعيني، من سكان حي الحمايدة وسط مدينة الشيخ زويد، يقول : «وُلدت ونشأت في الشيخ زويد وأتذكر عندما كنت طفلاً كان والدي وأقاربي يجلسون في فترة الصباح وما بعد العصر تحت ظل شجرة الكينيا التي يقدر عمرها بنحو 100 عام». مشيراً إلى «أنّ هذه الشجرة عاصرت فترة الاحتلال الإنجليزي وفترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء».

وفي بدايات ومنتصف القرن الماضي كان يتجمع سكان المدينة بجوار هذه الشجرة لتناقل الأخبار في ظل عدم وجود الهواتف الأرضية والمحمولة، نظراً إلى موقعها المتميز في منتصف الطريق ما بين رفح والعريش. وفق الحمايدة.

من جهته يقول إيهاب بكير سكرتير مجلس مدينة العريش، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «مجلس مدينة الشيخ زويد يعدّ هذه الشجرة أحد أهم معالم المدينة، حيث استجيب لرغبة الأهالي في الإبقاء عليها بعد محاولة إزالتها لتوسعة الشارع ورصفه».
فيما يؤكد المهندس الزراعي قاسم عاشور، أنّ شجرة الكينيا المعروفة بنبتة الكافور تعد من الأشجار الحرجية المعمّرة، وهي من الأشجار التي تنتشر زراعتها في المناطق المعتدلة، وهي دائمة الخضرة وقد يصل طولها إلى 60 متراً.

ويشير عاشور إلى أنّ لأوراقها فوائد طبية كثيرة، توازي أهميتها المكانية والتاريخية لدى السكان، إذ تستخدم أوراقها لعلاج الحروق وجروح اللثة، كما أنّها تحتوي على مجموعة من المواد الفعّالة التي تفيد في علاج العديد من الأمراض.

قد يهمك أيضًا :

التلوث يطل أجمل شواطئ شمال شرقي البرازيل وتحيط به أشجار جوز الهند

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي في الشيخ زويد المصرية زرعها الإنجليز أثناء الاحتلال شجرة عجوز تتحول لمعلم رئيسي في الشيخ زويد المصرية زرعها الإنجليز أثناء الاحتلال



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates