نباتات الصحراء ترسم لوحة خضراء ساحرة بريشتها وسط الرمال الصفراء
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعضها ينبت الفاكهة وأخرى تعالج الأمراض المستعصية

نباتات الصحراء ترسم لوحة خضراء ساحرة بريشتها وسط الرمال الصفراء

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نباتات الصحراء ترسم لوحة خضراء ساحرة بريشتها وسط الرمال الصفراء

الأشجار التي تنمو في قلب الصحراء
القاهرة ـ محمد رمضان

تبدو الأشجار التي تنمو في قلب الصحراء وكأنها لوحة خضراء رسمتها الطبيعة بريشتها وسط رمال صفراء، وإذا كانت الإبل توصف بسفن الصحراء، فتلك الأشجار بمثابة موانئ ترسو بها تلك السفن هرباً من حرارة الشمس ونيل قسط من الراحة .

ولا تقتصر قيمة تلك الأشجار على ما سبق، فغالبا ما يكون لها فوائد جمة لمداواة بعض المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو مستعصية، اكتشفها القدماء وتوارثوا استخدامها، قبل أن تستخدم حالياً في الطب البديل القائم على الأعشاب والذين تمتلئ بها محال العطارة في أغلب الدول العربية . ورغم جفاف المناخ فإنه يوجد في مصر 2075 نوعاً من النباتات التي تندرج تحت 758 جنساً، وأكثر هذه النباتات متأقلمة بطريقة فريدة مع الظروف المناخية، بينما البعض الآخر ينمو في المناطق الأوفر حظاً مثل وادي النيل .

ومن أشهر أشجار الصحراء "العشار الشيطاني" وتنتشر في الجزء الجنوبي القاحل من صحراء مصر الغربية، ويعتبر العشار من النباتات الطبية التي تحمل داء ودواء في الوقت نفسه، وتنمو في الصحراء القاحلة وخصوصاً بجوار فصيلتها من الشجيرات البرية الأخرى كأشجار الدوم وبلح اللجليج والعاقول، وغيرها من الأشجار التي تنمو في المناطق الجافة ومناطق الرعي القديمة .

وتلعب الرياح والأمطار دورا مهما في انتشار شجيرات العشار ونموها، لذلك يطلق عليها السكان المحليون "العشار شيطاني" وذلك لتواجدها وسط الصحراء من دون أن يتدخل إنسان في زراعتها .

و"العشار" عبارة عن شجرة متوسطة الارتفاع تنمو ما بين مترين إلى 6 أمتار، أوراقها عريضة خضراء اللون ولها ثمرة كبيرة الحجم خضراء تشبه إلى حد كبير ثمرة "المانجو" وتتكون من الألياف والبذور كما أنها تحتوي على عصارة بيضاء اللون سامة للغاية .

وتعتبر الواحات البيئة الملائمة لذلك النبات الذي لم يعرف قيمته سوى الإنسان القديم واستخدمه في المجالات المختلفة كافة، كانت أغلبها في الطب والحرب، حيث لها أثر سريع في قتل الحيوانات والدواب التي تأكلها لما تحتويها من مادة سامة .

وهناك أيضا أشجار الطلح وهي من الأنواع واسعة الانتشار في صحراء مصر، ويمكن التعرف إليها من خلال براعمها الملتفة وأزهارها البيضاء الغضة البيضاوية الرؤوس، وهي مصدر لطعام البدو، فهم يهزونها حتى تتساقط أوراقها وبراعمها، وقد قلّت كثافتها عن السابق نظرا لكثرة قطعها للاستخدام كحطب لإشعال النار . 

أما شجرة "السنط" فهي معمرة وتنمو بجوار العيون والآبار بالواحات في الوادي الجديد، وتتميز بقوة خشبها وصلابته وتشعب جذورها وقوتها، اعتبرها المصري القديم "شجرة الحياة"، فمنها يصنع أبناء الواحات "المقاسم" التي تروي الأراضي الزراعية، وهي تصنع بمقاسات وأحجام تسمح بنقل مياه الري، كما أن شجرة السنط، الموجودة منذ آلاف السنين، مفيدة للفلاح حيث يستخرج منها "القرض" المستخدم في دباغة الجلود، كما تستخدم في نزع شعر الجلود التي يصنع منها الفلاح القربة المستخدمة في خض اللبن ونقل المياه، خاصة للبدو المسافرين عبر الصحراء .

ومن أشهر أشجار الصحراء كذلك "الدوم"، وهي نخلة متعددة الأجزع على شكل مروحة يمكن أن تصل في الطول إلى20 متراً، زهرتها صفراء صغيرة، أما ثمرتها فهي بنية لامعة يصل طولها من 7 إلى 8 سم، صالحة للأكل، تستخدم في علاج الروماتيزم وارتفاع ضغط الدم وأيضاً كمضاد للحمى، وقد عثر على هذه الثمرة في مقابر الفراعنة .

وهي من الأشجار المعمرة بطيئة النمو ويصل ارتفاعها في بعض الأحيان حوالي 30 مترا ولها أوراق مروحية الشكل ملأة بالأشواك وثمار في حجم البرتقال، ولكنها صلبة وذات لون محمر إلى بني، وللثمرة بذرة كبيرة صلبة بنية اللون ملساء ويغلفها نسيج فلليني حلوة المذاق وتؤكل وله استخدامات عديدة سواء في المجالات الطبية أو الاقتصادية والفنية .

وإلى جانب نموها في صحراء مصر الغربية توجد أشجار الدوم على شاطئ النيل في بلاد النوبة، كما توجد في دندرة أمام قنا وأسوان وفي السودان وهي جميعها مناطق تمتاز بالمناخ الحار الجاف .

وللشجرة فوائد طبية، حيث تستخدم العصارة اللبنية الناتجة من هذه الشجرة لعلاج النواصير والبواسير وكذلك التقرحات التي تصيب الفم، وتستخدم لوقف نزيف الدم وعلاج بعض الأمراض الجلدية، وتسكين آلام القدم والأرجل .

ومن بين أشجار الصحراء التي تنتج ثمارا صالحة للأكل أيضاً الهِجليج وهي تنمو في شكل شجيرة، ولها أوراق منتظمة على مستويات مختلفة حول المحور، وهي مكونة من ورقتين وأشواك سميكة حادة، وتتكون أزهارها الصغيرة المائلة إلى الخضرة من خمس بتلات، وتكون ثمرتها في حجم ثمرة البرقوق وهي صالحة للأكل، وهي أحادية النواة، ويستخرج من لب الثمرة زيت يمكن استخدامه بشكل استهلاكي أو لأغراض طبية كملين أو لمعالجة الأمراض الجلدية ومرض السكر .

وهناك أيضا شجرة الأثل والتي تنمو هذه الأشجار والشجيرات دائماً في الأرض المالحة أو في حالات الجفاف الشديد، ويمكنها أن تعيش في أماكن قليلة الرطوبة، وتتكون من أغصان أسطوانية لها أوراق دقيقة حرشوفية الشكل، أما أزهارها فلونها أبيض أو وردي فاتح في عناقيد طويلة، وغالباً ما تزرع حول المزارع كواق من الرياح .

أما شجرة "الأراك"، فتنمو في الكثبان الرملية كثيفة، وقد يصل ارتفاعها إلى ارتفاع شخص، تنمو أزهارها البيضاء في شكل عنقودي، ثمارها الصغيرة زهرية اللون صالحة للأكل، مذاقها يشبه الفجل الحار إلى حد كبير، ويستخدم هذا النبات في علاج حصوات الكلى، بينما تستخدم أعواده في صناعة فرش الأسنان .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نباتات الصحراء ترسم لوحة خضراء ساحرة بريشتها وسط الرمال الصفراء نباتات الصحراء ترسم لوحة خضراء ساحرة بريشتها وسط الرمال الصفراء



GMT 16:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

4 كسوفات وخسوفات تشهدها دول عربية في 2024

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates