دبي - جمال أبو سمرا
منذ اكتشاف رقعة النفايات الضخمة عام 1997 أصبحت المشكلة تؤرق الجميع هناك 25 .5 مليارات قطعة من الحطام البلاستيكي في المحيط، ونحو 80% من نفايات الرقعة العائمة في المحيط الهادئ، معظمها أكياس وقوارير بلاستيكية أصبح إدمان البشر على استخدام المواد البلاستيكية بأشكالها وأنواعها كافة، مع التحفظ والاستغناء عن إعادة تدويرها في عديد من دول العالم للاستفادة منها، يشكل تهديدا ليس فقط لآثارها السلبية على النظام الحيوي للحياة البحرية، بل حتى على جيولوجيا وتكوين كوكب الأرض، فالعالم ينتج حالياً ما يقارب 300 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وثلث هذا الرقم يتم رميه بعد استخدامه، ومنه ما يتم طمره في مكبات النفايات، كذلك فإن كميات كبيرة من هذا الإنتاج العالمي يتم التخلص منه في البحار والمحيطات .
ومع مرور الوقت وربما بعد ألف عام مع إنتاج هذه الكميات الكبيرة من البلاستيك فإنه بالإمكان لف الأرض بغلاف منه كما يقول عالم البيولوجيا الحيوية جان زالاسيويكز من جامعة "ليستر" البريطانية .
ويؤكد العلماء أن لمادة البلاستيك مضارا جمة سواء على حياة البشر أم الكائنات الحية، والسؤال الذي قد يراودنا هو ماذا سيحصل بهذه النفايات التي تنتشر في اليابسة سواء بطمرها في المكبات أو تلك التي ترمى في المحيطات؟ يرى علماء الجيولوجيا الحيوية أنه مع مرور الوقت فإن هذه النفايات البلاستيكية التي تدفن في المكبات ستشكل طبقة ربما يتم اكتشافها في أجيال بشرية قادمة، لكن وبحسب العلماء فإن النفايات البلاستيكية البحرية لها منحنى مختلف في كيفية تصريفها وما الذي يمكن أن يحصل لها، فمنها ما يتم التخلص منه بفعل الأمواج والتيارات المائية لتستلقي في الشواطئ ويتم جمعها فيما بعد ومنها ما تأكله الأسماك والمخلوقات البحرية، إلا أن الأجزاء الكبيرة منها تبقى متجمعة في المحيطات على شكل رقع كبيرة . ويبدو أننا لا نعرف بالتحديد كميات البلاستيك الموجودة في المحيطات والبحار على الرغم من ظهور دراسات وأبحاث عدة مؤخراً حول هذا الموضوع، كما أننا لا نعرف درجة التلوث التي يسببها، إضافة إلى أننا لا نعلم أثر هذا التلوث بشكل أكيد في المخلوقات البحرية، خاصة تلك التي تعتبرها طعاماً وتأكلها على الرغم من أن عددا كبيرا من الدراسات تؤكد أن البلاستيك يعتبر مادة سامة تؤثر بشكل سلبي في المخلوقات وتلوث المياه، كل هذا لانزال لا نعرف هل سيتوقف الإنسان عن استخدام البلاستيك في المستقبل أو أن هذه المادة ستترك أثرا سلبيا كبيرا في الأرض والأجيال القادمة .
منذ العام 1997 أصبحت مشكلة النفايات البلاستيكية تؤرق العالم خاصة بعد اكتشاف عالم المحيطات والصياد ريتشارد مور ما تسمى رقعة النفايات الضخمة أو "رقعة قمامة الباسيفيكي العظمى" في المحيط الهادئ في العام نفسه مصادفة خلال رحلة من جزر الهاواي إلى كاليفورنيا .
وتوصف هذه الرقعة بأنها مجرّة نفايات تتكون من جزر النفايات الصغيرة التي قد تكون محتجبة تحت المياه أو منتشرة على مدى كيلومترات، وهذا يجعل دراستها صعبة إلى حد بعيد، فلا نزال لا نعرف كم هو حجمها بالضبط، وقد تفاوتت تقديرات مساحتها من مليون إلى 15 مليون كيلومتر مربع، ما يصل إلى 8% من مساحة المحيط الهادئ، ويقدر أنها تحوي أكثر من 100 مليون طن من النفايات .
تكمن خطورة وجود البلاستيك في المحيطات في كونه لا يتحلل بيولوجيا، أي أن الجراثيم التي تفكك مواد أخرى لا تتخذ البلاستيك غذاء لها، فتتركه يطفو في المياه إلى الأبد . وأشعة الشمس في النهاية "تحلل ضوئياً " أربطة البوليمرات البلاستيكية، لتتحول إلى قطع أصغر فأصغر، ما يجعل الأمور تتفاقم . فالبلاستيك مع ذلك لا يزول، وإنما يصبح مجهريا، وقد تأكله كائنات بحرية بالغة الصغر فيدخل السلسلة الغذائية .
أرسل تعليقك