الحبل المغناطيسي يحل شفرة التوهجات الشمسية
آخر تحديث 15:51:24 بتوقيت أبوظبي
الخميس 14 آب / أغسطس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

يعتبر الخطوة الأولى لتوقع حدوثها

الحبل المغناطيسي يحل شفرة التوهجات الشمسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحبل المغناطيسي يحل شفرة التوهجات الشمسية

التوهجات الشمسية العملاقة
أبوظبي - صوت الإمارات

التوهجات الشمسية العملاقة التي حدثت مؤخرا وشوهدت مباشرة كانت بالنسبة للباحثين بمثابة المفتاح الرئيس الحاسم لفهم آليتها وتوقع آثارها المغناطيسية على الأرض التي عادة ما تسبب ضرراً يكون بالغاً في بعض الأحيان ففي العام 1989 تسبب عطل كهربائي في إغراق منطقة الكيبك في كندا في ظلام دامس لتسع ساعات، وفي سبتمبر 2003 اضطرت شركات الطيران لتغيير مسار رحلاتها بين أميركا وآسيا بسبب العواصف المغناطيسية وفي كل سنة تثير هذه التوهجات عشرات الأعطال الإلكترونية في الأقمار الصناعية .

قبل حدوث التوهج ينتشر على سطح الشمس التفاف يشبه الجديلة لخطوط المجال المغناطيسي ويكون في البداية غير واضح المعالم ثم لا يلبث أن يرتفع تدريجياً ليصل إلى علو مذهل يبلغ 100 ألف كم، أي ما يعادل 10 كرات أرضية مصطفة بجانب بعضها البعض . وفجأة تنكسر هذه الجديلة الملتوية وفي ومضة عين، تنطلق منها فقاعة بلازما عملاقة تنتشر في الفضاء الشاسع .

هكذا وبكل بساطة وقوة مخيفة هي الشمس عندما تفرغ شيئاً من الطاقة، لتقذفنا بمليارات الأطنان من المادة، وهكذا أيضا وللمرة الأولى، استطاع فريق من علماء الفلك متابعة هذه الظاهرة بالتفصيل ساعة بساعة ومواجهة النماذج التي يعملون عليها في نهاية المطاف منذ عشرين عاماً لمعرفة حقيقة هذا التوهج المذهل للشمس والثوران الوحشي المخيف .

ولا بد من القول إن ولادة هذه التوهجات الشمسية هي واحدة من أصعب المشاكل التي تواجهها الفيزياء الفلكية . يقول الباحث جوييوم أولونييه المتخصص في هذا الموضوع في مرصد باريس إن مفتاح هذه التوهجات هو المجال المغناطيسي الذي يسود فوق سطح الشمس في جو ترتفع فيه درجة الحرارة لتصل إلى مليون درجة فهو وحده الذي يخفي هذا الكم الكبير من الطاقة .
لكن الصعوبة في هذا المجال هي إيجاد طريقة مثلى نموذجية لحسابه فمثلاً نجد أن الأمور تكون سهلة في حالة الأرصاد الجوية حيث تتراوح التغيرات في الضغط الجوي بين 1-2 % أما في حالة التوهجات الشمسية فيتغير الضغط المغناطيسي بنسبة 300 % وبالتالي نجد صعوبة بالغة في ترويض المعادلات الحسابية .
ومنذ 40 عاماً يعمل الباحثون على حل معادلات هذه التوهجات ولا نجد اليوم سوى عدد محدود من العلماء لا يتجاوزون العشرة في العالم قادرون على التعامل معها وتمكنوا رغم كل الصعوبات من التوصل في خضم هذا الخليط المكون من الحلقات المغناطيسية وخيوط البلازما إلى آليتين فيزيائيتين متنافستين .
الآلية الأولى تستند على الولادة المفاجئة للفائف من خطوط المجال المغناطيسي فوق سطح الشمس، والتي تتحطم في النهاية على هيئة فورة ثورانية هائلة من البلازما تنقذف في الفضاء وتسمى بالحبل المغناطيسي .
أما الآلية الثانية فتتركز على التشويه البطيء لخطوط المجال المغناطيسي الموجودة باستمرار في الغلاف الجوي للشمس والتي تكون على هيئة تدفقات مغناطيسية متعارضة يتم تشذيبها باستمرار ما يؤدي بها أخيراً إلى الظهور على شكل خطوط متقوسة أو (مقنطرات) إلى أن تطلق البلازما .
ولكن ما الآلية الصحيحة أو الدقيقة؟ الحبل أم المقنطرة؟ الحقيقة أن الخيار هنا يبدو صعباً فبعد نصف ساعة من ولادتها يمكن لفقاعات البلازما العملاقة أن تحدث على الأرض مشاكل كبيرة لا تحمد عقباها ولذا من غير المفيد القول إن شركات الطيران والقوات المسلحة وشركات تصنيع الأقمار الاصطناعية يمكنها أن تصبر على تلك المشاكل ريثما يتم العثور على حلول . ومن هنا يرى الباحثون أنه للتنبؤ بهذه التوهجات لا بد من فهم الآلية الفيزيائية التي تتحكم بها وهنا بيت القصيد لأن النموذجين السابقين لا يقدمان نفس المعادلات الحسابية ولا يستخدمان الفيزياء نفسها وبالتالي كان لا بد من البت بالأمر من خلال المعطيات التجريبية .
والواقع أن البت في الأمر جاء على يد طهار عماري المتخصص في الفيزياء الفلكية في مدرسة الفنون التطبيقية (بوليتكنيك) وفريقه العلمي، فقد عثروا على ما يمكن اعتباره بمثابة الحالة المثالية لحل المعضلة . فقبل بضعة أشهر اكتشفوا أنه في ليلة 12-13 ديسمبر 2006 وقع توهج شمسي رصد من خلال ثلاثة تلسكوبات: الياباني هينود، المرصد الأوروبي (سوهو) SOHO ومرصد ميدون في باريس .
ويبدو أن البيانات بلغت من الدقة ما مكن الباحثين من التحقق منها في العام 2011 كما أنها سمحت لهم اليوم تفصيل الظاهرة من البداية إلى النهاية، وبالتالي دمج المعطيات في النماذج لمقارنة شريط المحاكاة مع ذلك الذي سجله الرصد . وقبل أربعة أيام من حدوث ذلك التوهج، لم ير الباحثون شيئاً غير عادي على شاشة الأفلام الملتقطة إلا عدداً قليلاً من الاضطرابات المغناطيسية الفجائية .
ولكن في اليوم الثالث لاحظوا ازدياداً في طاقة المجال المغناطيسي ثم شاهدوا حبلاً مغناطيسياً يظهر ويزداد حجمه . هذا الحبل بلغ حداً من الطاقة أدى إلى أن تفككه لمجرد حدوث اضطراب صغير فيه تلاه وقوع توهج شمسي كبير بعد أربع ساعات .
ويقول جون جاك ألي المتخصص في الفيزياء الفلكية في لجنة الطاقة الذرية والذي شارك في الدراسة: "في هذه المرحلة شاهدنا الحبل بالفعل وبالتالي فإن نموذج الحبل المغناطيسي هو الفائز في الاختبار بل كان أشد وضوحاً مما بدا عليه في نماذج المحاكاة الرقمية" .
يقول طهار عماري: لقد كان حبلاً مغناطيسياً متقناً وهو الذي كنت أدافع عنه في نظريتي ولذا بات الانجاز الذي حققناه في مجال توقع الثورات الشمسية مهماً لأننا اقتربنا جداً من الهدف وهو أن رؤية هذا الحبل ستكون المؤشر الذي لا شك فيه لتوهج شمسي قادم خلال فترة قصيرة من ظهوره .
ويشير عماري إلى أن هذا الإنجاز العلمي الفذ يجب أن يطبق على ثورات شمسية أخرى لأنه لا شيء يؤكد لنا أن كلها تتحرك بنفس الآلية فصحيح أننا أمام تأكيد قوي لواحد من النموذجين المطروحين، لكن هذا النموذج لا يدحض الآخر، لأنه من الممكن في ظروف أخرى، أن تكون الغلبة لنموذج المقنطرات .
عماري يجمع حالياً البيانات لإجراء اختبارات أخرى فالخطوة التالية بالنسبة إليه تتمثل في إنتاج إحصاءات تتعلق بعدد كبير من الانفجارات أو التوهجات فالشمس حسب رأيه أفصحت عن واحدة من غضباتها ولكن لم يزل هناك الكثير المخفي داخل لغز هذا النجم .

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحبل المغناطيسي يحل شفرة التوهجات الشمسية الحبل المغناطيسي يحل شفرة التوهجات الشمسية



نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي ـ صوت الإمارات
أبهرت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم جمهورها مجدداً بإطلالة فاخرة تفيض أناقة ولمعاناً، حيث اختارت فستاناً فضياً من تصميم المصمم العالمي إيلي صعب، لتخطف الأضواء بإطلالة تمزج بين الفخامة والرقي والبساطة في آن واحد. الفستان تميّز بقصته الأنثوية الناعمة، إذ حدد منطقة الخصر قبل أن ينسدل باتساع انسيابي نحو الأسفل، كما زُيّن بياقة هالتر وأكتاف مكشوفة، مما أضفى لمسة من الأنوثة الراقية على إطلالتها. القماش الفضي المطرز بأشكال هندسية منتظمة والمزين بالترتر أضفى على الفستان لمعة متجانسة مع إضاءة المسرح، في حين جاءت الطبقة العلوية بتصميم دقيق شمل غرزاً مفرغة تزيد من فخامة المظهر. واكتملت أناقة نانسي باختيار مجوهرات مرصعة تناغمت ألوانها مع بريق الفستان، بينما انسدل شعرها بخصلات ويفي طبيعية في تسريحة نصف مرفوعة، عكست أسلوبها الجمالي...المزيد

GMT 20:53 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 06:09 2013 الأحد ,21 تموز / يوليو

حيوانات سويسرا تنعم بالمثلجات خلال الصيف

GMT 08:45 2013 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

قائد الجيش الثاني ضيف "خطوط عريضة" على "mbc مصر"

GMT 23:36 2013 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الصين تشيد محطة بحثية رابعة في القطب الجنوبي

GMT 09:41 2014 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس سيشل السابق يطلق كتاب " رحلة سيشل " في أبوظبي

GMT 19:30 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء المخالفات المرورية البسيطة أيام "العلم" و"الشهيد"

GMT 16:28 2015 الإثنين ,05 كانون الثاني / يناير

المصمّمة أسماء عبدالله تخفي عيوب الجسم بـ "البانتير"

GMT 15:38 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

ليلى كولينز تبدو مثيرة في فستان أخضر زمردي

GMT 02:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

القضاء البرازيلي يفتح تحقيقا بشأن حفلة نيمار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates