أبوظبي - صوت الإمارات
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي عن تنفيذها برنامجا لإدارة استخدام المياه الجوفية في ري الغابات باستخدام تقنية حديثة تعرف بالنبض الحراري، وفقاً لأمين عام "الهيئة " رزان خليفة المبارك ".
وأوضحت المبارك، إن "الهيئة" تسعى خلال السنوات الثلاث المقبلة لزيادة الاعتماد على المياه المعالجة في ري الغابات لتصل النسبة إلى 18% عوضاً عن الرقم الحالي وهو 9%. وأوضحت المبارك أن هيئة البيئة في أبوظبي تدير حاليا موقعا تجريبيا في غابة " خب الدهس" قرب مدينة زايد في المنطقة الغربية، تتم فيه تطبيق تقنية النبض الحراري لقياس كميات المياه التي تستهلكها كل شجرة في الساعة واليوم، ونسبة رطوبة التربة، والري والتوازن المائي الكلي.
ووفقاً لتقنية النبض الحراري التي تم تجريبها على أشجار النخيل خلال العام الماضي، تبين أن كمية المياه المستخدمة في ري الأشجار خلال أشهر الصيف تفوق حاجة الأشجار بثلاث مرات، ما يعني هدر كميات كبيرة من المياه الجوفية خلال عمليات الري التقليدية. وتستهلك الغابات أكثر من 11% من الموازنة المائية في إمارة أبوظبي، وتعتمد الغابات في ريها على المياه الجوفية بنسبة 80%.
وستركز المرحلة التجريبية خلال العام الحالي على دراسة المتطلبات المائية لأشجار الغاف باستخدام تقنيات لقياس حجم تدفق العصارة في هذه الأشجار. ومن خلال الدراسة والتكنولوجيا الحديثة ستتم معرفة كمية المياه الفعلية التي تحتاج إليها الأشجار المحلية المزروعة في الغابات ومنها أشجار السدر، السمر، الراك، وأشجار النخيل.
وأكدت رزان المبارك أن نتائج الدراسة سيتم إدراجها في برنامج أبحاث الغابات طويل المدى، الذي سيعنى بدراسة أنواع أخرى من الأشجار المحلية، واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض ري الغابات في جميع أنحاء أبوظبي جنبا إلى جنب مع المياه الجوفية أو بدلا عنها.
وأوضحت المبارك أن هيئة البيئة في أبوظبي بالتعاون مع هيئات أخرى ستعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لإيصال المياه المعاد تدويرها من محطات المعالجة إلى الغابات في مختلف أنحاء الإمارة، إضافة إلى تقليل استهلاك المياه الجوفية في الغابات بنسبة 80% بحلول عام 2030.
وتدير هيئة البيئة نحو 400 غابة في إمارة أبوظبي، نسبة الأشجار الدخيلة غير المحلية فيها تتراوح بين 15 إلى 17٪، وتعمل هيئة البيئة على زراعة الأشجار المحلية المتحملة للحرارة ولملوحة التربة، عوضا عن الأشجار الدخيلة التي تموت.
.. وتنفذ حملة للحد من الممارسات السلبية في رحلات البر
تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي، خلال الفترة الحالية، حملة للتوعية بالممارسات السلبية ومظاهر الاعتداء على البيئة خلال رحلات البر.
وتتوجه هيئة البيئة إلى الجمهور العام تحت شعار " رحلات البر متعة لا تجعل منها نقمة على البيئة»، مناشدة إياهم التوقف عن الظواهر السلبية التي تشوه جمال الطبيعة.
وتتخذ "الهيئة" من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة منصة للتوعية بالمظاهر السلبية التي تتم خلال رحلات البر، وأبرزها ترك المخلفات والنفايات بعد مغادرة المكان دون اكتراث بأهمية الحفاظ على البيئة الصحراوية.
وأوضحت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة الدكتورة شيخة سالم الظاهري أن الحملة عبر وسائل الإعلام مستمرة لمدة أسبوع، ولكنها مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات " الهيئة" الـ" تويتر، والانستغرام"، كما أن مفتشي " الهيئة" سيتولون جانب التوعية خلال حملات التفتيش التي ينفذونها خلال موسم رحلات البر المستمر لنهاية شهر نيسان/ أبريل.
ولفتت الظاهري إن أبرز الممارسات السلبية التي يقوم بها مرتادو البر تتمثل في ترك النفايات بعد مغادرتهم، إضافة إلى شراء الحطب من الباعة المتجولين بما يشجع على قطع الحطب بصورة غير مرخصة.
ومن الرسائل التوعوية التي ستتضمنها الحملة، أوضحت أنها ستدعو محبي رحلات البر إلى شراء الحطب من المحال ومحطات الوقود وليس من الباعة المتجولين ليكون لهم دور في الحد من التعدي على الأشجار، وعدم قطع الأشجار والنباتات البرية؛ لأن في ذلك تهديداً للبيئة الصحراوية.
كما تدعو الحملة إلى الحرص على القيادة في المسارات الواضحة في المناطق الصحراوية حتى لا تحرم غيرك من الاستمتاع بجمال البيئة الصحراوية، واختر الأماكن الآمنة لإشعال النار عند التخييم.
وأكدت أهمية تفاعل الجمهور الإيجابي مع مجتمعهم ورغبتهم بالارتقاء بمدينتهم والمحافظة على بيئتها والابتعاد عن الممارسات السلبية ومظاهر الاعتداء على البيئة، مشيرة إلى أن رمي المخلفات كبقايا الطعام أو النفايات الورقية والبلاستيكية في المتنزهات البرية وفي أماكن التخييم يؤدي إلى تشويه جمال الطبيعة، خاصة الأكياس البلاستيكية، التي تتسبب بنفوق 50 % من الجمال سنويا في الدولة نتيجة الاختناق الناتج عن أكلها عند مصادفتها في الصحراء، إضافة إلى أن انبعاث روائح كريهة من المخلفات التي يتركها البعض وراءهم تحرم غيرهم من المتنزهين من البقاء في البر والاستمتاع بأجوائه الجميلة.
أرسل تعليقك