أبو ظبي ـ سعيد المهيري
اختتم المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية أعماله أمس الثلاثاء ، وسلط الضوء على أبرز التقنيات والأساليب الزراعية الحديثة في خطوة نحو إحداث تغيير حقيقي في طريقة تأمين الغذاء لسكان العالم.
وشهد المنتدى والمعرض المرافق له عرض عدد من الابتكارات الزراعية المتصلة في الغذاء، سواء كانت ابتكارات تقنية أو أفكار وتجارب إنسانية، كان من أبرزها تقنيات ذكية لري المزارع تضمن الاستخدام الأمثل للموارد المائية، ونماذج للزراعة في البيوت المحمية، إضافة إلى بحث أساليب الغذاء الذكية مناخيا التي تعد ذات أهمية بالنسبة لدولة الإمارات وغيرها من البلدان التي تعاني نقصا في إمدادات المياه.
وأكد مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية،محمد راشد الشريقي، أن المنتدى ينسجم مع استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي بمفهومه الشامل والتي يحرص نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على متابعة أدق تفاصيلها كجزء مهم في دولة الرفاه التي نعيش في كنفها.
وأوضح الشريقي في ختام أعمال المنتدى: إن أزمة الغذاء تمثل التحدي الأكبر للكثير من الدول نتيجة للزيادة الكبيرة في عدد السكان وشح الموارد، إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم العربي ليصل إلى 480 مليون نسمه بحلول عام 2030، وهو ما يلقي بمسؤوليات جسام حيال تأمين الغذاء الآمن والمغذي لهذه الأعداد من السكان.
وأضاف إن رؤية القيادة الرشيدة في الدولة لقضايا الغذاء تتجاوز كونه عصب الحياة إلى اعتباره جزءا من رفاهية الإنسان وأحد مقومات الحياة السعيدة، حيث تحرص على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لتأمينه بصورة كريمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وبجودة عالية تضمن أعلى معايير السلامة المتبعة.
وأكد أن مركز الأمن الغذائي في أبوظبي تأسس من أجل تأمين إمدادات الغذاء للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، حيث يعمل المركز وفق استراتيجية تستهدف تعظيم إنتاج ما يمكن زراعته محليا اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، مع تشجيع الاستثمار الزراعي في الخارج.
بالإضافة إلى الاستفادة من مكانة الدولة كواحدة من أكثر الأسواق نموا وازدهارا في المنطقة، إذ أننا ندرك أن نمو حركة التجارة الدولية عبر الإمارات يسهم بصورة كبيرة في تأمين إمدادات الغذاء وسهولة الوصول إليه في كل الأوقات.
وأشار الشريقي إلى المشاريع الداعمة للأمن الغذائي في الدولة ومنها مشروع صوامع الفجيرة الاستراتيجي الذي يتيح تخزين الغلال في أهم موقع استراتيجي للدولة على المحيط الهندي والخليج العربي، ومشروع مستودعات التخزين الضخمة في مدينة خليفة الصناعية "كيزاد" والتي تضم مساحة تخزينية تزيد على 220 ألف متر مربع.
وشارك "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" في أعمال المنتدى العالمي، وأشارت مديرة البرنامج علياء المزروعي: إن لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار مكانا مهما في استراتيجية الإبداع والابتكار التي تنتهجها الدولة في كافة المجالات.
وأفادت المزروعي بأن أهمية مشروع الاستمطار تتمثل في تشجيع العلماء والباحثين، ومؤسسات البحث العلمي المحلية والعالمية إلى البحث عن حلول لمشكلة نقص المياه، عن طريق إيجاد طرق وآليات جديدة لزيادة معدلات الأمطار في المناطق الجافة وشبه الجافة في كافة أرجاء المعمورة، وليس في دولة الإمارات فحسب.
نجحت شركة تكسل الهولندية المتخصصة في الزراعات الملحية في تطوير أصناف متعددة من البطاطا القادرة على تحمل معدلات عالية من الملوحة في التربة، وبين مالك الشركة أريين دي فوس أنه بعد فحص نحو 50 صنفا وفقا لستة تركيزات مختلفة من الأملاح في ظروف ميدانية، أظهرت هذه المجموعة مستوى من تقبل الملح أعلى بنحو أربع مرات مما كان يعتقد في السابق. وتسعى الشركة الآن لبدء الزراعة في مختلف المناطق المالحة.
وعرضت شركة بروتيكس أسلوب يساعد على استرجاع المواد المغذية القيّمة مثل البروتينات والدهون من النفايات العضوية باستخدام أقوى مخلوقات الطبيعة الحشرات، ولفت مؤسس ومدير شركة بروتيكس كيس آرتز ، إن الشركة طورت تقنيات ومبادئ إنتاجية واسعة النطاق تمكّن من استخراج البروتينات والدهون عالية الجودة من النفايات العضوية.
أرسل تعليقك