أعداد المشردين في تونس يتزايد باستمرار وجميعهم ضحايا الظروف المتردية
آخر تحديث 13:27:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

استغلال الفتيات جنسيًا وسيطرة الإرهاب على عقول الأطفال

أعداد المشردين في تونس يتزايد باستمرار وجميعهم ضحايا الظروف المتردية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أعداد المشردين في تونس يتزايد باستمرار وجميعهم ضحايا الظروف المتردية

المشردون ينتشرون في الشوارع التونسية
تونس حياة الغانمي

امرأة في العقد الخامس من عمرها تقيم في محطة مترو، وشيخ في السبعين يُقيم في شارع وسط العاصمة، وطفل في العاشرة او اقل يُقيم في حديقة برشلونة واخر في حديقة الباساج وفتاة تقيم في "الخرابة " صُحبة العديد من الشبان، هذه وغيرها مآسي اجتماعية بالجملة، مشرّدون من كل الفئات والمستويات، اطفال صغار اجبرتهم الظروف على السكن في الشوارع وفي المناطق الخطيرة والنقاط السوداء المعروفة بالاجرام. فما الذي قد يجبر طفلا او شيخا او امرأة على مغادرة المنزل وجعل الشارع مأوى وسكن؟؟

لا بد أولا من الإشارة إلى أن عدد المشردين في تونس تزايد بصفة ملفتة للانتباه في فترة ما بعد الثورة .. خصوصا في شوارع العاصمة فهم يتواجدون بمختلف الطرق والحدائق العمومية ووسائل النقل وأماكن أخرى ، بعضهم يُقال عنهم اطفال الشوارع واخرون ينعتونهم بفاقدي السند او فاقدي المأوى، وكلهم تقريبا ضحايا للظروف الاجتماعية المتردية وللمشاكل والفقر.

وتعتبر ظاهرة المشرّدين خطيرة على الأمن العام فهؤلاء يتوزعون على الطرقات وداخل وسائل النقل العمومي وتحت الجسور. وقد اختار بعضهم ان يتحوّل الى بائع للمناديل الورقية والعلكة رغم صغر سنهم فيما اعتمد البعض الاخر على التسوّل وبشكل مباشر بعلّة قِصَر ذات اليد او وضعه الصحي المتردي. وتُستغل العديد من الفتيات جنسيا من طرف عدد من المجرمين والمشردين.


 وافادت رئيسة جمعية "دار تونس" السيدة روضة السمراني، التي تُعنى بفاقدي السند والمشرّدين ان فئة المشردين تضم مختلف الشرائح العمرية.
وأشارت الى أن ظاهرة المشردين في تزايد ملحوظ وما يُعمّق انعكاسات هذه الظاهرة ارتفاع نسب النساء فاقدات المأوى والسند واللائي تمثل نسبتهن 30٪ مقابل 70٪ من الرجال وذلك لمختلف الشرائح العمريّة. كما أنّ 60٪ من هذه الفئة قادمون من المناطق الداخلية المهمشة والتي تفتقر الى أبسط مرافق الحياة.
وأضافت السمراني أن الأسباب المباشرة لتعمّق ظاهرة المشردين هي اجتماعية واقتصادية بحتة الا أنّها تصبح كارثية عندما تتحوّل الى الإنحراف وهو ما يستوجب خطة استراتيجية محكمة من قبل الدولة لإنقاذهم خصوصا وأن هذه الفئة تتجاوز احتياجاتها الحصول على المساعدات البسيطة وهو استنتاج على حد قولها بعد ما قامت به الجمعيّة من معاينات عن قرب لأكثر من 500 حالة.

 ولعل المخيف في هذا الموضوع، أن فئة الأطفال المهمشين والمنقطعين عن الدراسة أصبحت هدفا سهلا للاستقطاب خصوصا من قبل العناصر الإرهابية التي استفحلت في الأحياء الشعبية وتنشط تحت غطاء الجمعيات الخيرية التي تقوم في خطوة أولى بتقديم بعض المساعدات المالية لهم ثم تقدم لهم دروسا لغسل أدمغتهم الصغيرة كخطوة ثانية ليتم فيما بعد الإيقاع بهم وإلحاقهم بالجماعات الارهابية.

 وتمثل نسبة المشردين من الأطفال 40٪ من مجموع الأطفال المهمشين في المجتمع، ولعل ما يتعرّض له المشردون يوميا من إهمال وتهديدات واستغلال تجعلهم عُرضة للجرائم وللإرهاب وبالتالي وجب النظر في مشاكلهم والتعرف على الأسباب التي دفعت بهم إلى الشارع وكيف يمكن مساعدتهم للخروج من أزماتهم.

وحسب مسؤول في إدارة مركز الرعاية والإحاطة الاجتماعية في تونس فإنّه يتم يوميا استقبال أكثر من 50 حالة من المسنين وفاقدي السند المادي والعائلي والأمهات العازبات والأطفال المهدّدين حيث يقدّم لهم المركز الإحاطة الاجتماعية من إقامة وأكل ولباس ومداواة وكذلك الرعاية النفسية والتربويّة.


كما يستقبل المركز سنويّا من هذه الفئة أكثر من 650 مشردًا يقع عليه عاتق إعادة إدماجهم ومساعدتهم على العودة إلى أهاليهم أو إلحاقهم بهياكل أخرى ذات الصلة على غرار دار "المسنين". ويوجد في تونس 3 مراكز للإحاطة والرعاية الاجتماعية بكل من صفاقس وسوسة وتونس. مع وجود 21 مركزا للدفاع والإدماج الاجتماعي موزعة على مختلف الولايات حيث سيتم تعميمها على أنحاء الجمهورية كافة سنة 2020.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداد المشردين في تونس يتزايد باستمرار وجميعهم ضحايا الظروف المتردية أعداد المشردين في تونس يتزايد باستمرار وجميعهم ضحايا الظروف المتردية



GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 13:56 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

شيماء مصطفى تُقدّم حقائب من الجلد الطبيعي لعشّاق التميُّز

GMT 03:03 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مهاجم إنتر يخضع لعملية جراحية ناجحة في ركبته اليمنى

GMT 18:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي

GMT 08:06 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن زايد يستقبل وفداً من البرلمان العربي

GMT 09:27 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

طريقة سهلة وبسيطة لعمل تتبيلة السمك المقلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates