دبي – صوت الإمارات
الشغف وقبول التحدي دفعا ثلاث مواطنات إلى خوض تجربة اختيار وظائف غير مألوفة نوعاً ما لدى الفتاة الإماراتية، اقتناعاً منهن بقدرتهن على إثبات أن المجتمع الإماراتي بات قادراً على قبول المرأة في التخصصات والمجالات كافة، ومستعداً لدعم نجاحها وتقدمها.
وبين المواطنات الثلاث المهندسة سارة سلمان، المتخصصة في صيانة الطيران ضمن فريق عمل مجموعة "طيران الإمارات"، وتعد أول إماراتية تختار التخصص في هذا المجال.
وأوضحت المواطنات: سارة سلمان وميثاء سالم ونورا البلوشي، خلال معرض الإمارات للتوظيف، الذي أقيم، أخيراً، في دبي، أن الدعم الذي توفره مجموعة "طيران الإمارات" معنوياً ووظيفياً، ساعدهن بشكل كبير على قبول التحدي، والإسهام في تغيير نظرة المجتمع إلى طبيعة العمل الذي يمكن أن تمتهنه المرأة عموماً والإماراتيات خصوصاً.
وتابعن: "المجموعة تتعامل مع كل فتاة إماراتية تعمل بها على أنها نموذج يجب تقديمه للمجتمع لتشجيع بقية الفتيات على خوض التجارب، والتفكير خارج الصندوق، والابتعاد بنظرهن عن الوظائف التقليدية المكتبية، ووجودنا بشكل دائم في معارض التوظيف لتوضيح هذه الصورة للفتيات الراغبات في العمل، أكبر مثال على كيفية تعامل المجموعة ودعمها لنا".
وأشرن إلى أن "حكومة الإمارات بدورها توفر دعماً قوياً للمرأة والفتاة الإماراتية، عبر تطوير مستوى التعليم وإتاحة مجالات العمل كافة لها، وإصدار القرارات والمبادرات التي تسهم بشكل دائم في نجاحها وتقلّدها أرفع المناصب".
في البداية ذكرت "سلمان": "نظمت (طيران الإمارات) محاضرة تعريفية قبل خمس سنوات في المدرسة الثانوية التي كنت أدرس فيها، هذه المحاضرة غيرت حياتي تماماً، فلم يكن لديّ أي دراية بقطاع الطيران، لكن بعد المعلومات التي عُرضت خلال المحاضرة أحسست بحالة من الشغف غير طبيعية، وبرغبة في العمل بهذا القطاع، خصوصاً في وظيفة لا تعمل بها أي فتاة، هي صيانة الطائرات، وقد تقدمت لاحقاً إلى المجموعة والتحقت بأكاديميتها، وبعد تخرجي وانضمامي لفريق العمل أصبحت فعلياً أول فتاة في الدولة تعمل بهذا المجال، وحالياً أشكل نموذجاً للفتيات الأخريات اللاتي يلتحقن بالدراسة في هذا التخصص"، مضيفة: "المرأة بشكل عام قادرة على العمل في أي تخصص ومجال، وفي دولة الإمارات كل وسائل وسبل الدعم متوافرة لها، لذا لا مانع من خوض التجربة والتواجد في ميادين العمل كافة".
الإعجاب بالمسؤوليات الجديدة جذب ميثاء سالم للعمل في قطاع الأمن في مجموعة "طيران الإمارات"، التي أوضحت لـ"الإمارات اليوم"، أنها "قبل الانضمام لهذا التخصص كانت تعمل في وظيفة إدارية تقليدية للغاية، لكن لفت انتباهها طرح المجموعة عدداً من الشواغر للإناث في مجال أمن المجموعة، فكل معلوماتها عن أفراد الأمن أن زيّهم موحد ويقفون أمام المنشآت طول فترة عملهم فحسب، لذا فضلت أن تغامر وتستكشف طبيعة هذه الوظيفة الجديدة كلياً بالنسبة للفتاة الإماراتية".
"خلال فترة التدريب والتأهيل التي خضعت لها قبل بدء العمل تغيرت نظرتي تماماً لهذه الوظيفة، فحجم المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقي كبير، ما يشعرني دائماً بأهميتي، وأنني عنصر مهم وفعال في مجموعة كبيرة بحجم (طيران الإمارات)"، حسب سالم، التي تابعت "حالياً أعمل ضمن نطاق دائرتي الاجتماعية (عائلتي، صديقاتي، معارفي) لحث الفتيات الإماراتيات على الالتحاق بهذه الوظيفة وخوض تجربة مهنية جديدة تشعرهن بقيمة العمل".
وعن أبرز التحديات الاجتماعية التي تواجهها، ذكرت أن "التحدي الأهم أمام مزاولتي هذه الوظيفة كمسؤولة أمن، كان الزي الموحد المطلوب ارتداؤه، وعلى الرغم من نظرة الاعتراض التي رأيتها في أعين بعض المحيطين بي، فإنني فضلت دائماً الظهور بهذا الزي لإثبات حبي للوظيفة".
أما المواطنة الثالثة فهي نورا البلوشي، التي جذبها حلم السفر الدائم والتعرف إلى الثقافات المختلفة للشعوب، للعمل مضيفة على خطوط طيران المجموعة. ونورا البلوشي تؤكد أنها "لم تجد أي اعتراض أو نقد من عائلتها أو محيطها الاجتماعي للعمل في هذه الوظيفة التي تعد غريبة على الفتاة الإماراتية"، موضحة أن "سؤالاً كان يوجه إليها دائماً حول رغبتها الحقيقية في هذا العمل والاستمرار فيه، وكيف يمكنها تكوين أسرة وعائلة في ظل سفرها وتحركها الدائم، وكان ردها أن حلمها منذ الصغر هو السفر حول العالم، والاحتكاك بالثقافات والعادات والتقاليد المختلفة لشعوب العالم والتعرف إليها، وهذا هو الدافع الرئيس للالتحاق بهذه الوظيفة، لافتة إلى أن "مظهرها وزيها باتا محط إعجاب كثير من الإماراتيات اللاتي يقابلنها سواء في محيطها الاجتماعي، أو أثناء رحلاتها".
أرسل تعليقك