قضت المحكمة الاقتصادية في القاهرة، اليوم الإثنين، بمعاقبة مدونتين مصريتين بتطبيق «تيك توك» وهما حنين حسام ومودة الأدهم و3 آخرين، بالحبس سنتين وغرامة 300 ألف جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيهاً مصرياً) بعد إدانتهما «التعدي على القيم والمبادئ الأسرية».
ووجهت للمتهمتين اتهامات عدة من بينها «الاعتداء على قيم ومبادئ الأسرة المصرية والمجتمع، الاشتراك مع آخرين في استدراج الفتيات واستغلالهن عبر البث المباشر، ارتكاب جريمة الإتجار بالبشر، تلقي تحويلات بنكية من إدارة التطبيق مقابل ما حققتاه من مشاهدة، نشر فيديوهات تحرض على الفسق لزيادة نسبة المتابعين لها، التحريض على الفسق، تشجيع الفتيات المراهقات على بث فيديوهات مشابهة، الهروب من العدالة ومحاولة التخفي وتشفير هواتفهما وحساباتهما، وغيرها».
وتعود قضية «فتاة التيك توك» الشهيرة إلى 21 أبريل (نيسان) الماضي، بعدما أثارت المدونة المصرية الشابة حنين حسام جدلاً في مصر، بسبب مقاطع الفيديو التي نشرتها على أحد التطبيقات الإلكترونية، فأوقفتها الداخلية المصرية لاتهامها بـ«مخالفة الآداب».
وتصدرت حنين، الطالبة في كلية الآثار، جامعة القاهرة، «الترند» في مصر وقتئذ عقب بيان جامعة القاهرة الذي تم الاعلان فيه عن إحالتها على التحقيق لـ«قيامها بسلوكيات تتنافى مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية»، بحسب وصف بيان جامعة القاهرة.
وتعرضت حنين لانتقادات حادة بعد دعوتها بعض الفتيات إلى «تقديم محتوى يدر عليهنّ دخلاً بالدولار»، بحسب وصفها في مقطع الفيديو الذي لقي انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر حسام عبد الهادي، والد حنين، عن استيائه الشديد من الحكم، ووصفه بأنه «قاسٍ جداً»، وقلل في تصريحات صحافية اليوم، عقب النطق بالحكم، من «حجم ما قامت به وحبست من أجله»، موضحاً أن «الفيديوهات التي أعدّتها ابنتي عادية، ولا تتعدى كونها فيديوهات شبابية كباقي الفيديوهات التى تنشرها الفتيات والشباب».
وتحول تطبيق «تيك توك» خلال الآونة الأخيرة في مصر من تطبيق ترفيهي إلى منصة تقود بعض الفتيات إلى الحبس، بعدما أصبح اسم التطبيق مقترناً بقضايا توقيف عدد من الفتيات لنشرهن «فيديوهات مسيئة» عبره.
وفي بداية يوليو (تموز) الجاري، جدد قاضي المعارضات في محكمة شمال الجيزة، حبس منة الله عماد، وشهرتها ريناد عماد، بتهمة «نشر محتوى وفيديوهات خادشة للحياء تتضمن مواد إباحية» 15 يوماً على ذمة التحقيقات، فيما استحوذت «قضية منة عبد العزيز» في يونيو (حزيران) الماضي على اهتمام المواقع الإخبارية المصرية التي وصفتها أيضا بـ«فتاة التيك التوك»، وذلك على خلفية ظهور الفتاة في مقطع فيديو على التطبيق ذاته، واتهامها شاباً بالاعتداء عليها واغتصابها، قبل أن تعلن تصالحها معه، مما فجر موجة كبيرة من الجدل في مصر، أدت في النهاية إلى القبض عليها مع آخرين .
ورغم أن «بعض مقاطع الفيديو المنشورة على تطبيق (تيك توك) لا تتناسب مع القيم الاجتماعية المصرية أو العربية، فإن مواجهة هذه المخالفات بالحبس لن يحل الأزمة»، بحسب الصحافي المصري وخبير الإعلام الرقمي خالد البرماوي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الحل الأفعل لمواجهة هذه الظاهرة في مصر، هو نشر الوعي على نطاق واسع عبر المنصات المصرية المتنوعة، وليس بالمنع والمحاكمات، لأن المنع قد يأتي بنتائج عكسية، إذ أنه من الممكن اتباع المدونين طرقاً ملتوية لنشر مقاطع الفيديو على غرار وضع علامات على الوجه أو بأي طريقة أخرى، لاسيما أنها منصة عالمية».
وأشار البرماوي أن «الزخم الإعلامي المصاحب لوقائع القبض على فتيات بتهم نشر مواد مسيئة على (تيك توك) سيؤدي في النهاية إلى انتشار التطبيق بشكل أكبر».
ويبلغ عدد مستخدمي «تيك توك» في مصر أكثر من 7 ملايين شخص نشط شهرياً، وفق الشركة
قد يهمك أيضًا:
تقرير يوضّح طريقة حذف حساب "فيسبوك" نهائيًا
"فيسبوك" تُقرِّر غلق "لاسو" المنافس لـ"تيك توك" بحلول 10 الشهر الجاري
أرسل تعليقك