القاهرة ـ محمد الشناوي
ارتدت الأم البولندية اليائسة ملابس إسلامية بالكامل وارتدت الحجاب لتنفذ مهمّة جريئة لاستعادة إبنتها من والدها المصري، وخاطرت ألكس أبو العلا، 29 عامًا، من سلاو -يوركشاير، بكل شيء من أجل استعادة ابنتها منى، ثلاث سنوات، بعد عامين من إخراج زوجها للفتاة من بريطانيا وأخذها إلى موطنه مصر.
وتجاهلت ألكس كل التحذيرات من وزارة الخارجية بعدم السفر إلى هذه الدولة، الممتلئة بالاضطرابات المدنية، وتعقّبت
الطفلة وأقنعت نفسها بتنفيذ مهمة الإنقاذ الجريئة.
ويرجع الفضل الكبير في نجاحها إلى مساعدة كاتبة بريطانية لها (دنيا الناهي)، والتي تلقب بجان بوند لجهودها في مساعدة سلسة من النساء اختُطف أبناؤهم من قِبل آبائهم العرب.
وأخبرت أبو العلا التي ما زالت متزوجة من والد منى، مصطفى، "صن داي" باللحظة المثيرة التي انتزعت ابنتها مرة أخرى في مدينة دلتا النيل في كفر الدوار.
وبمساعدة دنيا الناهي التي تعقَّبَت الحضانة التي التحقت بها منى، والمنزل الذي تعيش فيه مع عائلة أبيها، والزوج الذي عَيّن سائقًا موثوقًا فيه ظل جالسًا في الخارج من الصباح الباكر حتى ظهرت منى مع عمتها وطفل آخر قبل التاسعة صباحًا.
وكانت هذه هي لحظة الأم حيث تحركت بسرعة شديدة في ملابسها الإسلامية حيث نكّرت نفسها، وخرجت من السيارة وقامت بتعقبهم، قائلة "كنت أسير خلفهم أسرع وأسرع، وكانت أيدي مُنى على بعد أمتار قليلة مني، ثم أمسكت بها واحتضنتها بذراعي، ونظرت السيدة إلى وجهي، ولكنها لم تستطع أن ترى سوى عيني ، وأمسكت ابنتي بقوة ثم هربت، وبدأت السيدة الأخرى في الصراخ".
وكانت العقبة هي أنه أثناء فتح السيارة لوضع الطفلة كانت مغلقة، وكان ذلك هرعًا كبيرًا، ولكن قامت نُهى بفتح السيارة، ووضعت الطفلة في المقعد الخلفي قبل أن تلحقنا المرأة التي تصرخ، وقُدنا السيارة بعيدًا.
وبعد ذلك كانت الطفلة المذهولة التي كانت بعيدة لمدة عامين تصرخ لمساعدة من المرأة التي تلقبها بالأم، ولكنها نظرت مرة أخرى إليّ وقالت: "هل أنتِ أمي؟".
كان التحدي التالي هو كيفية إخراج الطفلة من مصر من دون علم السلطات المصرية، واستخدمت أبو العلا التي وُلِدت في بولندا ولكنها ذهبت إلى بريطانيا عندما كانت مراهقة جواز سفر بولنديًا خاصًا لابنتها الكبرى لإخفاء اللقب المصري لمنى، ورشوة مسؤول للسماح لهم على متن الطائرة المتجهة إلى لندن.
وقامت بحيلة، وعندما عادوا إلى مطار هيثرو منذ عشرة أيام قامت باستخدام جواز السفر الحقيقي لمنى، للدخول إلى لندن قانونيًا.
واتصلت أبو العلا بزوجها، وأخبرته أن طفلتهما معها.
وكانت قد تقابلت مع مصطفى عندما كان مدير مطعم للطعام في سلاو، بعد فترة قصيرة من انفصالها عن شريكها السابق لفترة طويلة ووالد ابنتها الكبرى أوليفيا، ست سنوات.
وانتقلا معًا، وتزوجا في أيلول/ سبتمبر 2009 وقبل ثلاثة شهور من ولادة منى وتحوّلها من المسيحية إلى الإسلام، على الرغم من عدم ممارستها للديانة.
وعندما بلغت منى عامًا أخذها مصطفى إلى مصر، ولم يخبرها بأي شيء عن نواياه، بل أخبرها بأنه سيأخذ الطفلة لزيارة أصدقائه، فسافر إلى مطار هيثرو واشترى التذاكر واستقل طائرة إلى مصر، وما زالت أبو العلا لديها استفسارات عن كيفية قيامة بسفر منى من خلال مراقبة جوازات السفر من دون جواز سفر لمنى.
وعلى مدار العامين لم تستطع الاتصال بابنتها على الهاتف، وأصبح الاتصال صعبًا جدًا بسبب أنها نسيت الإنكليزية أكثر وأكثر من العربية، وتهديد زوجها المستمر لها بقطع الاتصالات بينهم ، وقالت إن البوليس أخبرها بأنها لا تستطيع فعل شيء، حيث إن المملكة المتحدة لا تملك معاهدة تسليم المجرمين مع مصر.
وكان لديها الأمل الوحيد بعد أن سمعت عن دنيا الناهي، التي تساعد في عودة الأطفال المخطوفين من قبل آبائهم العرب، وقالت دنيا "إنه لديك أم واحدة فقط ولا يوجد أيّ أحد يستطيعه أن يأخذك منها"، ولكن ألكس كانت البطل الحقيقي هنا فأخذت الطفلة.
أرسل تعليقك