العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بينما لا تقدم الحكومة أي محفزات للشباب من أجل الزواج

العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي

العنوسة شبح يهدد الفتيات في المغرب
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تتخذ العنوسة في المغرب شكلا قبيحًا ، فالعانس هي الفتاة التي لم تعجب أحد، أو أن بها عيوبًا صرفت عيون الراغبين في الزواج، وإذا رغب أحد في تدمير فتاة وصفها بـ"البايرة" إلا أن هذا الوصف القبيح لا ينطبق على الرجل الذي يبقى مجرد عازب حتى وإن تجاوز الخمسين، وينظر إلى العانس في بيت ما  كما لو أنها "عار"، فالزواج ستر و"ظل حيطان البيت" لا يمكن أن يصل إلى مكانة "ظل الرجل"، والعنوسة في المغرب تختلف بين البادية والمدينة، ففي القرى تقرع أجراس "العنوسة" مع وصول الفتاة إلى سن 18، أما في الحضر فيمكن أن يصل إلى سن 38.
هذا و دقت موظفة عمومية في المغرب و تدعى كريمة (34 عامًا) كل الأبواب الموصدة عسى أن تظفر بجواب أمل ينقذها من براثن العنوسة ويرمي بأنوثتها إلى عش الزوجية، لا ترغب في  التسليم بأن في الأمر قضاء وقدرا، وتناجي نفسها كل يوم  بالموعد الذي تفك فيه عقدة عدم زواجها وتطرد الشياطين الذين يمنعون عنها تحية الضيوف والأهل والأصدقاء في عرس زواجها وهي تلوح إلى كل هؤلاء بيديها من فوق "العمارية" ( الكوشة على حد تعبير أشقائنا المصريين)، كريمة زارت أشهر "الشوافات" (العرافات) بعد أن أخبرها البعض أن في "عنوستها" مخالب سحر.
و كريمة هي واحدة من آلاف المغربيات اللواتي يعانين من العنوسة، ويعتقدن أن دافعها أعمال شعوذة، جربت كل الوصفات التي منحتها لها "العرافات" واستنشقت مختلف أنواع الأبخرة، وحملت في محفظتها اليدوية عشرات "التمائم" دون أن تتمكن القوى الخفية من نزع ستار رفع الزواج عنها، تشعر المسكينة أن العمر يسير بسرعة وأن سن اليأس على الأبواب.
وإذا كانت كريمة تحمل مسؤولية "عنوستها" إلى القوى الخفية الشريرة، فإن المئات من الشابات المغربيات يحاولن تفسير  تضاؤل فرص الزواج وعزوف الشباب عن الارتباط ومحاولة محو صورة الزواج القفص الذي لم يعد ذهبيا بظروف المعيشة القاهرة.
و على الجانب الآخر فلا يفكر شبان المغرب في الزواج، فهو مسؤولية مادية بالدرجة الأولى تجعل داخله مفقود، والعازف عنه مولود، إذ أمام ارتفاع أسعار العقار، وغلاء المعيشة ومتطلبات العرس والمهور بات الزواج مرادفا  للرعب.
يقول باحث اجتماعي يدعى أحمد المنادي:"مشكلة العنوسة في المغرب ترتبط بما هو مادي، فعدم الاستقرار الوظيفي لعدد من الراغبين في الزواج، والخوف من تقلبات الوضع المعيشي تدفع بالكثيرين إلى تفضيل العزوبية على أعباء تكوين أسرة والدخول معها في دوامة الديون".
ويرى مدرس يدعى مصطفى أنيس "أن تحرر المغربيات وإمكانية  ربط علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج  تدفع عدد من الشباب المقبلين على الزواج إلى الاكتفاء بهذه العلاقات".
وفي الوقت الذي لا تملك فيه الحكومة أي محفزات لدعوة الشباب إلى الزواج، وتخفيض نسب العزوف عن الزواج، تعمل عدد من التنظيمات الأهلية على تشجيع الزواج الجماعي بالتكفل بمصاريف العرس، والمساعدة في اقتناء الشقة أو توفير بعض من المال لشراء بيت الزوجية كما هو معمول به في عدد من الدول الإسلامية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates