نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين
آخر تحديث 22:58:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

4 ملايين أميركي يعيشون بعيدًا عن أزواجهم

نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين

بُعد المسافة بين الحبيبين
القاهرة - صوت الامارات

يُقِيم البعض علاقات عاطفية مع أشخاص تفصل بينهم آلاف الأميال، نتيجة لارتباط كل منهم بمكان عمل مختلف، ولم يعتد ديفيد سيتشون وبرين غيلمور الحياة معا في مكان واحد.

وحتى حين عاشا معا في العاصمة الأيرلندية دبلن قبل ست سنوات بعد تخرجهما في الجامعة، كان كل منهما يضطر كثيرا للسفر بعيدا عن الآخر بسبب رحلاتهما البحثية.

اقرا ايضا :

أربعة مفاتيح لحياة زوجية سعيدة هادئة ومستقرة

ويعمل سيتشون، وهو ألماني الجنسية، كباحث في الأوضاع المعيشية لعمال الملابس، ويعيش حاليا في بنوم بنه بكمبوديا، ويستعد في الوقت الحالي للعودة إلى برلين.

أما رفيقته غيلمور، وهي كندية، فتعمل باحثة في شؤون الصحة، وتتنقل بين مدينتي نيروبي ومرسابيت في كينيا.

ولا يزال كلاهما في مطلع الثلاثينات من العمر، ويعتبران دبلن نقطة الملتقى بالنسبة لهما.

ويرى سيتشون وغيلمور أنهما يعملان من أجل بناء مستقبلهما، ولذا يتعين عليهما أن يضحيا في الوقت الحالي، وتقول غيلمور: "السبب في بعدنا عن بعضنا البعض وتقبلنا لذلك هو رغبتنا في الترقي في العمل وإنجاز ما يمكننا القيام به"، ويساعدهما في ذلك تقدير كل منهما لعمل الآخر وتعلق كل منهما بعمله.

ولا يشعر أيهما بالاستياء، وذلك لتشابه وضعيهما من حيث العمل في الخارج.

ويولي الاثنان علاقتهما أهمية خاصة، وهما على استعداد لتوفيق أوضاعهما في المستقبل إن هدد البعد تلك العلاقة.

وحرصا على ذلك حتى أثناء الدراسة، حين كانا يدخران لشراء تذاكر الطيران لكي يرى أحدهما الآخر مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر.

ويقول سيتشون إنه رغم أن التكلفة كانت باهظة فقد حرص كل منهما على أن يكون هذا هو البند الأول لأهداف الادخار، ولا يعني هذا أن الحياة بالنسبة لهما وردية، ففارق التوقيت يفرض صعوبات جمة في بعض الأحيان. لكن هناك فوائد أخرى لهذا البُعد، إذ إن اللقاء بعد غياب يكون حارا. وتقول غيلمور عن ذلك: "حين نلتقي نكون معا قلبا وقالبا".

ويصعب تحديد ما إذا كانت مثل هذه العلاقات في ازدياد أم لا، لكن سبعة في المائة من الأزواج الكنديين الذين تكون أعمارهم 20 عاما أو أكثر - بما في ذلك 31 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاما - "يعيشون معا عن بُعد" في علاقة، كما تُظهر بيانات التعداد السكاني أن قرابة أربعة ملايين من الأميركيين و785 ألفا في إنجلترا وويلز يعيشون في أماكن بعيدة عن أزواجهم، لكن لا يُعرف على وجه التحديد ما إذا كان سبب البُعد هو العمل أم أن الأمر يعود لأسباب أخرى مثل مشاكل في العلاقة أو لأسباب صحية.

تقول دانييل ليندمان، عالمة الاجتماع في جامعة ليهاي الأميركية: "لا توجد حاليا وسائل ديموغرافية يمكنها قياس نسبة الموظفين الحاصلين على تعليم عال ويعيشون منفصلين عن شركائهم بسبب بُعد مكان العمل. ولا يمكن لأحد أن يجزم إن كان هذا الأسلوب من الحياة أصبح أكثر شيوعا عما كان عليه في السابق أم لا، لكن كل من يدرس هذا الأمر ربما يرجح أن هناك ارتفاعا في أعداد من يعيشون في أماكن بعيدة عن شركائهم بسبب العمل"، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الزيجات بين أشخاص يعيشون في أماكن بعيدة عن بعضها البعض آخذة في الازدياد، في الولايات المتحدة على الأقل.

ويرى آخرون أن السبب في ازدياد المواعدة بين أشخاص تفصلهم مسافات بعيدة يرجع جزئيا لانتشار تطبيقات المواعدة والتواصل عبر الإنترنت.

وتشير بحوث شملت طلاب دكتوراة في الولايات المتحدة إلى أنهم يميلون للعيش بعيدا عن شركائهم حين يكون لكل طرف مجال عمله الخاص، بدلا من التخلي عن العلاقة برمتها أو القبول بوظيفة أخرى لمجرد البقاء قريبا. وفي الواقع، يبدو أن دائرة الخيارات تضيق مع ارتفاع مستوى التعليم.

وتقول ليندمان في كتابها الجديد "أزواج تفصلهم مسافات: أسر جديدة في عالم متغير" إن المرء ينفق الكثير من الوقت والجهد على التعليم واكتساب المهارات، لكن ذلك يقلل فرص ما يمكن القيام به.

وتشير ليندمان إلى أن التخصص في مجال بعينه في سوق العمل قد يؤدي إلى سفر المتخصصين إلى أماكن بعيدة من أجل الحصول على الوظيفة المناسبة، وتضرب مثلا بذلك قائلة: "تخيل مثلا أنك تتخصص في دراسة أكواب الشاي الروسية إبان القرن الثامن عشر، بالتالي سوف تضطر للانتقال إلى حيث توجد صناعة أكواب الشاي الروسية".

حين يختار البعض طواعية عملا مميزا يتطلب الحياة بمعزل عن شريك الحياة، فإن الأمر يختلف كثيرا عما لو اضطر للقيام بذلك بسبب حاجته للمال، لأن ذلك يجعل الأخير يشعر بضغط أكبر.

وتؤكد تشي بيليدو، الباحثة بمجال الاتصالات بجامعة إراسموس روتردام والجامعة الحرة بأمستردام، أن الأمور المادية قد تؤثر على استمرار العلاقة بسبب عدم القدرة على دفع تكاليف الزيارات أو لم الشمل في مكان واحد.

وثمة أوضاع شاقة منها ما يتعلق بعاملات المنازل الفلبينيات. وتدرك بيليدو هذا الوضع بشكل أفضل لكونها من الفلبين حيث تُحرم العاملات في بعض الأماكن من استخدام هاتف خاص بهن أو الاتصال بذويهن.

وتقول بيليدو إن أطراف العلاقات البعيدة "يعتبرون علاقاتهم أكثر استقرارا"، لأن بعض الأمور التي قد تضر بالعلاقات بين الأزواج الذين يعيشون مع بعضهم البعض قد تساعد في تعزيز العلاقات عن بُعد، ومنها الغيرة التي قد تعزز العلاقات البعيدة طالما كانت غيرة حقيقية وليست مجرد شكوك وأوهام، كما أن متابعة النشاط الاجتماعي للطرف الآخر عبر الإنترنت قد يساعد العلاقة عن بُعد طالما لم تصل هذه المتابعة لحد التطفل.

وقد وجد البحث الذي أجرته بيليدو على موقع فيسبوك، بمساعدة بيتر كيركهوف وكاترين كينكناور، أن التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد تفصلهم مسافات بعيدة يمكن أن يساعد الآخرين على رؤية أن هذه العلاقة ناجحة، في ظل عدم وجود أصدقاء للقيام بهذا الدور بشكل مباشر. ومن المعروف أن النظرة الإيجابية من المجتمع للعلاقة يساهم في نجاحها، والعكس صحيح، كما تساعد بعض السمات الشخصية في نجاح العلاقات، إذ يتمتع كل من سيتشون وغيلمور، بحسب وصفهما، بالمرونة وسهولة التكيف والقدرة على تكوين صداقات في أماكن جديدة، ولا يجدان صعوبة في قضاء الوقت بمفردهما.

ووجدت ليندمان في بحثها أن تلك الصفات كانت هي القاسم المشترك بين كثيرين ممن تربطهم علاقات عن بُعد ويجتمعون بين الحين والآخر، إضافة إلى الوضع المالي المستقر، وبالطبع عدم وجود أطفال.

وتقول ليندمان، التي سبق وأن عاشت في فترة ما في مكان وزوجها في مكان آخر، إنها لن تقدم على فعل الأمر ذاته الآن بعد أن رزقا بطفل.

وتشير هذه التجارب إلى وجود بعض القواسم المشتركة في العلاقات الناجحة بين الشركاء الذين يقيمون في أماكن بعيدة عن بعضهم البعض، أولها بالتأكيد هو التواصل. ولتعويض بُعد المسافة، يمكن الاستعانة بالتواصل الاجتماعي عبر موقع فيسبوك أو تطبيق "واتس آب" مثلا.

ومن المفيد أن لا يقارن الشخص علاقته بعلاقة أشخاص يعيشون في نفس المكان حتى لا يشعر بالإحباط. ويتفق هذا مع دراسات تشير إلى أنه بالرغم من أن البُعد أو الغياب لا يضر العلاقة بالضرورة، فإن طبيعة العلاقة والسمات الشخصية للأفراد فيها هي التي تتنبئ بجودتها.

قد يهمك ايضا

دراسة تكشف عن صفات المرأة المثالية التي يبحث عنها كل رجل

اسباب عدم حصولك على الشريك ذو المواصفات القياسية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين



 صوت الإمارات - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي

GMT 00:38 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شباب الأهلي يرغب في التعاقد مع الإكوادوري كازاريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates