نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

4 ملايين أميركي يعيشون بعيدًا عن أزواجهم

نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين

بُعد المسافة بين الحبيبين
القاهرة - صوت الامارات

يُقِيم البعض علاقات عاطفية مع أشخاص تفصل بينهم آلاف الأميال، نتيجة لارتباط كل منهم بمكان عمل مختلف، ولم يعتد ديفيد سيتشون وبرين غيلمور الحياة معا في مكان واحد.

وحتى حين عاشا معا في العاصمة الأيرلندية دبلن قبل ست سنوات بعد تخرجهما في الجامعة، كان كل منهما يضطر كثيرا للسفر بعيدا عن الآخر بسبب رحلاتهما البحثية.

اقرا ايضا :

أربعة مفاتيح لحياة زوجية سعيدة هادئة ومستقرة

ويعمل سيتشون، وهو ألماني الجنسية، كباحث في الأوضاع المعيشية لعمال الملابس، ويعيش حاليا في بنوم بنه بكمبوديا، ويستعد في الوقت الحالي للعودة إلى برلين.

أما رفيقته غيلمور، وهي كندية، فتعمل باحثة في شؤون الصحة، وتتنقل بين مدينتي نيروبي ومرسابيت في كينيا.

ولا يزال كلاهما في مطلع الثلاثينات من العمر، ويعتبران دبلن نقطة الملتقى بالنسبة لهما.

ويرى سيتشون وغيلمور أنهما يعملان من أجل بناء مستقبلهما، ولذا يتعين عليهما أن يضحيا في الوقت الحالي، وتقول غيلمور: "السبب في بعدنا عن بعضنا البعض وتقبلنا لذلك هو رغبتنا في الترقي في العمل وإنجاز ما يمكننا القيام به"، ويساعدهما في ذلك تقدير كل منهما لعمل الآخر وتعلق كل منهما بعمله.

ولا يشعر أيهما بالاستياء، وذلك لتشابه وضعيهما من حيث العمل في الخارج.

ويولي الاثنان علاقتهما أهمية خاصة، وهما على استعداد لتوفيق أوضاعهما في المستقبل إن هدد البعد تلك العلاقة.

وحرصا على ذلك حتى أثناء الدراسة، حين كانا يدخران لشراء تذاكر الطيران لكي يرى أحدهما الآخر مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر.

ويقول سيتشون إنه رغم أن التكلفة كانت باهظة فقد حرص كل منهما على أن يكون هذا هو البند الأول لأهداف الادخار، ولا يعني هذا أن الحياة بالنسبة لهما وردية، ففارق التوقيت يفرض صعوبات جمة في بعض الأحيان. لكن هناك فوائد أخرى لهذا البُعد، إذ إن اللقاء بعد غياب يكون حارا. وتقول غيلمور عن ذلك: "حين نلتقي نكون معا قلبا وقالبا".

ويصعب تحديد ما إذا كانت مثل هذه العلاقات في ازدياد أم لا، لكن سبعة في المائة من الأزواج الكنديين الذين تكون أعمارهم 20 عاما أو أكثر - بما في ذلك 31 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاما - "يعيشون معا عن بُعد" في علاقة، كما تُظهر بيانات التعداد السكاني أن قرابة أربعة ملايين من الأميركيين و785 ألفا في إنجلترا وويلز يعيشون في أماكن بعيدة عن أزواجهم، لكن لا يُعرف على وجه التحديد ما إذا كان سبب البُعد هو العمل أم أن الأمر يعود لأسباب أخرى مثل مشاكل في العلاقة أو لأسباب صحية.

تقول دانييل ليندمان، عالمة الاجتماع في جامعة ليهاي الأميركية: "لا توجد حاليا وسائل ديموغرافية يمكنها قياس نسبة الموظفين الحاصلين على تعليم عال ويعيشون منفصلين عن شركائهم بسبب بُعد مكان العمل. ولا يمكن لأحد أن يجزم إن كان هذا الأسلوب من الحياة أصبح أكثر شيوعا عما كان عليه في السابق أم لا، لكن كل من يدرس هذا الأمر ربما يرجح أن هناك ارتفاعا في أعداد من يعيشون في أماكن بعيدة عن شركائهم بسبب العمل"، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الزيجات بين أشخاص يعيشون في أماكن بعيدة عن بعضها البعض آخذة في الازدياد، في الولايات المتحدة على الأقل.

ويرى آخرون أن السبب في ازدياد المواعدة بين أشخاص تفصلهم مسافات بعيدة يرجع جزئيا لانتشار تطبيقات المواعدة والتواصل عبر الإنترنت.

وتشير بحوث شملت طلاب دكتوراة في الولايات المتحدة إلى أنهم يميلون للعيش بعيدا عن شركائهم حين يكون لكل طرف مجال عمله الخاص، بدلا من التخلي عن العلاقة برمتها أو القبول بوظيفة أخرى لمجرد البقاء قريبا. وفي الواقع، يبدو أن دائرة الخيارات تضيق مع ارتفاع مستوى التعليم.

وتقول ليندمان في كتابها الجديد "أزواج تفصلهم مسافات: أسر جديدة في عالم متغير" إن المرء ينفق الكثير من الوقت والجهد على التعليم واكتساب المهارات، لكن ذلك يقلل فرص ما يمكن القيام به.

وتشير ليندمان إلى أن التخصص في مجال بعينه في سوق العمل قد يؤدي إلى سفر المتخصصين إلى أماكن بعيدة من أجل الحصول على الوظيفة المناسبة، وتضرب مثلا بذلك قائلة: "تخيل مثلا أنك تتخصص في دراسة أكواب الشاي الروسية إبان القرن الثامن عشر، بالتالي سوف تضطر للانتقال إلى حيث توجد صناعة أكواب الشاي الروسية".

حين يختار البعض طواعية عملا مميزا يتطلب الحياة بمعزل عن شريك الحياة، فإن الأمر يختلف كثيرا عما لو اضطر للقيام بذلك بسبب حاجته للمال، لأن ذلك يجعل الأخير يشعر بضغط أكبر.

وتؤكد تشي بيليدو، الباحثة بمجال الاتصالات بجامعة إراسموس روتردام والجامعة الحرة بأمستردام، أن الأمور المادية قد تؤثر على استمرار العلاقة بسبب عدم القدرة على دفع تكاليف الزيارات أو لم الشمل في مكان واحد.

وثمة أوضاع شاقة منها ما يتعلق بعاملات المنازل الفلبينيات. وتدرك بيليدو هذا الوضع بشكل أفضل لكونها من الفلبين حيث تُحرم العاملات في بعض الأماكن من استخدام هاتف خاص بهن أو الاتصال بذويهن.

وتقول بيليدو إن أطراف العلاقات البعيدة "يعتبرون علاقاتهم أكثر استقرارا"، لأن بعض الأمور التي قد تضر بالعلاقات بين الأزواج الذين يعيشون مع بعضهم البعض قد تساعد في تعزيز العلاقات عن بُعد، ومنها الغيرة التي قد تعزز العلاقات البعيدة طالما كانت غيرة حقيقية وليست مجرد شكوك وأوهام، كما أن متابعة النشاط الاجتماعي للطرف الآخر عبر الإنترنت قد يساعد العلاقة عن بُعد طالما لم تصل هذه المتابعة لحد التطفل.

وقد وجد البحث الذي أجرته بيليدو على موقع فيسبوك، بمساعدة بيتر كيركهوف وكاترين كينكناور، أن التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد تفصلهم مسافات بعيدة يمكن أن يساعد الآخرين على رؤية أن هذه العلاقة ناجحة، في ظل عدم وجود أصدقاء للقيام بهذا الدور بشكل مباشر. ومن المعروف أن النظرة الإيجابية من المجتمع للعلاقة يساهم في نجاحها، والعكس صحيح، كما تساعد بعض السمات الشخصية في نجاح العلاقات، إذ يتمتع كل من سيتشون وغيلمور، بحسب وصفهما، بالمرونة وسهولة التكيف والقدرة على تكوين صداقات في أماكن جديدة، ولا يجدان صعوبة في قضاء الوقت بمفردهما.

ووجدت ليندمان في بحثها أن تلك الصفات كانت هي القاسم المشترك بين كثيرين ممن تربطهم علاقات عن بُعد ويجتمعون بين الحين والآخر، إضافة إلى الوضع المالي المستقر، وبالطبع عدم وجود أطفال.

وتقول ليندمان، التي سبق وأن عاشت في فترة ما في مكان وزوجها في مكان آخر، إنها لن تقدم على فعل الأمر ذاته الآن بعد أن رزقا بطفل.

وتشير هذه التجارب إلى وجود بعض القواسم المشتركة في العلاقات الناجحة بين الشركاء الذين يقيمون في أماكن بعيدة عن بعضهم البعض، أولها بالتأكيد هو التواصل. ولتعويض بُعد المسافة، يمكن الاستعانة بالتواصل الاجتماعي عبر موقع فيسبوك أو تطبيق "واتس آب" مثلا.

ومن المفيد أن لا يقارن الشخص علاقته بعلاقة أشخاص يعيشون في نفس المكان حتى لا يشعر بالإحباط. ويتفق هذا مع دراسات تشير إلى أنه بالرغم من أن البُعد أو الغياب لا يضر العلاقة بالضرورة، فإن طبيعة العلاقة والسمات الشخصية للأفراد فيها هي التي تتنبئ بجودتها.

قد يهمك ايضا

دراسة تكشف عن صفات المرأة المثالية التي يبحث عنها كل رجل

اسباب عدم حصولك على الشريك ذو المواصفات القياسية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين نجاح العلاقات العاطفية رغم بُعد المسافة بين الحبيبين



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates