قصص وحكايات للعديد من الغارمات المصريّات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ينتهي بهنّ المطاف في السجن بسبب الدين

قصص وحكايات للعديد من "الغارمات" المصريّات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قصص وحكايات للعديد من "الغارمات" المصريّات

المحامية نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة
القاهرة - سارة رفعت

قد تضطرّك الظروف للإستدانة من أجل الإنفاق على الأسرة، أو من أجل تزويج الأبناء، ولكن لن تستطيعي تسديد هذا الدين، فيتمّ الزج بك في السجن، مقابل الأموال القليلة. تلك هي قصة "الغارمات" اللاتي يدفعهن الفقر للإستدانة، من أجل سدّ حاجات أسرتهن، وينتهي بهن المطاف في السجن لسنوات عدّة.

قصص وحكايات للعديد من الغارمات المصريّات

وفي السطور التالية، قصص وحكايات للعديد من "الغارمات"، وتروي "الغارمة" السيدة أم أحمد قصتها، قائلة "تعرض زوجي لحادث أقعده عن العمل، ولم يعد يستطيع إعالة الأسرة، ولم يكن أمامي كثيرًا كي تتزوج ابنتي في الموعد المتفق عليه، سوى أن ألجأ إلى تجهيزها بالتقسيط، كما تفعل أغلب الأسر المصريّة، ولكن في ظلّ ظروف الحياة المعيشيّة التي نحياها الآن، والتي لا تستطيع فيها الأسر سوى سدّ حاجات يومها إن استطاعت، استمريت في تسديد الأقساط بمساعدة ابني الكبير، إلا أنه تمّ تجنيده في الجيش، وهو ما أثّر عليّ ماديًا، وأصبحت أواجه خطر السجن، بعد قيام صاحب الأجهزة، بإقامة دعوى قضائيّة ضدّي".

قصص وحكايات للعديد من الغارمات المصريّات

وفي ذات السياق، تحكي فتحية السيد، قائلة "بعد إصابة زوجي أصبحت المسؤولة عن تسيير أمور المنزل، والإنفاق على أولادي الخمسة، إلى جانب تدبير علاج زوجيّ الذي يعاني من فيروس "سي" وابنتي التي تحتاج إلى إجراء عملية جراحيّة لتركيب شرائح ومسامير في ساقها، وهو ما دفعني إلى الاقتراض من إحدى جيراني 500 جنيه لتكملة مصاريف العملية الجراحيّة، التي تصل تكلفتها إلى 12000 جنيه، على أن يتمّ تسدديها بواقع 5 جنيه في اليوم الواحد، إلا أنني فوجئت بقيامها برفع دعوى قضائيّة، تطالبني من خلالها بتسديد 3 آلاف جنيه، مستغلّة الإيصال الذي قمت بإمضائه على بياض، كضمان لها لتسديد المبلغ، وهو ما تسبب في إصدار حكم بحبسي، إلا أن إحدى الجمعيات الخيريّة تبرعت بتسديد المبلغ"، منهية حديثها بالقول "نفسي في ماكينة خياطة، تساعدني أصرف من خلالها على أولادي وزوجي".

ولم تكن عنايات محمد، أحسن حالا من غيرها، فلم تستطع تسديد أقساط الأجهزة الكهربائيّة التي اشترتها مع زوجها للمنزل، في ظلّ ضعف دخل زوجها الذي يحصل على يوميته من الزراعة، فحاولت مرارًا البحث عن فرصة عمل، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، وصدر حكمًا ضدها بالسجن، وقبل تنفيذ الحكم، قامت جمعية خيرية بتسديد ديونها، كما قامت بتوفير فرصة عمل لها في مصنع للسجاد اليدويّ، واستطاعت مساعدة زوجها في التغلب على ظروف المعيشة الصعبة.

وكذلك الحال، مع نفيسة أمين، مطلقة وتتولى رعاية والدها وابنها، وهي العائل الوحيد لهما، وعندما لم تستطع التكفل بتكاليف علاج والدها كافة، فقامت بالحصول على قرض، لتسديد تكاليف العلاج، إلا أنها لم تستطع تسديده، لعدم وجود عمل ودخل ثابت لها، فقامت مؤسسة خيريّة بتسديد مديونياتها، وتوفير فرصة عمل لها، وتقوم جاهدة بعملها، للوفاء بمصاريف والدها وابنها.

وفي هذا الإطار، تقول رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، الدكتورة نهاد أبو القمصان، أن مشكلة "الغارمات" في مصر لها أطراف وأبعاد كثيرة، مشيرة إلى أنها لا تعدّ مشكلة ماليّة، وإنما مشكلة أساسها الجهل بالقانون.

وتابعت "لا بدّ من توعية السيدات الفقيرات في الأحياء الشعبيّة بمخاطر التوقيع على إيصالات الأمانة، في التعاملات المدنية، مثل شراء الأجهزة المنزليّة، وهذه التوعية تأتي بمثابة الوقاية لكل سيدة من خطر السجن، بسبب مبالغ مالية صغيرة، بالإضافة إلى دعم السيدات الفقيرات وتمكينهن ماديًا، وإلزام الشركات الحكوميّة البيع لهنّ بالتقسيط كبديل عن بائعي القطاع الخاص، وبخاصة أن بعض السيدات يجدن في أخذ الأجهزة ومجرد التوقيع على إيصالات الأمانة شيئاً سهلا، ولا صعوبة فيه، وهي لا تعلم العواقب الوخيمة التي قد تكون وراء هذا التوقيع".

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص وحكايات للعديد من الغارمات المصريّات قصص وحكايات للعديد من الغارمات المصريّات



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates