مهندسة مدنية سوريّة تُعيد بناء الرقة العاصمة السابقة لـالخلافة
آخر تحديث 20:01:56 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

دُمِّرت البنية التحتية بأكملها بالإضافة إلى وجود ألغام أرضية

مهندسة مدنية سوريّة تُعيد بناء الرقة العاصمة السابقة لـ"الخلافة"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مهندسة مدنية سوريّة تُعيد بناء الرقة العاصمة السابقة لـ"الخلافة"

مهندسة مدنية سوريّة
لندن - ماريا طبراني

تعرض صحيفة "الإندبندنت" سلسلة جديدة للقاءات مِن سورية، وفي الجزء الأول يلتقي ريتشارد هول "ليلى مصطفى" التي شاهدت المدينة التي ترعرعت فيها واستولى عليها "داعش" تتعرّض للتدمير، والآن عادت المهندسة المدنية البالغة من العمر 30 عاما لإعادة التعمير.

تمر ليلى مصطفى في كل يوم في طريقها إلى مكتبها، بآثار المدينة التي نشأت فيها، تأخذها رحلتها عبر الشوارع التي ترى فيها أكثر من المعدن الملتوي والخرسانة المسطحة، كل يوم يُذكّرها بفجاعة مهمتها، كانت أدت معركة الرقة، وهي العاصمة السابقة لـ"داعش"، إلى إطلاق حملة من أكثر الحملات الجوية تدميرا في التاريخ الحديث، مما أدى إلى هدم الكثير من مبانيها إلى أنقاض، وكُلفت ليلى بإعادة تعميرها مرة أخرى، فتقول عن تلك المهمة: "لدينا الكثير للقيام به"، وتضيف: "لقد تدمّرت البنية التحتية بأكمها، فلا توجد كهرباء ولا اتصالات، وهناك ألغام أرضية في كل مكان، وكل الجسور هُدمت، ولا يزال المستشفى الرئيسي خارج نطاق العمل".

وتعدّ ليلى القائد المشارك في المجلس المدني في الرقة، إذ إنها أقرب ما يكون لرئيس البلدية في المدينة..

إن كون امرأة مسؤولة الآن عن ما كان في يوم من الأيام القلب النابض لحكم "داعش"، حيث أُخضعت النساء، هي مفارقة لا تفوتها، فقالت: "كانت النساء سجينات هنا، لم يُسمح لهن حتى بمغادرة منازلهن، كما لم يكن لديهن أي حقوق"، ثم أضافت أن "ما نبنيه الآن هو عكس ما فعله "داعش" تماما، لا تزال هذه الطريقة لإدارة الأمور غير مقبولة كليا لدى الجميع، ولكن ببطء، ببطء، تتغير الأمور"، إلا أن بعد مرور عام واحد على تحرير الرقة، بدأ بريق الانتصار يتلاشى، وبدأت الحقائق الصعبة بشأن إعادة الإعمار والمصالحة تفرض نفسها، مع تزايد التهديدات من الداخل والخارج، أصبح لدى القائدة الشابة طريقا ضيقا للنجاح.

وتعدّ الرقة موطنا لأكثر من 200 ألف شخص قبل الحرب معظمهم من العرب، لكن أيضا من الأكراد والمسيحيين والسريانيين والعلويين، كان ينظر إليها كمجتمع محافظ ومتأثر بشدة بالسياسة القبلية، وتجاهلتها الحكومة السورية إلى حد كبير، في عام 2011 أصبح بشار الأسد أول رئيس يزور المدينة منذ أكثر من 60 عاما، لكن الناس كانوا معروفين بكرم ضيافتهم، فكما يقول المثل: "في الرقة.. المنازل ليست لها أبواب".

تصف ليلى مدينة طفولتها بأنها "هادئة وبسيطة وجميلة"، وتصيف: "لم يحدث هذا التوسع الحضري في ذلك الوقت، إذ اعتاد الناس التنقل باستخدام التوك توك، وكان يمكن سماع صوت المياه الجارية في الفرات"، ذهبت ليلى لدراسة الهندسة المدنية على أمل توظيف مهاراتها في سورية، لكن الحرب الأهلية غيرت خطط الجميع، مع انزلاق البلاد إلى أعمال عنف في عامي 2011 و 2012، ظلت الرقة هادئة نسبيا، فلم تصل الحرب إليها حقا إلا في العام التالي.

واستولى متمردون من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في مارس/ آذار 2013، على المدينة من القوات الحكومية، وبعد أقل من عام جاء "داعش" إلى الرقة، وعند حدوث ذلك قررت ليلى الفرار، فدفعت للمهربين لنقلها مع عائلتها إلى الحسكة، على بعد 120 ميلا، لكن الدمار والبؤس الذي جلبه "داعش" إلى المدينة هو الذي سيقودها للعودة إلى هناك، وللسياسة، فمن أفضل للمساعدة في إعادة بناء الرقة أكثر من مهندسة مدنية عاشت حياتها كلها هناك.

تقول: "لم أفكر أبدا في أنني سأجلس هنا، لكن المعاناة في سورية، وما واجهته الرقة، كانت أشياء غير إنسانية. دفع هذا الوضع الجميع للمساعدة".

رغم خلفيتها التقنية فإن ليلى سياسية طبيعية، فغرفة الانتظار خارج مكتبها هي خلية تمتلئ بالنشاط، وهي تسرع خارجة إلى اجتماع لتعود لتحضر آخر، وتتوقف للتحدث إلى السكان المحليين الذين يأتون إليها بمشاكل يأملون في حلها، وتدخن، وتضحك مع ضيوفها، وتهيمن عادة على الغرفة، من الصعب تخيل رحيل أكثر جذرية لأمثال الرجال الذين حكموا هذه المدينة قبلها.
وينطبق الشيء نفسه على المؤسسة التي تقودها الآن، فبالنسبة إلى المدينة التي حكمها النظام السوري والمتمردون وإيزيس تباعا، فإن المجلس المدني شيء جديد، وهي تتألف من مزيج من المحامين والمهندسين والأطباء وزعماء العشائر ومجالس التكنوقراط، مع وجود ليلى كرئيس غير مُتَوَقع، وهي واحدة من العديد من الهيئات الإقليمية التي أنشأتها القوات الديمقراطية السورية (SDF) وهو تحالف عسكري لأغلبية كردية هزم "داعش" وأخرجها من شمال شرق سورية.

أعطيت هذه المجالس مساحة كبيرة للعمل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود القوات الأميركية في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية، هناك نحو 2000 جندي أميركي على الأرض في شرق سورية لدعم قوات سورية الديمقراطية في القتال ضد "داعش".

وبينما لم تظهر الولايات المتحدة اهتماما كبيرا بدعم مشروع الحكم الذاتي الذي يقوده الأكراد في سورية، إلا أن وجودها قضى على تهديد تلك القوى التي كانت ترغب في تدميره: تركيا التي ترى أي محاولات كردية للحكم الذاتي تهديدا لحكمها على أراضيها الكردية، والحكومة السورية، التي وعدت بإعادة البلاد بأكملها تحت سيطرتها.

هذه التهديدات ليست شيئا صغيرا، وبقاء هذه المجالس غير مضمون بأي حال من الأحوال، ومع ذلك، فقد تم تصميمها لتكون أساسا للإدارة المستقلة التي يأمل الحزب الديمقراطي الاجتماعي أن تدوم أكثر من الحرب الأهلية، وهي تجربة ديمقراطية تم إبرازها كبديل لحكم الأسد.

تقول ليلى: "إننا نحاول إحياء مجتمع ديمقراطي يتلاءم مع جميع الآراء والمذاهب والجنسيات، دون تهميش أو استبعاد، وبالطبع، تلعب المرأة دورا أساسيا في بناء ذلك المجتمع الديمقراطي".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندسة مدنية سوريّة تُعيد بناء الرقة العاصمة السابقة لـالخلافة مهندسة مدنية سوريّة تُعيد بناء الرقة العاصمة السابقة لـالخلافة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"

GMT 01:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كلوب يكشف السبب الرئيسي لسقوط ليفربول أمام ساوثهامبتون

GMT 12:49 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يوضِّح تعرّضه للأذى في برشلونة سبب خروجه عن صمته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates