نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يستضيف سباقًا دوليًا سنويًا تحت اسم "مارش موتو مادنيس"

نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة

نادي للدراجات النارية للسيدات
الدار البيضاء ـ منير الوسيمي

استطاعت بعض السيدات لفت انتباه رواد المقاهي في مدينة الدار البيضاء المغربية المزدحمة، حينما انطلقن بعدد كبير من الدراجات النارية في الشارع الرئيسي في منطقة راسين المركزية، حيث ارتدين الملابس الجلدية والخوذات، وقالت دليلة مصباح، رئيسة المجموعة "نسمي أنفسنا (ميس موتو ماركو)، ونحن أول نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب".

ويستضيف النادي سباقًا دوليًا سنويًا، وهو "مارش موتو مادنيس"، والذي يعٌقد في نفس اليوم الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، والذي يشهد مشاركة نحو 1000 راكب دراجة ينزلون إلى الشوارع؛ لدعم حقوق المرأة، وعن هذا تقول مصباح "ال نادي للنساء من كل الأعمار والخلفيات، الأصغر سنًا، بيننا خريجة جامعة والأكبر سنًا متقاعدات مثلي، ولكن جميعنا نتشارك شغف ركوب الدراجات النارية. فنلتقي بانتظام لركوب واستكشاف بلدنا الجميل، ونحن نشرب القهوة وندردش مثل اليوم."

أقرأ أيضًا : المرأة المغربية تقتحم "خطة العدالة" بقرار وزاري وتكسر احتكار الرجال

ولا تزال الدراجات النارية الكبيرة ترفًا لا يستطيع الكثير في المغرب تحمله، حيث تشير آخر الأرقام إلى أن أكثر من 4 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، ولكن شعبية الدراجات ارتفعت من 31.353 دراجة مُسجلّة في المملكة المغربية عام 2010 إلى 55.517 في عام 2016، ومع ذلك تمتلك النساء 1% فقط من هذه الدراجات.

وتمتلك مصباح دراجة نارية منذ أن كانت مراهقة، ولكنها توقفت عن قيادتها، وبعد تقاعدها في عام 2008، حصلت على رخصة قيادة لأنها كانت تريد امتلاك دراجة "هارلي ديفيدسون"، وبعد 3 سنوات، في عام 2011، أسست "ميس موتو ماركو" بعد قيادتها على طريق 66 في الولايات المتحدة مع زوجها، وأعجبت بمجموعات الدراجات النارية النسائية التي قابلاها في رحلتها.

وفي البداية، كان حافزها الأساسي هو مشاركة شغفها بالدراجات مع النساء الأخريات وتشجيع زميلاتها السيدات على التجرؤ على ركوب الدراجة، وهي مصممة الآن على تحطيم صورة المرأة المسلمة النمطية لدى الغرب، كونها عاجزة ومضطهدة، وإظهار أن نساء بلدها يمكن أن يكن أحرارا مثل نظرائهن في الغرب، وتقول "يعتقد العديد من الأجانب أن السيدات العربيات لا يُسمح لهن بالقيام بأي شيء، ولكن ذلك غير حقيقي. فالنادي يمثّل المرأة المغربية الحديثة. نحن لسنا عالقات في المنزل، أو نرتدي جلباب وغطاء رأس، ونطهي لأزواجنا ونعتني بأطفالنا."

وفي هذا السياق، تقول إلهام الفيلالي، صيدلانية وعضو في النادي، وتعيش أيضا في الدار البيضاء وتعلمت كيفية ركوب الدراجات قبل 5 سنوات بعد مشاهدة تقرير عن نادي "ميس موتو ماركو" على التلفزيون "مشاهدة هؤلاء النساء على الشاشة منحني الشجاعة للحصول على دراجة نارية."

ومنذ مصادقة المغرب على اتفاق دولي بخصوص المساواة بين الجنسين في عام 1993، كان هناك تقدما كبيرا في التشريعات المحلية، وارتفع تمثيل النساء في البرلمان بشكل كبير من 1٪ في عام 2003 إلى 21٪ في عام 2016، وتم الترحيب بقانون الأسرة المغربي لعام 2004 باعتباره أحد أكثر القوانين تقدمية التي تحمي حقوق المرأة في العالم العربي، ولكن في الحياة اليومية ليست الأمور بهذه البساطة، إذ أن فيلالي لا تستخدم دراجاتها للذهاب إلى الصيدلية التي تعمل بها، وهي واقعة في حي فقير وتخاف من العقليات التقليدية، وتعتقد أن الناس لن يتقبلوها كهواية، ولكن بشكل عام في المدن الكبيرة في المغرب تتمتع المرأة بتمكين أكبر، وفي المدن والقرى الصغيرة تظل الناس أكثر تحفظا، لذا ينظم النادي جولات لركوب الدراجات النارية في المناطق الريفية والفقيرة، لتستفيد النساء المحرومات من هذه الهواية.

ويقام "مارش موتو مادنيس" هذا العام في مدينة مراكش بدلا من الدار البيضاء؛ لأن المدينة لها تاريخ شيق للنساء اللواتي يركبن الدراجات النارية و"الاسكوتر"، ومنذ ستينات القرن الماضي،  أصبحت المدينة معروفة بروحها المستقلة وثقافتها القوية لتحرر المرأة.

ويعد محمد موهرلي، مشارك منتظم ورئيس الاتحاد المغربي لسائقي الدراجات النارية الذي يتكون من 22 ناديا، ويضم أكثر من 5000 عضو، ويقول إن معظم الرجال يرحّبون بالسيدات، ولكن  يخشى البعض عليهن بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إذ في عام 2017، كان هناك ما يقرب من 90 ألف حادثة على الطرق المغربية، وأكثر من 3500 حالة وفاة، كما يعتقد أن السيدات المغربيات قائدات الدراجات النارية يلعبن دورا مهما وسيكون لهن تأثير إيجابي على بقية العالم العربي، ويثني عليهن كونهن مثالا للمرأة المسلمة وبإمكانهن قيادة دراجة نارية أو الاستمتاع بأنشطة أخرى.

قد يهمك أيضًا :

قانون "13 – 103" يسعى إلى وضع حد للعنف ضد النساء في المغرب

المغربية لطيفة الودغيري تتمكن من تحقيق اكتشاف علمي كبير

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates