مرارة التعذيب تلاحق السوريات بسبب سجون بشار الأسد
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

واجهّن الاغتصاب المتكرر والمعاملة غير الآدمية

مرارة التعذيب تلاحق السوريات بسبب سجون بشار الأسد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مرارة التعذيب تلاحق السوريات بسبب سجون بشار الأسد

إحدي السجينات في السجون السورية
دمشق - نور خوام

داخل سجون بشار الأسد، تكشف "الاندبندنت" عن الرعب الذي يواجه السجينات في السجون السورية، حيث النساء اللاتي نجوا من الاغتصاب والتعذيب في سجون الحكومة يقاتلن ويضعن الأساس للمعارك القانونية المستقبلية ضد مجرمي الحرب.

تحكي زهيرة ( وهذا ليس اسمها الحقيقي) التي تبلغ من العمر 45 عالمًا، عندما ألقي القبض عليها في مكان عملها في إحدى ضواحي دمشق في عام 2013، وبمجرد وصولها إلى مطار المزة العسكري، تم تفتيشها في قطاع غزة، وتم اغتصبها من قبل خمسة جنود، وخلال الأيام الـ 14 التالية، تعرضت للاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب مرارا وتكرارا، وأثناء الاستجواب، تقول فيه إنها تعرضت للاعتداء الجنسي، وقام جندي بتصوير ما يحدث، وهددها بعرضه على أسرتها ومجتمعها،.

وقد تعرضت زهيرة للضرب بانتظام من منشأة إلى منشأة على مدى خمسة أشهر، بالإضافة إلى العنف الجنسي الوحشي المتكرر، وفي إحدى المناسبات، تعرضت لصدمة كهربائية وضُربت بخرطوم،  بعد الاستجواب في "المزة" كانت محتجزة في الحبس الانفرادي، في زنزانة لا يتجاوز مساحتها متر واحد مع عدم وجود ضوء طبيعي، وفي فرع المخابرات العسكرية 235، كانت تنام في زنزانة مساحة ثلاثة أمتار في أربعة أمتار مع ما يصل إلى 48 امرأة أخرى كانت مكتظة جدا على السجناء وكانوا يناموا في نوبات، وسمح لهن باستخدام المرحاض مرة كل 12 ساعة، والاستحمام مرة واحدة كل 40 يوما.

ولم يتم الإفراج عن زهيرة إلا من سجن "عدرا" السيئ السمعة عندما أثرت الظروف على صحتها، وفقدت وعيها ونقلت إلى المستشفى، خوفا من أن يكونوا قد قتلوها، ولدى وصولها إلى مرفق طبي وجد الأطباء أنها مصابة بالتهاب الكبد والالتهاب الرئوي وفقر الدم، واضطرت إلى البقاء في المستشفى لمدة أربعة أشهر لإجراء العمليات الجراحية التصحيحية لسلس البراز الناجم عن الاغتصاب المتكرر لها، لكنها وعشرات النساء الشجاعات اللواتي شاركنا قصصهن مع شبكة من الأطباء والمحامين السوريين المنفيين الذين وثقوا ما حدث لهم في سجون الرئيس السوري بشار الأسد في تقرير جديد.

وتصف إحدى النساء الحوامل، اللواتي اعتقلن لأن الحكومة تشتبه في زوجها بانه منضم للقوات المتمردة، صراخ أولئك الذين يتعرضون للتعذيب، وأشارت أنها لا تزال تطاردها، ووصف محتجز سابق آخر أنه كان محتجز في خلية سوداء في الملعب لمدة ستة أيام مع جثة ميتة، وكان هناك شفرة حلاقة أيضا تركت عمدا هناك، وأنها تستخدم لمحاولة قتل نفسها، وستؤثر الندوب الجسدية والعقلية الناجمة عن الاحتجاز على هؤلاء النساء طوال حياتهن، فيما يشعر الكثيرون بالعار، وتغيرت علاقاتهم مع أسرهم ومجتمعاتهم بسبب الوصمة المرتبطة بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، ويحدونا الأمل بأن تسليط الضوء على ما يحدث في سجون الرئيس السوري بشار الأسد سيصل إلى ضغوط دولية للسماح للمفتشين بالدخول إلى البلاد، ومن ثم وقف الحكومة عن العمل دون عقاب

ومع ذلك، فإن شهادتهم تعني أيضا أن المسؤولين في الحكومة السورية والشرطة والجيش يمكن مساءلتهم عن أفعالهم في محاكمات محتملة لجرائم الحرب في المستقبل، وقال رامي خازي، وهو طبيب أعصاب في منظمة أطباء بلا حدود وأطباء لحقوق الإنسان السورية، على الهاتف من غازي عنتاب، على الحدود التركية السورية: "قد يكون هذا أقوى دليل لدينا، وأضاف "أنها احد افضل فرصنا لتحقيق العدالة في هذه الجرائم ضد الإنسانية"، لم يكن هناك سوى القليل جدا في سبيل الانتصاف القانوني لأي من ضحايا الحرب المعقدة في سورية منذ ست سنوات حتى الآن، وهناك عدد قليل من السبل المتاحة أمامهم.

وقد استقالت كارلا ديل بونتي، المدعية العامة الدولية المختصة بجرائم الحرب، من منصبها في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب الأهلية في وقت سابق من هذا الشهر لأنها كانت محبطة جدا لعدم قدرتها على محاسبة المجرمين، وأكدت أن مجلس الأمن كان يجب أن يكون قد عين محكمة مماثلة للتي كانت مخصصة بالنزاعين الرواندي واليوغسلافي، وهو قرار اعترضته روسيا العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر من الداعمين لحكومة الأسد، وبينما جمع فريق التحقيق آلاف المقابلات وغيرها من الوثائق المتعلقة بجرائم الحرب المحتملة التي ارتكبتها جميع الأطراف في سورية، كان العمل بلا جدوى من دون محكمة، بينما قال المدعي العام "لم نحقق أي نجاح" في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سورية، وتواجه العدالة الانتقالية ومحامو حقوق الإنسان محاولة تكتيكات جديدة في مواجهة الأمم المتحدة التي لا حول لها ولا قوة ولا يوجد احتمال لإنشاء محكمة جنائية دولية.

وبموجب القانون الدولي، يعتبر أقارب ضحايا الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في أماكن أخرى ضحية - ولذلك اعتبر قرار القاضي الإسباني الاستماع إليه معلما هاما لاحتمال مقاضاة المسؤولين السوريين الرفيعي المستوى، وقال جورنيكا البالغة من العمر 37 عام والتي تعمل في محكمة العدل الدولية، أنه "سيسمح على وجه التحديد للمحاكم بالتحقيق في تعذيب وإعدام آلاف المدنيين في مراكز الاحتجاز غير القانونية "التي تديرها حكومة الأسد، ويمكن أن يعني أيضا أن أوامر الاعتقال الدولية يمكن إصدارها للمسؤولين السوريين التسعة الذين وردت أسماؤهم في الشكوى - وهذا يعني أن أصولهم يمكن ضبطها أو يمكن توجيه الاتهام إليهم إذا سافروا إلى الخارج.

ومع استمرار التقدم في إسبانيا، قدم الضحايا السوريون والناجون الذين يعيشون الآن في ألمانيا دعوى قضائية بناء على تحقيق أجرته المنظمة غير الحكومية المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، ويمثل ذلك نوعا آخر من القضايا - أحدهما يستند إلى مفهوم الولاية القضائية العالمية، الذي يسمح للدول بالمطالبة بالولاية القضائية الجنائية على شخص متهم بغض النظر عن مكان ارتكاب جرائمه بسبب شدة الادعاءات، ويعتقد أن أكثر من 65000 شخص قد لقوا مصرعهم في سجون النظام السوري على مدى السنوات الست الماضية، كما تعرض آلاف وآلاف آخرين لمعاملة بغيضة في الاحتجاز، وهذه الادعاءات هي جرائم ضد الإنسانية - وهي بالتالي خطيرة جدا بحيث لا تسمح بالمضايقة القضائية، كما يقول المدعي العام.

ويأمل ناشطو حقوق الإنسان أن تكون النتائج التي توصلوا إليها - والتي تم تجميعها في إطار بروتوكول اسطنبول - منهجية بشأن كيفية التعرف على علامات التعذيب وأعراض التعذيب وتوثيقها، بحيث تكون الوثائق دليلا صالحا في المحكمة - كدليل في الحالات المستقبلية المبنية على نفس الأساس.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرارة التعذيب تلاحق السوريات بسبب سجون بشار الأسد مرارة التعذيب تلاحق السوريات بسبب سجون بشار الأسد



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates