أمهات يحكين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة
آخر تحديث 20:28:27 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يلجأ العديد منهن إليها بعد أن أنكر الأبناء جميلهن

أمهات يحكين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى "العجزة"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أمهات يحكين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى "العجزة"

إحدي الأمهات في بيت "العجزة"
الجزائر- ربيعة خريس

واحدة تقول "حلمت وربيت كغيري من الأمهات" "هو نام وأنا سهرت، أكل وأنا جعت، أحس بالدفء وأنا بردت"، وأخرى تخاطبني قائلة "حملته في أحشائي تسعة أشهر كاملة، ربيته، وأصبح شابا تمنيت تربية أبنائه لكن أبت الأقدار أن ينتهي بي المطاف في هذه الدار وحيدة بين أربعة جدران، بين أمل اللقاء وألم الفراق، هن أمهات عديدات التقاهم "صوت الإمارات"، الذي فضل تسليط الضوء على هذه الفئة تزامنا مع الاحتفال بعيد الأم.

قضت "صوت الإمارات" يوما كاملا داخل دار المسنين أو الملقبة هنا في الجزائر بدار العجزة، فهو المكان الذي تلجأ إليه العديد من الأمهات والآباء بعد نكران الأبناء جميل من ضحى من أجلهم، وفي غالب الأحيان يلجأ الابن إلى القيام بهذا الفعل "الشنيع" لإرضاء زوجته.

البداية كانت مع خالتي "مليكة" البالغة من العمر 70 عاما، انتقلت فجأة من جدران بيت الأمومة إلى جدران بيت "العجزة"، كان من الصعب علينا استدراجها في الحديث لأن حكايتها في غاية القسوة، حتى أن الكلمات والأسطر ستعجز عن التعبير عنها لأنها تحمل في طياتها ذكريات لا تأبى أن تفارق مخيلتها، هي كما قالت والدموع تنهمر من عينيها، أم لولد وثلاث بنات، ضحت لأجلهم، كبرتهم إلى أن أصبحوا إطارات مرموقة في الدولة الجزائرية، تخلت من أجلهم عن الرفاهية وتحدت الظروف المعيشية الصعبة، لتحقق حلمها وترى نصب أعينها أبناءها من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية وهو ما وقع فعلا، فتحول قرة عينها الابن البكر إلى شاب من خيرة أبناء المنطقة التي تقطن فيها، تزوج وهو ينتظر كما قالت "صبية"، لكن شاءت الأقدار اللعينة أن يفارقها فلذة كبدها تلبية لرغبة زوجته، فذهبت كما قالت الثلاثين عاما التي أمضتها برفقة ابنها الوحيد، الذي عوضها عن مرارة الحرمان من الأبوين، فخالتي "مليكة" فقدت أمها وأباها وهي شابة في مقتبل عمرها، لكنها قررت أن تكمل قطار الحياة برفقة زوج كان لها سندا، وأربعة أبناء سدوا فراغ حنان الأم والأب، ورغم الأوجاع التي كانت تمزق قلبها الرهيف، والذكريات التي أصبحت أنيسا لها خاصة في "عتمة" الليل والتي تحولت إلى "أشلاء أحلام" رفضت الأم التي كان من الصعب جدا علينا فراقها تأنيب فلذة كبدها وتمنت لقاءه وعودته قبيل ولادة ابنته.

تركنا هذه الأم واتجهنا صوب أخرى، فكل حكاية تنسيك في الأخرى، قابلنا خالتي "لويزة" أم لبنتين وولد، تقيم في دار المسنين لمدة فاقت 21 عاما، رفضت العودة إلى الوراء والحديث عن الذكريات، واكتفت بالقول "لقد أغلقت أبواب الجنة في وجه ابني العاق، فالكل يعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات"، وقالت المتحدثة إنه وبمرور الوقت تحولت الدار إلى بيتها الثاني الذي غادرته منذ عام 1996، فرغم محاولة ابنتيها إقناعها بالعدول والعودة للعيش معهن فإنها رفضت الأمر وقررت البقاء في دار المسنين رفقة أمهات يقاسمنها نفس الوضع.

ويضم مركز دار المسنين الواقع في منطقة دالي إبراهيم أعالي محافظة الجزائر العاصمة، أكثر من 76 أما مسنة، ويخضع القاطنون في هذه الدار إلى رعاية من طرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين.

وتضم محافظة الجزائر التي تحوي على ثلاثة مراكز لإيواء المسنين والعجزة واحدا يقع في منطقة سيدي موسى وآخر يقع في منطقة باب الزوار والذي يضم 132 مسنا إضافة إلى مركز دالي إبراهيم الذي تسعى المصالح المحلية لمحافظة ولاية الجزائر جاهدة لإعادة ترميمه وخصصت السلطات الجزائرية للعملية 9 ملايير سنتيم.

وتشرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين على رعاية المسنات المتواجدات في المركز وأيضا تتكفل إدارة المركز بتوفير الحاجيات اليومية للمقيمات، وإعادة إدماجهن في وسطهن العائلي عن طريق عمليات تحسيس واسعة في المجتمع.

وحسب الإحصائيات التي كشفت عنها مديرة النشاط الاجتماعي في محافظة الجزائر، صليحة معيوش، فقد سجل "استقرارا" في عدد حالات التخلي عن الأولياء في محافظة الجزائر حيث "لم يرتفع العديد ولم ينخفض أيضا خلال عام 2016".

وتعتبر ظاهرة التخلي عن الأولياء خصوصا الأم ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري، فهي ظاهرة مثيرة للجدل، لطالما أثارت استنكار شريحة واسعة من المجتمع، فالكثير يرفضونها، ويوصف الابن الذي يقوم بهذا العمل الشنيع بـ"العاق" خاصة أن الاعتناء بالوالدين عند الكبر هو نوع من رد الجميل لهما.​

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات يحكين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة أمهات يحكين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - صوت الإمارات
نجوى كرم النجمة اللبنانية وعضو لجنة تحكيم برنامج "Arabs Got Talent" في موسمه السابع؛ مع كل حلقة تعرض تشاركنا بصور لها من كواليس البرنامج، وتسلط الضوء باستمرار على إطلالاتها الجذابة التي خطفت بها الانتباه وقت التصوير، حيث تألقت نجوى كرم بإطلالات استثنائية جعلتها محل اهتمام الجمهور خلال البرنامج، وشاركتنا بأجمل صورها على انستجرام، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل الإطلالات التي ظهرت وسوف تظهر بها نجوى كرم في حلقات الموسم السابع من برنامج اكتشاف المواهب الشهير. الإطلالات الناعمة الخالية من التفاصيل المبالغ فيها؛ كانت خيار لافت للنجمة اللبنانية تزامنًا مع تحضيرها للبرنامج الشهير أو تصوير بعض الحلقات، فظهرت مؤخرًا بإطلالة باللون الأبيض جاءت مكونة من فستان طويل بتصميم كلاسيكي، جاء من الأعلى بأكمام طويلة وياقة عريضة ومفتوحة على ...المزيد

GMT 04:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 صوت الإمارات - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 صوت الإمارات - طهران ترى في فوز ترمب فرصة لمراجعة السياسات الخاطئة لواشنطن

GMT 04:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 صوت الإمارات - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 04:29 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 صوت الإمارات - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 15:22 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل أبرز فعاليات "أسبوع دبي للتصميم" لتكوني مستعدة

GMT 14:37 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ملكة إسبانيا بإطلالة جذَّابة بالجمبسوت الأحمر

GMT 00:38 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

عصابة سرقة مواشي في العين بقبضة شرطة أبوظبي

GMT 12:44 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ياسمين رئيس تنفي خوضها للسباق الرمضاني المقبل

GMT 16:21 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

شركة "Moncler" تطلق المرحلة الثانية من مشروع "Genius"

GMT 11:15 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "ذاكرة مصر الفوتوغرافية" في مكتبة الإسكندرية

GMT 17:53 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

إيمان أبو طالب تتألق في مسرحية "فرصة سعيدة"

GMT 14:43 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

"اليونسكو" تتيح الوصول إلى وثائقها عبر شبكة "الإنترنت"

GMT 21:23 2013 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

برنامج اتجاهات يستضيف أيمن نور الأحد المقبل

GMT 10:24 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ندى بسيوني تكشف عن دورها المختلف في "رمل الذاكرة"

GMT 12:36 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

المخرج محمد سامي يُواصل تصوير فيلم "سري للغاية"

GMT 09:27 2021 الأحد ,18 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates