دبي-صوت الامارات
أكدت رئيس قسم الدعم الاجتماعي، بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، فاطمة الكندي، أن القسم استقبل حالات، خلال الربع الأول من العام الجاري، لمسنين يعانون الوحدة والإهمال، بسبب "حساسيتهم المفرطة"، وعدم رغبتهم في ترك منازلهم.
وأوضحت أن من بين الحالات، أمًّا شكت إهمال أبنائها لها، وأخرى ترفض الإقامة معهم.
وأضافت الكندي إن حساسية المسن، وعدم قدرته على التحرك والخروج من المنزل، فضلًا عن نقص الرفاهية، صارت سببًا رئيسًا في عزوف الخادمات، أو الفئات المساعدة، عن الإقامة مع المسنين، خصوصًا الإناث، مؤكدة أن القسم استقبل، أخيرًا، حالتين إحداهما أم تشكو إهمال أبنائها لها، وأخرى ترفض الإقامة معهم.
وأشارت إلى حالة مسنة عربية، تبلغ من العمر 75 عامًا، كانت تعيش في رفاهية، بإحدى الدول الخليجية، ثم انتشر أولادها في دول مختلفة، وانتقلت إلى الإمارات للإقامة مع أحدهم، في ظل عدم قدرتها على العيش بمفردها.
وأوضحت أن الابن لم يقصر مع أمه، وحاول قدر استطاعته وظروفه توفير احتياجاتها الأساسية، لكنها كانت تشعر بأن بقية أبنائها يهملونها، وأنها صارت عبئًا على ابنها الموجود في الدولة، خصوصًا أن أشقاءه يصرون على بقائها معه، مقابل الإسهام ماليًا بقدر محدود في رعايتها.
وتابعت الكندي أن الأم تعاني حساسية مفرطة، لأنها كانت معتادة طوال حياتها التصرف في أموالها الخاصة، ولجأت إلى الإدارة في حالة نفسية سيئة، مشيرة إلى أنها حاولت التخفيف عنها، والحديث مع ابنها الذي أكد حرصه على إرضائها، لكنها تشعر بالحزن من موقف بقية أشقائه.
وعزت رئيس قسم الدعم الاجتماعي تكرار هذه المشكلات إلى أسباب عدة، منها: إصرار الأمهات المسنات على الالتصاق بمنازلهن، وشعورهن بأنهن عبء على أبنائهن، فضلًا عن تعرض عدد منهن للإهمال والتجاهل من قبل الأبناء فعلًا.
وأفادت بأنها استقبلت حالة، خلال العام الجاري، لأم تتمتع بحساسية مفرطة مع أبنائها، إذ ترفض العيش معهم، على الرغم من ثرائهم، وقدرتهم على توفير حياة كريمة لها، والاعتناء بها.
وتابعت أنها - أي الأم - اعتادت إثارة المشكلات، كلما أقنعها أحد أبنائها بالانتقال للإقامة معه في منزله، حتى تغادر بسرعة. ومع ذلك لم تكن تملّ الشكوى من تجاهل أبنائها لها، وتكرار أنهم لا يريدونها، لكننا تأكدنا من أن ادعاءاتها غير صحيحة، وأنها تحاول أن تجد مبررًا لعدم العيش معهم، وتحميلهم مسؤولية ذلك.
وذكرت الكندي إن "القسم حاول مساعدة هذه الأم، بالبحث عن خادمة مناسبة لها، مع مطالبة أبنائها بزيارتها، والتواصل معها في منزلها دوريًا، حتى لا تشعر بالوحدة، لأنها ترفض أن تغادر منزلها".
وتابعت أن "الإشكالية التي كانت تتكرر سابقًا، هي اعتداء أشخاص من الفئات المساعدة على المسنين، مستغلين ضعفهم وعزلتهم، لكننا نواجه مشكلة أخرى حاليًا، هي عزوف الخدم عن رعاية المسنين، بغض النظر عن المقابل المالي، لأنهم يفضلون قضاء معظم الوقت في منازلهم، على عكس الأسر الأخرى الشابة، التي تضم أطفالًا، ويعتاد أفرادها الخروج والتنزه".
أرسل تعليقك