لحظات السعادة والخوف مع أول تجربة لقيادة المرأة السعودية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

إحداهن نسيت خريطة منزلها وأخرى اعترفت بأهمية السائق

لحظات السعادة والخوف مع أول تجربة لقيادة المرأة السعودية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - لحظات السعادة والخوف مع أول تجربة لقيادة المرأة السعودية

أول تجربة لقيادة المرأة السعودية
الرياض ـ سعيد الغامدي

تعيش كل امرأة سعودية جلست خلف المقود ليل أول من أمس وقادت سيارتها للمرة الأولى في شوارع المدن السعودية، لحظات من السعادة وتحقيق أحلام كادت أن تيأس من تحقيقها، فقالت إحداهن "لا أصدق"، وقالت أخرى "كأني في حلم". وامتزجت هذه اللحظات بمشاعر أخرى من التوتر والخوف والتي كانتا الإحساس الأول لغرابة التجربة؛ لكن شيئا فشيئا انطلقت السيدات ليخرجن من الشوارع الخلفية الهادئة إلى الشوارع الرئيسية في جدة.

وقامت جريدة "الشرق الأوسط" بجولة في جدة، رافقت خلالها مجموعة من السيدات، حيث كانت الأجواء فرحة ومنتشية، الضحكات والتهاني كانت تنطلق من كل مكان.

وبدأت الجولة في عربة "سحر نصيف"، حيث كان الأحفاد والصديقات، وخلفها جاءت سيارات بناتها وعائلاتهن ثم سيارات لصديقات خرجن معا في اللحظة ذاتها لتجربة شوارع جدة بعيون مختلفة.

وتوقف الموكب في كورنيش جدة حيث قام رجال المرور بتوزيع باقات الورود على السائقات ومع كل باقة بطاقة كتب عليها "تصاحبك السلامة"، وتبادر سيدة بجانبي لتصور الباقة لتشارك بها متابعيها على إنستغرام، بينما يتعالى صوت سيدة أخرى إلى جانبها وهي تتحدث مع ركاب سيارة مجاورة، كانت الكلمات والصيحات تتبادل بين السيارات بصوت عال "مبروك" كانت الكلمة التي كررها ركاب السيارات الأخرى في الشارع رفع الرجال أيديهم بالتحية ونثرت النساء الابتسامات على السائقات وتلقين في المقابل كلمات الشكر والتمنيات "عقبالكم"، لهن بأن يأخذن أدوارهن كسائقات لسياراتهن في القريب العاجل. وكأن شارع الكورنيش كان ينبض بالحياة فقط لتلك اللحظات، وهو الشارع المزدحم دائما لم يتململ سائقو العربات الأخرى بل شاركوا في اللحظة مستخدمين أبواق سياراتهم للتعبير عن مباركتهم للنساء وفق تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

فرحة ورهبة اليوم الأول

وبدأت الحاصلات على الرخص في اليوم الأول، في الخروج الرسمي للشوارع، وروت علا المرزوقي الرئيس التنفيذي لمؤسسة العزم الحسن إلى "الشرق الأوسط" تفاصيل يومها الأول قائلة "لم يكن هناك الكثير من السيدات في الشارع هذا الصباح، ولكن قد يكون ذلك بسبب الوقت ووجود الكثير من العائلات خارج المملكة خلال إجازة العيد، ولكن عموما الأمر أصبح عاديا وتستطيع السيدات الخروج متى أردن". في يوم القيادة الأول، تقول المرزوقي إنها ذهبت لمقر عملها ولكنها ستقوم باصطحاب صديقاتها في المساء بعربتها. تقوم المرزوقي، وهي حاصلة على رخص قيادة من النمسا ومصر أيضا بالتدرب لتصبح مدربة في مدرسة القيادة بجدة.

وأضافت المرزوقي "الطريف أن عددا من السائقات شعرن بالرهبة في أول يوم خلف المقود"، وحسب المرزوقي راودها الإحساس بأنها لا تعرف الطريق على الرغم من أنها دائما ترشد سائقها، وتقول "منذ أمس وأنا أحس بذلك، كنت أريد أن أذهب لمنزل والدتي لأني وعدتها أن يكون أول مشوار لي في جدة معها، كان معي زوجي وابنتي في السيارة وأحسست بأن الخريطة ضاعت من رأسي، أمس بالنهار خرجت مع ابنتي وقلت لها افتحي خريطة غوغل لأعرف الطريق، كانت مندهشة لأني أعرف الطرق جيدا، ولكن غلبني إحساس بالرهبة حتى أني تخيلت أن المرور سيوقفني".

وأشارت المرزوقي أنه على الرغم من ذلك إلا أن رد الفعل من السيارات الأخرى في الشارع كان مشجعا جدا "الرجال والنساء كانوا يبتسمون لي ويرفعون الإبهام في إشارة تشجيع، وكان البعض يفسح لي الطريق لتشجيعي وحتى عندما كنت أبحث عن مكان لصف سيارتي قام أحد الأشخاص بتغيير وضع سيارته ليوفر لي مساحة". وتضيف بفخر "نحن في وسط أهلنا وأقربائنا وأتوقع منهم أن يكونوا معنا دائما كما أن القوانين الجديدة رائعة".

وقادت الاختصاصية النفسية سميرة الغامدي سيارتها في مدينة جدة السادسة صباحا ومعها فريق من وكالة "رويترز" للأنباء لتصوير أول مشاويرها في يوم القيادة.

وتقول الغامدي "إنها فوجئت بأنه لم يكن هناك أعداد أكثر من السائقات على الطريق، لم أر سوى سيدة واحدة، ولكن الناس في السيارات الأخرى كانوا لطيفين جدا يلوحون لي ويبتسمون وعندما توقفت لتعبئة السيارة بالبنزين توقف أحد السائقين ليقول "مبروك" مع ابتسامة عريضة".

وأضافت الغامدي أنها وجدت مع دخولها إلى مقر عملها في مستشفى الصحة النفسية في جدة ترحيبا كبيرا من زملائها وزميلاتها فهي الوحيدة في المستشفى التي حصلت على رخصة القيادة.

وتقول الغامدي "القيادة في الساعات الأولى من اليوم كان لها معنى وهدف بتشجيع باقي السيدات على الحصول على رخصهن"، وتضيف "وعلى الرغم من ذلك كنت أتوقع أن يكون عدد السائقات في الشارع أكبر مما شهدنا أمس واليوم"، ولكن حسب ما توضح فعدد الذين حصلوا على رخص القيادة من الدفعة الأولى لخريجات مدرسة القيادة في جدة كان محدودا.

وحضرت الصحافية يمن لقمان، اللحظة التي انطلقت فيها ست سيدات من أمام مركز "ردسي مول" وتصف لنا الأجواء بأنها كانت جميلة ومشجعة، تذكر لنا أنها قامت بالقيادة فيما بعد وبدأت يومها أمس بقيادة سيارتها إلى مقر عملها بصحيفة الوطن.

السائق ما زال ضرورة

ووضعت أسماء صديقي تعمل في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على "فيسبوك" مقطع فيديو قصيرا لتسجيل المرة الأولى التي تستقل فيها سيارتها لذهابها للعمل.

وتقول لنا "بأنها لم تستطع الخروج في الساعة الأولى ولكنها حرصت على القيادة في أول اليوم لتذهب لمكتبها، وتابعتها الكاميرا حتى موقف السيارة الخاص بها في مقر العمل. أسألها عن رأيها في المشاهد المصورة لغيرها من السائقات في المملكة وتعبر عن فرحتها بالترحيب الذي قوبلت به السائقات".

وتعترف أسماء نظرا لانشغالها بأنها لا وقت لديها للخروج بسيارتها في مشاوير أكثر من الذهاب للعمل وإن كانت ستأخذ طفليها للتنزه بعد انتهاء الدوام.

وقالت أسماء "كامرأة عاملة لا أملك الكثير من الوقت (للخروج بالسيارة)، ذهبت للعمل وبعدها للمنزل وقد أصطحب أطفالي في نزهة سريعة ليروا والدتهم خلف المقود. أريد أن أضرب مثلا أعلى لابنتي وابني وهو أمر هام".

وأشارت صدِّيقي بشأن وجود السائق، إلى أنه ما زال أمرا ضروريا لعائلتها وتشرح: "لن أستغني عنه لفترة فأنا ما زلت أحتاج له لتوصيل أطفالي وقضاء حاجات الأسرة التي لن يكون لدي وقت لقضائها"، بالنسبة للقيادة في وسط جدة تعتقد صديقي بأن الأمر سيكون أصعب خاصة لنقص أماكن توقيف السيارات "لا أعتقد أن المراكز التجارية لديها استعداد لاستيعاب سيارات النساء حتى الآن كما أن شوارع جدة شهيرة بزحامها فلا أعرف إمكانية القيادة هناك".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات السعادة والخوف مع أول تجربة لقيادة المرأة السعودية لحظات السعادة والخوف مع أول تجربة لقيادة المرأة السعودية



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates