المثلية الجنسية في العراق ظاهرة شائعة تحت مظلة الخوف وطابع السرّية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تتسبّب لهم بمشكلات نفسية نتيجة عدم قدرتهم التعبير عن ميولهم بصراحة

المثلية الجنسية في العراق ظاهرة شائعة تحت مظلة الخوف وطابع السرّية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المثلية الجنسية في العراق ظاهرة شائعة تحت مظلة الخوف وطابع السرّية

الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة الخوف وطابع السرية
بغداد – نجلاء الطائي

يرفض أحمد علاء، 28 عامًا، وصف حالته بـ "الشذوذ"، ويُصر على أن ميوله "طبيعية"، لكنه لا يصرح بذلك علناً، خوفاً من النظرة الاجتماعية التي تزدري الرجال الذي يقيمون "علاقات حب" مع أقرانهم، لكن الخوف الأعظم هو القتل والتصفية الجسدية على يد أحزاب دينية متطرفة، ورغم أن علاء متزوج من "امرأة" وله 3 أطفال، لكنه يشعر بـ "الاضطهاد" نتيجة زواجه وتقيّده بعلاقة تعد مشروعة وفقاً للدين والقانون والأعراف الاجتماعية، لكنها تتسبب له بمشكلات نفسية، نتيجة عدم قدرته التعبير عن ميوله الجنسية بصراحة.

ويبدو علاء شخصًا عاديًا في مظهره، لم تبد عليه أية مظاهر "أنوثية"، فهو يحتفظ بلحية خفيفة، وشارب أسود، وحركاته لا تشي أبدًا بميوله التي يتحدث عنها بثقة ويدافع عنها بـ"موضوعية"، ويبيّن أن "تلك الميول غالباً ما ترتبط لدى الناس بمظاهر الخنوثة، هذا أمر غير صحيح بالمرة، الميول المثلية هي انتماء جنسي، للرجال أو النساء على حد سواء، هي جينات في حقيقتها، لكن الكثير من الناس لا يصدقون هذا الأمر، وغالبية المثليين يجهلون ذلك أيضًا"، وثقافة علاء ساعدته على فهم ميوله، ويخوض حوارات مستمرة مع أشخاص لديهم ذات النزعة الجنسية من مختلف البلدان، ودوّن بعضاً من تجاربه.

و"المثلية الجنسية" ظاهرة اجتماعية يعرفها العراقيون جيدًا، وتعود جذورها إلى العصر العباسي، حيث كانت ظاهرة "الغلمان" واضحة في المجتمع والبلاط وقصور الأمراء، وراجت قصص وحكايات عن "الحب المثلي"، حتى إن بعضاً من المؤرخين رصدوا بعض خلفاء بني العباس المثليين، إذ يؤكدون ان "الأمين حين أفضت إليه الخلافة قدَّم الخصيان وآثرهم فشاعت قالة السوء فيه"، وانتشر شعراء يمدحون "المثليّة" صراحة مثل والبة بن الحباب، وأبو نوَّاس، ورغم حملات رجال الدين ضد الظاهرة، إلا أنها لم تصل إلى اصدار فتاوى بقتلهم "لاسيما وأن قصور الخلفاء والوزراء كانت تحميهم".

وعزا المؤرخون بروز "المثلية" إلى حالة الرفاه الاقتصادي، والترف الاجتماعي، غير أن تلك الظاهرة اختفت مع سقوط بغداد، لتبرز مع بدايات القرن العشرين في مناطق محددة من بغداد والبصرة والموصل، وأشارت أمثال وأغان قديمة إلى تجدد تلك الظاهرة، لكنها غالباً ما كانت تمثل نوعاً من "استفراد" رجال أقوياء بـ"شباب" أو "أولاد" لديهم ميول "أنثوية"، وخلال فترة الانفتاح السبعيني عبر عدد غير قليل من المثليين عن انتمائهم، لكن مع دخول العراق بحرب قاسية وشرسة مع ايران بداية الثمانينيات، باتت "المثلية" متنفساً "جنسياً" لعدد كبير من الجنود المحبوسين في جبهات قتال نائية.

وبعد انهيار النظام في 2003، ازدادت تلك الحملة ضراوة، بفعل انتشار الجماعات الدينية المسلحة، والتي ترى في الظاهرة فسادًا وانحرافًا أخلاقيين، لا يمكن السكوت عليه، وأن من واجبها الحفاظ على المجتمع من أمثال هؤلاء "المثليين" و"بائعات الهوى"، وبحسب تقرير نشرته صحيفة الاوبزيرفر البريطانية، في الربع الأخير من عام 2009، استناداً إلى أقوال منظمة عرّفت نفسها بـ"جماعة المثليين جنسياً في العراق" ويرأسها ناشط يدعى "علي بن حلي" ومقرها لندن، أن 680 مثلياً قتلوا بين عام 2004 و2009، من بينهم 130 مثلياً قتلوا على يد جماعة دينية متطرفة (شيعية) ترتبط بميليشيا "جيش المهدي" عبر شخص يدعى "حمزة" ويعمل مهندس تقنيات.
ويقوم "حمزة" وفقاً لتصريحاته بـ"اصطياد المثليين من على شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الشات"، ليتم استدراجهم بعدها وقتلهم.

وفي غمرة الحذر يقول الباحث الاجتماعي "واثق صادق"، إلى ضرورة "السعي للوصول إلى حقائق وبيانات ومعلومات ميدانية بشأنها، والتصدي لمناقشتها، وكشف أسرارها، في ظل قلة الدراسات التي تعالج قضايا وندرة البحوث ذات العلاقة بالجنس"، منوهاً إلى أن "ذلك يعدّ تحديا من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام دراسات أخرى".

وينوّه صادق إلى العوامل التي تلعب دورًا في التحولات المثلية، باعتبار أن "هناك عاملين نفسي واجتماعي يؤثران في توجهات الفرد الجنسية وميله الجنسي نحو المثيل"، مبيناً أن "هذين العاملين يتفاعلان بشكل جدلي في ذات الفرد، سواء بعد تعرضه إلى تجربة جنسية محددة في الصغر، أو تحسسه لاضطراب البيئة الأسرية من حوله، أو عوامل الصدمة النفسية الناتجة عن تجربة اجتماعية قاسية كالفقد والحرمان العاطفي والإذلال والعنف والقسوة سواء في داخل العائلة أو في خارجها".

ويصنّف صادق، مثيلي الجنس في المجتمع العراقي، إلى صنفين (عام وخاص)، ويعرفهما، بأن (العام) هم الفئة التي "تجاوزت مرحلة الاضطراب النفسي"، بمعنى أنهم تآلفوا على وضعهم المثلي، بينما يجد أن الفئة الثانية (الخاص) هم من "يعانون من أزمة عميقة ناتجة عن اختلال المكانة والهوية الجنسية".

ويرى الباحث أن "موقف أفراد فئة العام ينحو بشكل أكبر باتجاه رفض المرأة، واستهجانها"، مضيفاً أن "فئة الخاص يعيشون موقفا متذبذبا إلى حد كبير من قبول أو رفض المرأة – التي يتقمصونها في ذواتهم – وهذا ما يفسر، بشكل ما، طبيعة العلاقات الزوجية التي وجد عليها الباحث الوحدات المبحوثة من المتزوجين، إذ يطبع البرود والتوتر علاقاتهم الزوجية"، ويعلق علاء، على آراء صادق بأن "المثلية هي توجه ينشأ منذ الولادة مع الإنسان"، معترفاً أن "البيئة قد تلعب دوراً في التحولات الجنسية، لكن بالأساس تعتمد على وجود تقبل مسبق للميول".

وانتقد عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي، انتشار ظاهرة الشواذ في بعض شوارع العاصمة بغداد  وارتفاع نسبتها بشكل غير طبيعي بسبب بعض الجهات الموسونية  التي تسعى إلى خراب المجتمع من خلال نشر ظواهر كمثل الشواذ وغيرها في بغداد، مشيرًا إلى أنّ سبب انتشار ظاهرة الشواذ في بعض مناطق بغداد هو غياب تفعيل دور الشرطة المجتمعية "، ومبينًا أن "الحكومة المحلية في بغداد وبالتنسيق مع شرطة محافظة بغداد للتخلص من حالات الشواذ وغيرها من الحالات التي تؤثر على المجتمع البغدادي والعراقي بصورة عام، هناك جهات ماسونية خارجية تسعى إلى نشر  ظواهر الشواذ  في العاصمة بغداد للتأثير على المجتمع العراقي ".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثلية الجنسية في العراق ظاهرة شائعة تحت مظلة الخوف وطابع السرّية المثلية الجنسية في العراق ظاهرة شائعة تحت مظلة الخوف وطابع السرّية



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates