عارضات الأزياء المانيكان لم يسلمن من جحيم داعش المتشدّد في الموصل
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رغم انتمائهن إلى صنف الجماد وعدم امتلاكهن من المشاعر ما يمتلكه البشر

عارضات الأزياء "المانيكان" لم يسلمن من جحيم "داعش" المتشدّد في الموصل

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عارضات الأزياء "المانيكان" لم يسلمن من جحيم "داعش" المتشدّد في الموصل

عارضات الأزياء لم يسلمن من جحيم "داعش" في الموصل
بغداد – نجلاء الطائي

اختطف تنظيم "داعش" المتطرّف، عشرات النساء الرشيقات، عارضات أزياء داخلية "مانيكان" وفساتين مزركشة بـ "النم نم"، والأحجار الملونة، في الأيام الأولى لاستيلائه على مدينة الموصل، كبرى مدن شمالي العراق سكانا، العارضات رغم انتمائهن إلى صنف الجماد وعدم امتلاكهن من المشاعر ما يمتلكه البشر، إلا أن أجسادهن الممشوقة وانحناءات خصورهن جن عليهن المتطرف جنونًا، الحال الذي دفع التنظيم إلى تحريمهن واعتبارهن كافرات واجب محوهن من الموصل منذ منتصف عام 2014، ولم يسمح تنظيم "داعش" ببقاء المانيكانات النسائية، بعدما قام عناصره بتعريتهن بالكامل، في واجهات محلات الألبسة في الموصل، وأمر بمصادرتهن من كل الباعة الذين توعدهم بالذبح لو ضبط واحدة منهن لديهم، طبقا لشهادة فتاة من داخل المدينة، في العراق.

وبيّنت سرى الآغا، أن تنظيم "داعش"، منع عرض المانيكانات منعا باتا، وأصبح يضايق أصحاب المحلات في أسواق الموصل، ما دفع الكثير إلى الإغلاق ومنها سوق الزهور الراقي والذي يعتبر من مدينة المنصور أحد أبرز وأجمل أحياء العاصمة بغداد في جانب الكرخ، كان سوق الزهور، يحتوي على قيصريات  تضايقت كثيرا من قبل "داعش" الذي حاسب المحلات على كل الثياب، ومنعهم من بيع البناطيل الجينز للنساء والرجال، كل قطعة جينز منعها، والملابس المفتوحة والفساتين والتنورات القصيرة عدا الطويلة، وحرم التيشيرتات التي عليها كتابات ورسوم وحتى الخاصة للأطفال، لأنها للكفار على حد وصف المتطرف .

وأضافت الآغا، أنّ ""داعش" أراد أن نلبس الزي الخاص به، وهو الأفغاني، تضحك ساخرة، لو بقينا سنة أخرى كان لبسنا نحن النساء، الرداء الأزرق الذي يحتوي ما يشبه الشباك "النافذة عند العيون"، والرجال يلبسون القندهاري،هكذا التنظيم أراد أن نكون".

وكشفت الآغا، أنّه "في بادئ الأمر، فرض تنظيم "داعش" على المحلات أن يغلفوا المانيكانات "عارضات الملابس" معتبرها إغراء للشباب بمفاتهن البارزة والواضحة، لكن ذلك لم يلجمهم، وعادوا مرة أخرى وأمروا بمصادرتها وإخفائها ومحو أثرها من الأسواق كلها ، حتى خلت منها المحال تماماً، حتى فساتين الزفاف البيضاء منعت من العرض في المحلات الخاصة بتأجير وبيع البدلات وفساتين الحفلات التي غابت هي الأخرى من ملامح الموصل، ولم يسمح بذلك إلا مع "خمار خاص" يسدل عليها، والمخالف ينال عقوبة الإعدام"..

وأوضحت الآغا، تفاصيل خمار العروس، وهو عبارة عن غطاء من قماش "الساتان" الأبيض، مخروطي الشكل يغطي العروس من رأسها وحتى أسفل خصرها، وترافقه كفوف بيضاء طويلة، وروت حالة الأسواق والتبضع أيام كانت الموصل، تحت سطوة "داعش"، "المنطقة الرئيسية التي كنا نشتري منها الملابس، هي الشرجخانة وهي من الأحياء الشعبية في الساحل الأيمن للموصل، تشبه السوق القريب بمرقد الإمام الكاظم في بغداد  مكان كبير على جهتي شارعه محلات راقية وقديمة عمرها يتراوح ما بين 50-40 عامًا، حتى الأسعار هناك مرتفعة لا تجدين ثوب أو قميص أو أي شيء أقل من 35 ألف دينار ما يعادل تقريبا 28 دولار أميركي، محلات سوق الشرجخانة، كانت تستورد الملابس من لبنان، وتركيا وسورية، وحتى بإمكانك أن تجدين منتجات فرنسية وإيطالية، لكن عندما دخل "داعش"، العائلات الراقية وأصحاب المحلات جلسوا في بيوتهم ومنهم من غادر إلى أربيل لأن التنظيم المتطرف يعرف إمكانياتهم المالية وخافوا أن يصادرها كلها منهم، أو يبتزهم، والبقية الذين أبقوا محلاتهم مفتوحة، اعتمدوا على البضائع الموجودة في المخازن، لكن الناس اعتكفت في بيوتها لا تخرج ولا تشتري الملابس وأعتبرتها كماليات في ظرف الحرب".

وتابعت الأغا أنّ ""داعش" استغل الضربة التي قصم بها ظهر الأسواق الشهيرة في الموصل، ومنها النسائية، وافتتح عدة مراكز تجارية خاصة به ولنسائه، ومنها محل كبير أسماه "الجوهرة المصونة" تعمل به نساء التنظيم فقط، وما يعرف فيه هو الزي المتطرف "الخمار" الذي كانت الكثيرات من المدنيات سخرن منه بتسميات مختلفة منها "رداء الغراب، و كيس النفايات"، و"الخفاش"، وطبعا، كانت هذه المحالات التي أفتتحها "داعش" بإشرافه وتمويله وحتى تلك التي جعلها للخياطة العسكرية الخاصة بأزياء عناصره وقادته ومنها في شارع حلب، وحي الزهور، والكثير من أحياء الساحل الأيمن حيث كان تركزهم الأكبر هناك، الناس لم يبق لديها حافز للبيع، حتى الذين بقوا يبيعون "بسطات" وهي مفارش أرضية، لم يسلموا من الدواعش الذين أخذوا من الباعة وجلدوهم وسجنوهم لأسباب واهية ومن وحي خبثهم ، حتى انهارت السوق تماما، وفي الفترة الأخيرة من سيطرة التنظيم قام باستيراد الملابس من سورية، ذوق المتطرف في جلب الملابس، كان خرافيا كله "ترتر" وألوان فاقعة وأقمشة بخامة سيئة جدا، وليست من ذائقة أهل الموصل المعروف عنهم بالأناقة والهندام المتفاخر به لاسيما في المناسبات العائلات، تعرفين أن الموصليين يحبون التأنق كثيرا بالملابس الغالية، صارت الواحدة عندما تبحث عن فستان لا تجد المنشود أبدا ، بقي محل واحد فقط يعمل في الموصل، وهو "لازوردي" في حي الزهور الراقي، كان يخرج البضاعة المخزونة لديه منذ 4 سنوات، ويبيعها بأسعار خيالية، التنورة والقميص "طقم" رأيته عنده قبل سنوات، عرضه بـ200 ألف دينار، ما يعادل تقريبا 170 دولارًا تقريبا ، وهذا حقه بصراحة لأنه أصبح الوحيد من تلجأ إليه العائلات الراقية، وغير اللازوردي، هناك محلات قليلة جدا بقيت مفتوحة في الزهور أما في المنطقة المجاورة حي المثنى كان يضم أحد أرقى أسواق الموصل، أغلقت كل محلاته أيضا ولم يبق فيه أي دكان مفتوح يذكر، وقبل أسابيع من إعلان الموصل محررة بالكامل، واستمرار عمليات استعادة الساحل الأيمن منها الذي انتصرت به القوات العراقية وأعلنت القضاء على كل المتطرف في العاشر من تموز/ يوليو الماضي، بدأت عارضات الأزياء "المانيكانات" بالعودة والظهور من جديد في الساحل الأيسر من المدينة مع رجوع الحياة وتنفسها عبق الحرية والخلاص من سطوة التنظيم وخلافته القائمة على التطرف والإبادة والدمار، وعندمت تحرر الباعة من هيمنة "داعش"، توجهوا إلى مراكز البيع بالجملة في العاصمة بغداد، وفي أربيل بإقليم كردستان العراق، وتبضعوا كميات كبيرة من الملابس التي وزعوها بالتصريف على زملائهم في المهنة لإنعاش الأسواق الموصلية مرة أخرى وجعلها أفضل حال من السابق".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عارضات الأزياء المانيكان لم يسلمن من جحيم داعش المتشدّد في الموصل عارضات الأزياء المانيكان لم يسلمن من جحيم داعش المتشدّد في الموصل



GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020

GMT 14:48 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"Mother of Pearl" ترفع شعار تقديم الملابس المسائية صديقة البيئة

GMT 06:14 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي كارداشيان تظهر بإطلالة جريئة باللون الأصفر النيون

GMT 05:01 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب الوطني تحت 19 عامًا يواجه طاجيكستان في كأس آسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates