المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تتعرّض للعديد من المضايقات والتحرش الجنسي أثناء خروجها للعمل

المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها

المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها
صنعاء _خالد عبدالواحد

تنام مع أطفالها الأربعة تحت شجرة ، لاتقيهم شمس النهار، ولا برد الليل، وتجمع الحطب، لطهي الطعام، الذي سيجلبه زوجها من السوق إن وجد عملًا، أو ربما سينامون بجوعهم، جميعًا في مديرية التحيتا في محافظة الحُديدة غرب اليمن بعدما أجبرهم الحرب على النزوح من منزلهم . 

المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها

تقول محسنه عبدالحميد لـ" صوت الأمارات" نسكن هنا تحت هذه الشجرة أنا وبناتي الأربعة، بعد فرارنا من منزلنا، بحثًا عن مكان ، بعد أن أصبحنا نتوسط الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثيين. 

المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها

وتابعت " لقد مشينا على الأقدام كيلو مترات ، وكلما نستقر في مكان تلحقنا الاشتباكات ، والقصف الجوي المستمر ، إلى المكان الذي نصل إليه".
وأضافت" لانملك تكاليف السفر من مدينة إلى أخرى ، وغادرنا من منزلنا مشيًا على الأقدام ,ولم نأخذ شىء من منزلنا، سوى الملابس التي علينا، ونتنقل من مكان إلى أخر بحثًا عن الماء والطعام، ومكان ننام فيه".

وتابعت" لقد كانت حالتنا صعبة قبل نشوب الحرب في المدينة، وبالكاد نحصل على القوت الضروري، والمياه النظيفة".
و تشردنا من منزلنا ولم يعد هناك جدار يحمينا من عيون  الناس، أو يخفي فقرنا".

وتابعت "تركنا منزلنا، وأثاثنا، وذكرياتنا، وربما ستكون هذه الهجرة إلى الأبد، فالمعارك لازالت على أشدها وسط قريتي التي أسكن فيها، وسط قصفًا عنيفًا للطيران الحربي، والبوارج الحربية". 

وتضيف " غادر كل سكان القرية، بعد الإنذارات من قبل القوات الحكومية باقتحام القرية لتطهيرها من مسلحي جماعة الحوثي".
وقالت ، والدموع تسيل على خدها" متى ستتوقف الحرب ، ماذنبنا نحن ,و لانريد شيئ منهم سوى أن يتركونا نعيش، يتركونا نعود إلى منزلنا. 

ونزحت الآف الأسر في اليمن داخليًا من مدينة إلى أخرى، لكن من يدفع الثمن الأكبر هو المرأة، لأنها لاتستطيع العمل ، في أي من مجالات الحياة، في المجتمع اليمني المحافظ، الذي يعتبر المرأة ربة منزل فقط. 

ويقتصر عمل المرأة على الزواج، وتربية الأطفال فقط، فالزوج هو من يتدبر شؤون الحياة ، ويجلب الطعام والمال الى الاسرة . 
وتمنع أغلب القبائل اليمنية النساء من الخروج من منازلهن  ، من دون محرم الذي يكون" إما أخوها أو والدها أو زوجها، او اي شخص يرتبط بهما قرابة   الدم ، ولايجوز له الزواج بها".

وتقول الناشطة الحقوقية مها الأغبري" إن أغلب النساء اليمنيات، لايعملن، ولايسمح لهن بالخروج من المنازل، وكل ما عليهن هو طاعة الزواج ، والعمل على سعادته وتربية ابنائه".
وأوضحت أن الزوج اليمني يقدّس زوجته، ويهتم بها ، ويقوم بكل الأعمال الصعبة من دونها".

وأشارت أن " المرأة لا تتحمل مرارة النزوح من منزلها، والعيش في الخيام أو المدارس، بعد أن كانت تعيش  في منزل لا يراها أحد، لا تخرج إلا بحجابها، ولباسها الأسود ويرافقها أحد أهلها".

وأكّدت أن هناك نساء يتمنين الموت على الخروج من منازلهن والعيش في أماكن أخرى".

(فقد الزوج )

وتعيش المرأة اليمنية في حالة مأساوية صعبة، إذا فقدت زوجها فتضطرب حالتها النفسية، بالإضافة أنها تصبح عرضة لحديث المجتمع. 

و ترفض المرأة اليمنية أن تتزوج بعد زوجها إذا توفي ، وتبقى تربي ابنائهما حتى تموت. 
وتعد لطيفة عبدالجليل ، واحدة من تلك النساء التي لازالت تربي ابنائها الخمسة، رغم وفاة زوجها وهي في سن لايتجاوز الـ28 عامًا. 

ورفضت لطيفة ذات الأربعين عاما، ورغم تقدم العديد من الخطاب إليها،,كل تلك العروض، وربت ابنائها، بدعم من اخوانها، بالإضافة إلى أنها تعمل في الأرض التي كان يملكها زوجها، وتجاهد ليل نهار من اجل سعادتهم. 

وتقول لطيفة ل" العرب اليوم" كل سعادتي ، أن أرى ابنائي سعداء ، وبحالة صحية جيدة".
وأضافت " حاربت المجتمع، حتى اسرتي من اجل تربيت ابنائي، والبقاء على ذمة زوجي، وسأظل وفية له إلى الأبد".

وتحكي شفاء محمد  قصة، قتل زوجها قبل 10أعوام، في أحد  أسواق  القات في مدينة  اب ،   ، وغادرت منزل  زوجها لتعود إلى بيت والدها، ومعها طفلين. 
و تعمل  شفاء في المزارع، مع أسرتها، وتسمع الكثير من التوبيخات من أسرتها بسبب رفضها الزواج مرة اخرى. 

وتعيش شفاء، أوضاعًا معيشية صعبة ، بعد وفاة والدها، وجنون أخوها الذي كان يعيل الأسرة، من خلال بيع شجرة  القات، وأصبحت تتحمل كل هموم الأسرة ومشكلاتهم، وتعمل على توفير الطعام لهم ".

وتقوم بعملين، الاهتمام بأسرتها ، وطباخة الطعام، والعمل في  الزراعة في انٍ  واحد. 
وقالت الناشطة الاجتماعية، سلوى المطري ، إن المرأة اليمنية، تفضل أن تبقى أرملة طيلة حياتها على الزواج من اخر" مضيفة" أن أغلب النساء اليمنيات، يعتبرن الزواج بعد فقدان زوجها خيانة، رغم أن الشريعة الاسلامية أحلت لها الزواج".

(سوق العمل) 
و لن تستطيع المرأة الخروج لسوق العمل والبحث عن اي عمل في السوق الذي يسيطر عليها الذكور".
ولن تسمح الأسرة اليمنية التي تسيطر عليها العادات والتقاليد ، لها بالعمل  في أي مجال، مهما  كانت حاجتهم".

ورغم ذلك إلا أن العديد من الفتيات دخلن سوق العمل ، في مختلف المجالات. 
وتتعرض المرأة اليمنية للعديد من المضايقات والتحرش الجنسي أثناء خروجها للعمل، من قبل الذكور. 
و أجبرت المئات من  النساء إلى  التوجه إلى سوق العمل، إلا أن عدم توفر المؤهلات العلمية المطلوبة، يجبرهن العودة خائبات .

تعمل جميلة سعيد " تعمل في الكوافير، والنقش 
لم تحصل على عمل بعد خروجها من كلية الهندسة، بسبب التميز الذكوري ، وتوجهت الى العمل في النقش والكوافير".
تقول " جميلة رغم معارضة أسرتي للعمل في الكوافير ، ويعتبرونها مهنة تنقص من سمعتهم".

وتابعت" لقد تخرجت قبل ثلاثة أعوام، ولم أجد أي عمل هندسي ، لأنني فتاة، فتوجهت  نحو العمل في الكوافير والنقش، وتمكنت من فتح محل خاص بي".
وتابعت" رغم احتقار المجتمع للمهنة التي أعمل بها، إلا أنني أعزها كثيرًا، فهي تجلب لي الكثير من المال، واستطعت ان اشغل العديد من النساء في المحل".

(مقتل المئات) 
قتلت وجرحت المئات من النساء، اليمنيات، خلال الأربعة الأعوام الماضية، اثر المعارك الدائرة بين مسلحي جماعة الحوثيين ، والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالإضافة إلى الضربات الجوية لطيران التحالف العربي، والألغام التي تزرعها جماعة الحوثيين ، في مختلف الاراضي اليمنية. 

(فقدان الاهل) 
و تظل المرأة اليمنية، هي من تدفع الثمن على كل المستويات، كونها  الأم او الأخت و الزوجة. 
وخلفّت الحرب آلاف الأرامل، بالإضافة إلى مئات النساء اللواتي فقدن ابنائهن، خلال الأعوام الماضية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها المرأة اليمنية تعيش حياة صعبة بسبب الحرب وتُجبر على ترك منزلها



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates