أبوظبي – صوت الإمارات
أكدت أسر مواطنة إنها لجأت إلى طريقتين جديدتين لخفض كلفة حفلات الزفاف في ظل الارتفاع المستمر لأسعار قاعات الأفراح والفرق الغنائية أو التراثية، هما قصر حفلات الزفاف على النساء فقط، وإجراء الأعراس في أيام وسط الأسبوع، مشيرة إلى أن التكلفة الإجمالية للزواج انخفضت بمقدار يصل إلى 300 ألف درهم.
وأفاد مختصون في تصميم حفلات زفاف، بأن الحفلات المخصصة للرجال شهدت انخفاضاً كبيراً في الفترة الماضية، ما وفر ما يراوح بين 120 و150 ألف درهم من إجمالي المبلغ الذي تخصصه الأسر لحفلات الزفاف.
وأكد أستاذ ثقافة إسلامية ومجتمع الإمارات في الجامعة الكندية في دبي، الدكتور سيف الجابري، أن ارتفاع مصروفات الزواج خلقت ثقافة جديدة، إذ أدركت الأسر أن هناك مظاهر اجتماعية تمثل عوائق أمام إتمام زواج أبنائها، فباتت تستغني عن هذه المظاهر التي كانت كلفتها كبيرة.
وأوضح المواطن أحمد حسن، إنه تمكن من خفض كلفة زفافه بمقدار 300 الف درهم، إذ كانت ستبلغ 400 ألف درهم، لكنه بعد اقتصار حفل الزفاف على النساء وإجرائه في أيام وسط الأسبوع، وصلت الكلفة إلى 100 ألف درهم، لافتاً إلى أن دعم القيادة للشباب، من خلال منحة صندوق الزواج وقاعات الأعراس الحكومية، أسهم أيضاً في تخفيف كلفة حفلات الأعراس.
وأكد المواطن (أبوحمدان)، أنه دفع لحفل زفافه 130 ألف درهم من إجمالي 320 ألفاً كان مقرراً دفعها في حال أقام حفلاً للرجال، مشيراً إلى أن كلفة قاعات الزواج عالية جداً في العطلات الأسبوعية والأعياد، بينما في أيام وسط الأسبوع تكون الأسعار مناسبة إلى حد ما.
ولفت إلى أن هناك توجهاً ينمو في المجتمع لإقامة احتفال زواج بسيط، قليل في الكلفة وعدد الحضور، تيسيراً على الشباب ومساعدتهم على بدء حياتهم الزوجية من دون أعباء مالية كانوا يضطرون إليها بدافع التباهي الاجتماعي.
وأوضح المواطن يوسف أحمد، أنه أقام حفل زفافه في يوم وسط الأسبوع، ما أسهم في خفض كلفة قاعة الفرح، التي يرتفع سعرها في ليلتي الخميس والجمعة بسبب زيادة الطلب عليها بنسبة 50% مقارنة ببقية أيام الأسبوع، مضيفاً أن الكلفة الإجمالية لزواجه بلغت 160 ألف درهم، متضمنة المهر والشبكة الذهبية وحفل الزفاف (للنساء فقط). ونصح الشباب بإقامة حفلات الزفاف وفق قدراتهم المالية.
وطالب المواطن خالد أحمد، بضرورة وضع برامج لرفع مستوى الوعي لدى الشباب المواطنين للتخلي عن مظاهر البذخ والإسراف في تنظيم حفلات الزواج، مؤكداً أن هناك أسراً تطلب مهراً عالياً وقاعات في فنادق خمس نجوم وغيرها، متابعاً: "تقدمت للزواج خمس مرات إلا أن أسر الفتيات فرضت شروطاً لا تتناسب مع قدراتي المالية".
وأكد المختص في تصميم حفلات الزفاف في إحدى القاعات في دبي، عبدالله المرزوقي، أن حفلات الزفاف المقتصرة على النساء فقط زادت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لدرجة أن حفلات الرجال باتت محدودة وفي طريقها للاختفاء، مبيناً أن معظم الأسر تلجأ لهذه الطريقة لتقليل كلفة الزواج واستغلال المبالغ المالية التي توفرها في بناء مساكن الزوجية أو السفر لقضاء شهر العسل أو غيرهما.
وأضاف أن من اللافت أيضاً أن معظم الأسر أصبحت تتجه إلى إقامة حفلات الزفاف في أيام وسط الأسبوع، لأن أسعار القاعات تنخفض بنسبة بين 30% و50% مقارنة بأيام الخميس والجمعة، لافتاً إلى أن الأسر أدركت أهمية تخفيف كلفة الزواج، لاسيما أن معظم الشباب يقترضون من البنوك لسداد هذه الكلفة.
بدوره، قال مصمم الديكور في شركة الواحة، خالد علي، إن هناك أسراً كثيرة تجاوبت مع توجهات القيادة في تقليل كلفة الزواج، من خلال استغنائها عن مظاهر البذخ في أفراح الرجال، وتقليل الولائم، وعقد حفلات الزواج وسط الأسبوع، لافتاً إلى أن تلك الخطوات أسهمت في تقليل الكلفة بنسبة تصل إلى 75%.
وذكر صاحب شركة إعداد لحفلات الزواج، محمد أحمد، أن لجوء الأسر لهذه الطرق يوفر عليها مبالغ تصل إلى 150 ألف درهم أو أكثر.
وأوضح أستاذ الثقافة الإسلامية ومجتمع الإمارات في الجامعة الكندية في دبي، الدكتور سيف الجابري، إن هناك ثقافة جديدة انتشرت بين الأسر أخيراً، تقوم على خفض كلفة الزواج بوسائل عدة، منها إقامة عشاء للأصدقاء والعائلة من الرجال بعد عقد القران، ما يوفر على العريس كلفة قاعة الزفاف والعشاء والفرقة الشعبية وغيرها، ما يجعله يدخر مبلغاً لما بعد الزواج.
وأضاف الجابري، أن الأسر أدركت المشكلات التي كانت تعيق الشباب عن إتمام الزواج، مثل ارتفاع كلفة الزفاف عبر مظاهر التفاخر والتباهي الاجتماعي التي يدفع الشباب فاتورتها قبل الزواج وبعده، لافتاً إلى أن مفهوم الأسر تغير بشكل كبير وباتت الأولوية حالياً توفير حياة كريمة لحديثي الزواج من دون ديون أو أعباء مالية. وتابع: "بعض الأسر توجهت لخطوة أخرى في اختيار القاعات الحكومية أو الفندق لكن في غير أيام نهاية الأسبوع التي ترتفع فيها الأسعار"، مؤكداً ضرورة تعاون الجهات المعنية في تقديم تسهيلات للشباب والمساهمة في نشر هذه الثقافة بين الأسر، واعتبر "سلوك هذه الأسر إنجازاً مجتمعياً".
أرسل تعليقك