يوم 30 آذار/مارس عام 2008، تاريخ لا يمكن أن تنساه المواطنة جميلة الزعابي، ففي هذا اليوم طرق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باب بيتها في منطقة الورقاء، وزارها ليقدم لها الشكر على جهودها الإنسانية، خصوصًا موقفها في إنقاذ مصابي حريق اندلع في منطقة القوز، الذي وقع في الأسبوع نفسه.
وكانت هذه الزيارة سببًا في تغيير حياة جميلة كليًا، إذ تحولت إلى حديث المدينة، وسارعت المؤسسات المختلفة إلى استضافتها والاستماع إلى تجربتها البطولية، ونقل خبراتها وتفانيها في العمل إلى الأجيال الجديدة.
وأوضحت جميلة "أصبحت في نظر الكثيرين نموذجًا للتميز والعطاء، واعتبرتني مؤسسات مختلفة قدوة لابد أن يسير على نهجها الموظفون"، مضيفة: "لقد شرفني سموه بكلمة قال فيها (نحن نفتخر بك)، وكان لهذه العبارة أكبر الأثر فيّ، إذ دفعتني لمواصلة العطاء ليل نهار في كل موقع وظيفي أصل إليه".
وأكملت "كانت هذه الزيارة أكبر تكريم يمكن أن أناله، فلك أن تتخيل أن قائدًا بحجم محمد بن راشد، يأتي إليك في منزلك، ليقول لك شكرًا، هذا تقدير لا يعادله أي تقدير آخر".
وتابعت جميلة "زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى منزلي، كانت رسالة للمجتمع، مفادها أن الوطن يقدّر كل شخص يؤدي عمله، ويكرم المجتهدين والمتفانين في وظائفهم، كما أنها رسالة إلى المرأة العاملة بأن الحكومة تنظر لعطائها بتقدير كبير".
وأضافت "ترقيت في عملي بمجال الإسعاف، ثم انتقلت إلى إدارة الأزمات والكوارث في شرطة دبي، وأخيرًا أصبحت مدير إدارة سجن النساء، وفي كل موقع أتجه إليه كنت أضع (العطاء) منهجًا لي، وحافزًا لمن يعملون معي".
وأردفت "لقد وصفني صاحب السمو حاكم دبي بالتميز، ومنذ ذلك الوقت أصبح التميز هو هدفي الأكبر، فقد فزت بجائزة (الموظف الميداني) في شرطة دبي، وجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز في عام 2009".
وذكرت جميلة "العمل في الإسعاف يحتاج إلى العطاء، لكني الآن أعمل في المؤسسات العقابية، وهو مجال يحتاج إلى عطاء أكبر، وسوف أبذل كل جهدي لأحقق هذا الهدف".
وترى أن الإنسان عليه أن يؤدي واجبه في المجتمع، وقد يكون هذا الواجب بسيطًا، لكنه في نظر المجتمع والقيادة كبير جدًا، مضيفة "لابد أن يعلم الجميع أننا في دولة تقدّر كل مجتهد، ولا تنسي أي متميز".
وبدأت قصة جميلة في موقع حريق ضخم بمنطقة القوز في دبي، يوم 27 مارس 2008، وقتها كانت تعمل في مجال الإسعاف، ورصدت الصحيفة جهدًا كبيرًا لها في إنقاذ أكثر من 60 مصابًا جراء الحريق، الذي استمر من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثانية من صباح اليوم التالي.
ونشرت الصحيفة قصتها تحت عنوان "جميلة تتصدى بقلبها لنيران القوز"، ولاقت القصة ثناء كبيرًا من الشارع الإماراتي، وزارها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في منزلها لتكريمها.
وأثنى آل مكتوم على جهود جميلة، ووصفها بالبطلة التي تستحق الثناء والتقدير من قيادتها وأبناء وبنات وطنها.
واعتبرها قدوة ومثالًا لبنات مجتمعها في التصميم والمثابرة والشجاعة التي تميزت بها أثناء أدائها لواجبها، وتفوقت في هذا العمل البطولي على كثير من الرجال، وخاطب جميلة الزعابي وابنها وابنتها قائلًا: "إنك أم معطاء لوطنك وعائلتك، ومواطنة صالحة وعاملة مبدعة، وقوية يحق لأبنائك وأحفادك أن يتفاخروا بك ويجلوك.. كما من واجبنا كقيادة أن نحيي فيك هذه الهمة العالية والروح الوثابة، ونكرمك أيّما تكريم"، وقد أطلق عليها لقب "أم الإسعاف".
ولاقت المبادرة التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لتوجيه الشكر إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمناسبة مرور 10 سنوات على حكمه وحكومته، تفاعلًا كبيرًا على المستويين الرسمي والشعبي.
أرسل تعليقك