أبو ظبي ـ سعيد المهيري
في الوقت الذي تعمل مؤسسات الدولة المختصة على نشر التوعية بأنماط الغذاء الصحي وأهمية الحركة وممارسة التمرينات الرياضية، وسط تزايد نسبة المصابين بالأمراض المتعلقة بفقدان اللياقة، تعمل الشابتان الإماراتيتان آمنة المنصوري ومريم العميرة على مشروع متكامل يكمل الأهداف المحلية المنصبة حول تغيير الثقافة المجتمعية، إلا أن تركيزهما ينصب على النساء والأطفال لإدراكهما تأثيرهم في المجتمع .
مبادرة مجتمعية نسائية تثقيفية رياضية موجهة للنساء، الهدف الرئيسي لمشروع الصديقتين آمنة المنصوري ومريم العميرة، وسينطلق الأشهر المقبلة، "ذا كورتس" هو الصالة أو المركز الرياضي الذي سيترجم مجموعة من أهداف الرياضيتين المنصوري والعميرة، لاعبتي كرة القدم المحليتين، اللتين جرت الرياضة في دمهما منذ الصغر وكبرتا عليها حتى أصبحتا اليوم شغوفتين بإلهام كل إمرة وطفلة، والمساهمة في تأسيس ثقافة مجتمعية حول اللياقة البدنية والصحية، وذلك من خلال جعلها جزءاً لا يتجزء من نمط الحياة اليومية .
المنصوري توضح أن الرياضة في حياة المرأة في مجتمع الإمارات لا تعبّر عن نمط سلوكي يومي، وربما تكون العادات المجتمعية جزءا من عزوف الكثيرات عن ممارسة الرياضات أو حتى المشي اليومي، وهذا ما يجعل المخاطر الصحية وشيكة دائماً بهن، هذا بالنسبة للبالغات من النساء فكيف بالطفلات، اللاتي تتشكل ثقافتهن من ثقافة أمهاتهن والمحيط المجتمعي، وهنا تكمن الخطورة بحسب المنصوري، التي تشدد على تركيز مشروعهما "ذات كورتس" على الجيل الناشئ بشكل خاص لأجل تأسيس ثقافة مجتمعية .
المشروع الرياضي بحسب المنصوري هو صالات رياضية منها ما هو مخصص للنساء وأخرى للأطفال من الإناث، تتكون من خلالها حلقات مجتمعية أكثر من كونها فرقا رياضية، أي سيتم التعامل مع المنتسبات للمركز الرياضي بشكل ودي ومجتمعي لأجل إزالة الحاجز النفسي من الرياضة أو الملل منها وتأكيدها كسلوك مستدام، لكن ما عوامل الجذب الأخرى التي يعتمدها المشروع؟ هذا ما تخبرنا به المنصوري واصفة "يعتمد على باقات للأسرة، أو مفردة، بخطة أسعار مرنة ومقبولة، ونهدف من خلاله اصطحاب كل أم لابنتها أو بناتها الصغيرات معها إلى المركز، رغبة في جعل الفعل الرياضي أمرا طبيعيا وجزءا من الممارسة الحياتية المعتادة، كما سنقدم في المركز معلومات ونصائح حول أهم الأغذية الملائمة للصحة البدنية وللياقة المرأة، سواء كان للنساء أو الطفلات، من خلال مدربات متخصصات في هذا الشأن .
وكوننا إماراتيتين فإن الأمر سيكون محفزا للنساء الإماراتيات اللاتي يعانين أو يجدن صعوبة في الانخراط في المراكز الرياضية، وهذا ما لمسناه في محيطنا وكنا قد عانيناه في فترات سابقة، ولعله يكون أمرا محفزا للنساء الإماراتيتين للانخراط في الأنشطة الرياضية" .
وتشير المنصوري إلى أن الهدف الاستراتيجي بعيد الأمد من المشروع، هو المساهمة في تغيير الثقافة النسائية المجتمعية حول الرياضة، كسلوك حياتي لا ينفصل عن السلوكيات الأخرى المعتادة .
عن الفئات المستهدفة من الأطفال تقول مريم العميرة: "نستهدف الطفلات من عمر 2-12 سنة وسنتخصص بهذه الشريحة، ففي ظل اندماج الأطفال في تكنولوجيا المعلومات أغلب أوقات الفراغ، وانعدام النشاط البدني، سنعمل على جعلهن يندمجن بشكل غير تقليدي في أنشطة رياضية عفوية، منها توفير ألعاب وأدوات رياضية ذات ألوان مبهرة، وجعلهن ينسجمن في أجواء الصالة الرياضية للعب الحر، وتتغير هذه الألعاب والأساليب كل فترة وجيزة ربما تكون كل أسبوع، لإدراكنا أن الأطفال يملون بسرعة"، وتنوه العميرة إلى أن الأطفال سابقا كانوا يمارسون النشاط البدني من خلال ألعابهم العفوية وخروجهم من المنزل مع أقرانهم، حيث كان لديهم حيز كبير من الوقت ولا يشغلهم سوى الدراسة واللعب، أما اليوم فالأجهزة الالكترونية أصبحت المسيطرة على أوقاتهم .
الأطفال يمكن جذبهم بالألوان والأدوات المختلفة والاندماج مع بعضهم بعضا، لكن ما هو حال النساء، خصوصا اللائي مللن من التسجيل في المراكز الرياضية ولم يلتزمن في ارتيادها، كيف يمكن جذبهن لجعل الرياضة جزءا من حياتهن المعتادة، هذا ما تجيبنا عنه العميرة مشيرة "بالتأكيد ندرك تماما معاناة النساء اللاتي لديهن الرغبة بالحصول على اللياقة، لكنهن يصطدمن بالروتين، وعدم الالتزام، والملل، وعدم ملائمة الأوقات، في المراكز الرياضية، لكن خطتنا وأسلوبنا في "ذا كورتس" ستكون مختلفة، ومن ذلك عدم تضمين المركز أي جهاز رياضي بتاتا، بل سيتم الاعتماد على رياضات غريبة عليهن بعض الشيء، لكنها ستبعدهن عن الملل وتجذبهن للمواصلة، ومن ذلك رياضات (انفنانتي، جريت، بوكسنج، كروس فيت)، إضافة إلى رياضتي اليوجا والبيلاتس، وهذه الأنواع من الرياضات لن تتجاوز نصف الساعة، حيث لا تثير ضجر أو ملل أي امرأة، وكذلك يكون الوقت مناسباً للمرأة العاملة، وبذلك سيكون جذابا للنساء" .
وتشير العميرة إلى أن المركز سيتضمن خبرات مؤهلة في أنواع الرياضات والتغذية الصحية، حيث تمتلك المدربات شهادات من (ACE) وهي مؤسسة دولية تمنح شهادة أميركية متخصصة في الرياضات، وحاليا تخضع العميرة والمنصوري لتدريبات خاصة بالمؤسسة .
أرسل تعليقك